اخبار العالم

السلطان قابوس . عراب الخليج .. ودويلة العراق!!! .

شبكة عراق الخير : متابعة

بعد الاعلان عن وصول وزيري الخارجية العمانى يوسف بن علوى و العراقي إبراهيم الجعفرى على التوالى اليوم الاربعاء, الى العاصمة الإيرانية طهران . في زيارة مفاجئة لم تعلن اهدافها خصوصا وانها تأتي وسط التوترات التى تشهدها منطقة الخليج على خلفية قيام السعودية والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران وقيام الامارات بخفض التمثيل الدبلوماسى مع الاخيرة بسبب قيام متظاهرين ايرانيين باقتحام سفارة وقنصلية المملكة فى الجمهورية الاسلامية الايرانية واضرام النار فيهما ردا على اعدام الرياض رجل الدين الشيعى نمر باقر النمر بعد إدانته بالارهاب.الزيارة هي الاولى لمسؤولين عرب بعد التوترات الاخيرة . العراق وعمان . لماذا هذين البلدين لاغيرهما في هذا التوقيت .

ان توجه وزيري خارجية البلدين يعطي دلائل على رغبة اميركا بحلحلة الامور وفض المشكلات بين السعودية وايران نظرا لما يتمتعان به من علاقات . فعمان الدولة التي تحظى بمكانة خاصة لدى امريكا واسرائيل والتي رسمت لنفسها نهجا متفردا في التعاطي مع الصراع العربي الإسرائيلي تحكمه مبادئ المنفعة والمصلحة السياسية، التي لا ترى بأساً في إقامة علاقات ثنائية طبيعية مع اسرائيل والإستفادة من خبراتها واقتصادها، في الوقت الذي تحتل فيه قواتها أراضي ثلاث دول عربية. وقد حافظت حكومة عمان على هذا النهج حتى وإن كان ذلك يعني الخروج عن الصف العربي في كثير من الأحيان وتحمل الانتقاد من الحكومات والشعوب العربية بضمنها الشعب العماني .

تاريخيا فان السلطان العماني قابوس وحكومته لم يشاركوا في فض مشاكل العرب والعالم . بل لم يغادر قابوس بلاده لمدة عشرين عام مضت سوى لمرة واحدة توجه بها لطهران وبتوجيه من امريكا لحلحلة المشاكل الامريكية الايرانية . اذن الزيارة بتوجيه امريكي , واختيار عمان البلد الذي تعتمده امريكا متى ما ارادت الحل السلمي بالاضافة للعراق الجار الاقرب للجمهورية الاسلامية والذي تربطه علاقات طيبة مع مسؤوليها , كل هذه المؤشرات تصب في اتجاه واحد وهو رغبة امريكا واسرائيل في حل الازمة الحالية سلميا وإعادة المياه لمجاريها بين السعودية وايران .

التوترات الاخيرة كشفت للعالم مدى هشاشة الوضع السياسي العراقي . بعد الانقسامات في الاراء والمواقف بين مؤيد لايران واخر للسعودية وكلا حسب انتمائه . وبين مطالب بطرد السفير السعودي واخر يطالب بطرد السفير الايراني , خصوصا بعد التهديدات الاخيرة من قبل جماعات مسلحة باستهداف السفارة السعودية . فلم يكن للعراق رأي موحد يعكس موقف سياسييه من برلمانيين واعضاء حكومة على غرار ما يحصل في جميع دول العالم من توحد في الاراء والمواقف فقد توزعت تصريحات السياسيين كلا عبر قناته الفضائية او موقعه الاليكتروني دون اي مراعاة لما تعكسه ارائهم وتصريحاتهم للعالم من تشتت وتباعد بين اطراف العملية السياسية وبالتالي يعكس هشاشة الوضع السياسي العام في البلد .

وهذا ماجعل السعودية وغيرها من الدول لاتكترث لموقف العراق وتصريحات مسؤوليه , ومواقف ساسته في العديد من المناسبات وخصوصا التوترات الاخيرة فهي تعرف بعكس موقفها من ايران , وهذا الامر يفسر السبب وراء استباحة حرمات العراق من دماء اهله وحرمة حدوده واراضيه , فدخول القوات التركية واعدام الصيادين العراقيين على يد السلطات السعودية والعمليات الارهابية لم تكن لولا هذا التشتت والتضارب في الاراء والمواقف .

بالنظر للمعطيات والتحركات فأن امريكا واسرائيل تدفع باتجاه حل الأزمة وانهاء الخلاف القائم , وعلى هذا الاساس دفعت بدولتين تمتلكان المقومات للقيام بهذه المهمة . فهما الدولتان الانسب لجبر الخواطر واصلاح ذات البين , العراق الجار القريب صاحب العلاقات الطيبة وعمان الدولة الوحيدة بين دول الخليج التي لا يوجد بينها وبين ايران اي حساسية او توتر سابق في العلاقات . وهذا ما سيكشفه القادم من الايام .

مراد الغضبان

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights