اخبار العراق

لماذا رفضت أمريكا قصف قافلة ضخمة لداعش بالقرب من الفلوجة؟

الجيش الأمريكي 650x360

وجه حاكم نيويورك السابق، رودي جولياني، انتقاداً لسياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه داعش.

وقال إن القوات البرية الأمريكية تحتاج إلى الانتشار على الفور في العراق وسوريا، لسحق التنظيم، بحسب موقع ويست جورناليزم للأخبار.

وأشار غويلياني، الذي أيد دونالد ترامب للرئاسة، في مقابلة إذاعية مع جون كاتسيماتيديس، إلى أن الولايات المتحدة، سوف تعاني من المزيد من القتلى، إذا لم تغير إدارة أوباما سياساتها في العراق وسوريا وتنزل القوات البرية لهزيمة داعش.

ووفقا لموقع نيوسماكس، قال الحاكم السابق أيضًا إن الرئيس تخلى عن هزيمة داعش باستخدامه جدولاً زمنياً لسحب القوات من العراق وأفغانستان.

وأضاف: “أعتقد أنهم قد تجرأوا الآن بسبب عدم استجابة أوباما استجابة حقيقية وقلقه بسبب قضية قتل المدنيين، أنا لا أريد قتل المدنيين، وأنت لا تريد أن تقتل المدنيين، ولكن إذا كان هؤلاء الناس يستخدمون المدنيين كدروع، وهو ما يفعلوه، فعلينا اقتلاعهم”.
ومن أجل فهم أفضل لعواقب رفض أوباما استخدام القوة الكافية ضد داعش بسبب قلقه حيال قتل المدنيين، من المهم التوقف عند تحقيق استقصائي، نشر الأسبوع الماضي، أعده كريستيان تريبيرت، وهو طالب دراسات عليا في قسم دراسات الحرب في كينغز كوليدج في لندن، ويجري أبحاثًا ميدانية في سوريا والعراق.

وقام كريستيان تريبيرت، بالتحقيق عندما غادرت قافلتين ضخمتين تابعتين لداعش، الفلوجة في العراق، بعد أن استعاد الجيش العراقي والحشد الشعبي السيطرة على المدينة في يونيو.

وكتب تريبيرت أن عيسى العيساوي، حاكم الفلوجة، قد حصل على معلومات بأن مقاتلي داعش، سيحاولون الهروب من ضواحي الفلوجة، وقام بإخطار الجيش العراقي بتلك المعلومات.

وقد استشهد في كتابته بارنو ديلالاند، مؤلف كتاب “الحرب مملة”، والذي كان قد أجرى مقابلة مع الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الغارات الجوية على القافلة.

ووقفًا لما ذكره ديلالاند، في يوم 28 يونيو، بين الساعة التاسعة و العاشرة مساء، كشفت المخابرات العسكرية العراقية عن “تحرك عدد من المركبات من الفلوجة في الاتجاه الجنوبي الغربي على طول الطريق المؤدي إلى عامرية الفلوجة”.

وبعد ذلك، أخذت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي في تتبع التحرك.

وتابع: “في حوالي الساعة العاشرة من تلك الليلة، أشارت تقارير المخابرات أن ميليشيات الدولة الإسلامية تفر من الفلوجة، وهو ما يبدو تفسيراً للقافلة الضخمة”.

وأضاف ديلالاند: “أدرك العراقيون أن هذه فرصة كبيرة للقضاء على قوات الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار العامة في العراق، لذلك قاموا بالاتصال بالقيادة المركزية الأمريكية لفرقة العمل المشتركة لعملية حل متأصل، وهو التحالف المعني بمحاربة داعش في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة”.

ومع ذلك، رفض الأمريكيون إعطاء الإذن لشن غارات جوية على قافلة داعش من قبل الطائرات الحربية الأمريكية، بحسب ديلالاند.

وكان السبب هو أن المركبات في قافلة التنظيم، ربما تحمل مدنيين، وعلى الأرجح زوجات وأطفال إرهابيي داعش.

وبعد أن رفضت الولايات المتحدة طلبهم في شن الغارات الجوية على القافلة، أخذ الطيارون العراقيون المبادرة، وقاموا بدعوة ممثلين عن الحكومة العراقية، الذين أعطوهم الإذن لشن الغارات الجوية.

وأفاد الطيارون العراقيون أن القافلة كانت تتألف من أكثر من 400 سيارة وأن بعض المركبات كانت مدنية.

وبعدما دمرت طائرات الأباتشي العراقية نصف القافلة وقتلت العشرات من مقاتلي داعش، أرسلت قوة المهام المشتركة بعض الطائرات الأمريكية، وأرشدتهم لعدم مهاجمة الجزء الذي قد يكون به مدنيون في القافلة.

وقد وقع حادث مماثل في الصحراء بالقرب من محافظة الرمادي في أوائل العام 2015 ، عندما استعرض داعش قافلة ضخمة تضم كاسحات ألغام كانت الولايات المتحدة قد تبرعت بها ، للاحتفال بالاستيلاء على المدينة العراقية، وفي هذه الحالة أيضًا، لم يفعل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أي شيء لتدمير القافلة.

وقد ذكر مركز أبحاث آي إتش أس البريطاني، خسارة داعش 12 % من الأراضي الخاضعة لسيطرتها في سوريا والعراق هذا العام.

وبحسب التقرير: “اعتبارًا من 4 يوليو العام 2016، تسيطر الدولة الإسلامية على ما يقرب من 68300 كيلومترا مربعا في العراق وسوريا”.

وأدى تقرير آي اتش اس، إلى موجة من التقارير الإعلامية المتفائلة، ولكن جوبي واريك، الحائز على جائزة بوليتزر، ومؤلف كتاب “الرايات السود: صعود داعش”، حذر من أن المنظمة الجهادية تنتشر، وأن تهديدها لن يختفي في أي وقت قريب، وسوف يشارك العالم في الحرب ضد داعش لفترة طويلة جدًا.

ويشاركه في تقييمه  حسن حسن، الباحث في مركز أبحاث تشاتام هاوس السياسي في واشنطن.

فقد سخر حسن من المتفائلين مثل وزير الخارجية جون كيري، الذي قال إن الموجة الحالية من الهجمات الانتحارية التي تشنها داعش، هي علامة على أن التنظيم يائس.

وكتب حسن في مقال الاثنين، أن بعض الناس قد رأوا أن الارتفاع في هجمات داعش الإرهابية “هو علامة على يأس المجموعة وضعفها، لكن في الواقع، هذا يدل على قوتها ومهاراتها في البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل”.

كما كتب أن “التهديد لا يختفي بعيدا”، مضيفا: “هدف المجموعة في نهاية المطاف لم يتغير، وهو السيطرة على العالم الإسلامي، فالذين يشكلون جوهر داعش يعتقدون أن الله أمرهم بتحقيق ذلك، فهم سيقومون بتغيير خططهم كلما احتاجوا لأجل الوصول إلى هذا الهدف”.

واختتم حسن حديثه، نقلاً عن المتحدث باسم داعش، أبو محمد العدناني، الذي قال إن فقدان المدن أو الأقاليم لا يعني أن داعش ستهزم.

وقال العدناني في شهر مايو: “لا، الهزيمة الحقيقية هي فقدان الرغبة في القتال”.

ارم

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights