تحليلي لسبب التصعيد الأمريكي والرد الإيراني الموازي :
ترامب مقبل على خطوات حرب فعليه مع القاعدة وداعش والإخوان في المنطقة خلال المرحلة القريبة القادمة وهذا يستلزم أمرين مهمين.
الأول : هو البعد الطائفي للمعركة فالمستهدف هو الإسلام السياسي السني وهذا يتطلب موازنة دقيقة للبدء بمعركة مع الإسلام السياسي الشيعي لتكون الكفة متوازنة أمام الحكومات والشعوب التي انزعجت من تصرفات أوباما لحد وصفه بالشيعي لأنه استهدف الإرهاب ووقع الاتفاق مع إيران. فتصعيد سياسي فعلي مع إيران موازنة لحرب فعليه على الإسلام السياسي السني العنيف.
الثاني : ان حرب ترامب المتوقعة على القاعدة وداعش والإخوان ستصب في صالح إيران التي ستكون المستفيد الأكبر من هذه الحرب لأن إدارة ترامب لايمكن لها أن تنجح في حربها ضد الإرهاب بدون أن تكون إيران هي الحليف الأول في هذا المشروع.
وعليه تؤمن إدارة ترامب بأن الموازنة مع دول الخليج وتركيا تستدعي منع إيران من استثمار نتائج هذه الحرب القادمة في بلدان عربية كثيره لكي تضمن امريكا دعم الخليج لدفع تكاليف هذه الحرب بشرط أن لاتصب نتائج تدمير الإرهاب في جيب إيران في التمدد أكثر سياسيا وعسكريا وهذا يستلزم تخويف إيران واجبارها على التعاون بدون الاستثمار مستقبلا.
ردة الفعل الإيرانية الموازية مدروسة فايران وبعد أن قدمت الكثير في المنطقة وتصدت وقاتلت وأصبحت قريبة على جني الثمار الستراتيجية لايمكن أن تسمح لأحد أن يمنعها من قطف الثمار بهذه الطريقة الاستعراضية الترامبية البائسة. لذلك فالتصعيد الأمريكي الإيراني مرتبط بالتدافع على من سيكون صاحب الحصة الأكبر في المنطقة بعد هزيمة الإرهاب نهائيا.
الأمريكان لايريدون أن يكرروا مايقوله الخليجيون لهم بأنه اسقطعوا إرهاب صدام وسلموا النتائج لإيران ويطالبهم الخليج بعدم دحر الإرهاب وتسليم المنطقة لإيران.
هذه الرؤية لم تطرح قبل الآن وأعتقد أنها الأقرب لتفسير هذه المعركة المفاجئة بين إدارة ترامب وطهران عكس كل التوقعات.
