اخبار العراق

الحكومة العراقية: “السيادة خط أحمر”.. ومجلس الأمن يعقد جلسة بطلب من بغداد

ذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن مجلس الامن الدولي سيبحث في جلسته الطارئة بناءً على طلب الحكومة العراقية مسألة التدخل التركي في العراق .

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال إن مجلس الأمن سيناقش التدخل التركي الأخير في العراق ودخول قوات إلى شمال البلاد من دون علم الحكومة الاتحادية. وأضاف جمال أن المجلس سيصوت ايضا على إدانة هذا التدخل ودعوة تركيا الى سحب قواتها، مشيراً إلى أن عدداً من الدول أبلغت العراق بأنها ستصوت لصالحه، بما فيها الولايات المتحدة.

يذكر ان روسيا قد دعت يوم الثلاثاء 8-12-2015 لعقد اجتماع لمجلس الأمن بصدد دخول القوات التركية إلى داخل الأراضي العراقية.. وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين خلال مؤتمر صحفي بعد طرحه هذه القضية في اجتماع مغلق لمجلس الامن: إن تركيا تصرفت بشكل متهور وغير قابل للتفسير بإرسالها قوات عبر الحدود إلى العراق من دون موافقة بغداد.

ويأتي عقد هذه الجلسة الطارئة استجابة لدعوة وجهتها الخارجية العراقية لمجلس الأمن بعد انتهاء مهلة الساعات الثماني والأربعين التي سبق ومنحتها بغداد لأنقرة لكي تسحب قواتها من العراق. وجاءت دعوة الخارجية العرقية بناءا على طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي وجهه للخارجية العراقية وطلب منها تقديم شكوى رسمية حول ما وصفه بالانتهاك الصارخ لأحكام ومبادىء ميثاق الامم المتحدة والخرق لحرمة الاراضي العراقية وسيادة الدولة.

هذا وشهدت الساحة الدبلوماسية حراكا مكثفا بين أنقرة وبغداد، حيث وصل إلى العراق وفد تركي ضم ممثل رئيس الوزراء التركي فريدون سينرله اوغلو يرافقه رئيس جهاز الاستخبارات الوطني التركي هاكان فيدان. وفور وصوله التقى مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري ووزير الدفاع خالد العبيدي. وطلب الجانب العراقي خلال هذه اللقاءات، كما ذكر المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي، من الوفد التركي إيجاد حل فوري تقوم به الحكومة التركية لسحب قواتها وهو الخيار الوحيد من اجل الحفاظ على ايجابية العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكان مجلس النواب العراقي قد أدان واستنكر دخول القوات التركية إلى أطراف مدينة الموصل الجمعة الماضية ورفض انقرة سحبها. وكشفت عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية سميرة الموسوي أن مجلس النواب العراقي تبنى تقرير اللجنة الذي يشمل تحويل ملف التدخل التركي في العراق الى مجلس الامن.

أما رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر فقد أشار إلى أن الاحتلال التركي بات على الابواب، مؤكداً أن هناك أناسا يحاربون ذلك الاحتلال واذا لم يقوموا بواجبهم سيتم التصرف بشكل آخر.

وأعلن القيادي في ائتلاف الوطنية محمد مجهول الزيدي أن ائتلافه يدعو لأن يكون للعراق دور إقليمي عربي دولي، مشدداً على ضرورة استخدام كل القنوات الدبلوماسية لحل مشكلة التوغل التركي، من دون تصعيد المواقف.

بدوره، دعا مسؤول المكتب السياسي لحركة الوفاء لتركمان العراق يلماز النجار جميع الأطراف السياسية إلى تحكيم لغة العقل والنظر لمصالح العراق وتوحيد الجهود لمحاربة عصابات داعش الإرهابية.

من جانبه، أكد التحالف الكردستاني أن العراق بحاجة الى تعاون دولي ولاسيما على صعيد الدول العربية. وقال عضو التحالف زانا سعيد خضر أن الإقليم يبحث مع الوفد التركي سبب دخول القوات، وكذلك ايجاد حل للخروج من الازمة السياسية بين الجانبين.

في غضون ذلك، شهدت بغداد وعدد من المحافظات العراقية مظاهرات شعبية لآلاف العراقيين شاركت فيها شخصيات سياسية وعسكرية ونواب ومنظمات للتنديد بانتهاك قوات تركية حرمة الأراضي العراقية.

من جهته، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، خلال استقباله من قبل وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري، إن الامم المتحدة تعتبر نشر جنود اتراك في شمال العراق “انتهاكا” لسيادة العراق.

جدير بالذكر ان معسكر الزلكان قرب الموصل والذي تتواجد فيه القوات التركية قد تعرض لقصف صاروخي تبنته داعش قبل يومين. وعن ذلك قال نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الاعرجي، في بيان له إنه “بعد العدوان الذي شنته تركيا على السيادة العراقية بدأت [تركيا] تعمل باتجاه إيجاد مشروعية لعدوانها على العراق، لاسيما بعد المطالبات المحلية والدولية بضرورة إنهاء هذا الاعتداء، وتوجه مجلس الأمن الدولي صوب النظر في تلك الإعتداءات، فخرجت إلينا أنقرة بمسرحية استهداف معسكر زلكان والتي لا تمثل سوى حركة تكتيكية تهدف لإضفاء الشرعية على الاعتداءات التركية على العراق.

وكان المتحدث بإسم “الحشد الوطني” لتحرير نينوى قد كشف في وقت سابق، عن دخول قوات تركية برية مصحوبة بمدرعات ودبابات الى معسكر زيلكان بحجة تدريب القوات المحلية من أجل محاربة داعش وتحرير الموصل.

ياتي هذا التدخل التركي والرد العراقي الدبلوماسي عليه في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات وتحالفات جيوسياسة دولية واقليمية واسلامية استراتيجية تتجاوز داعش، لتضع المنطقة على مفترق طرق تاريخي لم تشهده منذ 100 عام عندما وقعت اتفاقية سايكس بيكو.. يومها كانت تركيا (أو الدولة العثمانية) تسمى رجل اوروبا المريض، وقد تم تقسيمها وولد شرق اوسط القرن العشرين. والسؤال الآن: من هو الرجل المريض في شرق أوسط القرن الحادي والعشرين، الذي تداعت عليه الأمم كلها كما تداعت عليه قبل 100 عام تماما؟

عمر عبد الستار

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights