تحقيقات وتقارير

الطريحي لـ”القدس العربي”: لن أترشّح في الانتخابات وأدعم خمسة مرشحين

شبكة عراق الخير :متابعة

أعلن محافظ كربلاء عقيل الطريحي «رسمياً» عدم ترشحه للانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل، وفيما انتقد تخطيط الدولة بملف السياحة الدينية، أشار إلى أن الحكومة المحلية «لا تأخذ شيئاً» من المردودات المالية لهذه السياحة.
وقال لـ«القدس العربي»، «أنا لست مرشحاً في الانتخابات المقبلة، لكني أدعم وبقوة خمسة مرشحين، من قوائم انتخابية متعددة (أربع قوائم)، وليسوا من قائمة واحدة. أغلبهم لم يرشحوا في الانتخابات السابقة»، مبيناً أن «دعم هؤلاء الأشخاص يأتي بعد قرار حزب الدعوة الإسلامية (الذي ينتمي له) عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة باسمه، لذلك قررت اختيار من فيه نفع لبلدي ولمدينتي (كربلاء)».
واعتبر رئيس الحكومة المحلية في كربلاء، قرار عدم ترشحه للانتخابات بأنه يأتي لسببين، الأول، لـ«الحفاظ على مصداقيتي أمام أهالي كربلاء، على الرغم من الضغط الشديد الذي تعرضت له للترشيح في الانتخابات التشريعية المقبلة».
أما السبب الآخر فله «جانب حزبي، فأنا أنتمي لحزب الدعوة الإسلامية، لكن الحزب لم ينزل باسمه في الانتخابات، لذلك قررت أن أدعم القائمتين المنبثقتين من الحزب (دولة القانون ـ بزعامة الأمين العام للحزب المالكي، والنصر ـ بزعامة العبادي)، إضافة إلى قوائم أخرى. الحزب أعطى الحرية للدعاة (أعضائه) في المشاركة أو دعم أي شخصية أو كتلة».
وعن شكل الخريطة السياسية في المحافظة، التي تعدّ مقصداً لملايين المسلمين الشيّعة، قال: «هناك خمس قوائم انتخابية تتنافس في كربلاء ـ رغم إن واحدة من هذه الكتل من الصعب حصولها على مقعد واحد»، مرجحاً حصول إحدى القوائم على خمسة مقاعد، فيما ستحصل القائمة الثانية على 2 ـ 3 مقاعد، والقائمة الثالثة ستحصل على أربعة مقاعد، فيما ستحصل القائمة الرابعة على مقعد واحد، وبذلك يكون لدينا (11 عضواً) في مجلس النواب، وهي حصة المحافظة». من دون ذكر أسماء تلك القوائم الانتخابية.

تخطيط الدولة غير مناسب

كذلك، كشف الطريحي عن عدم تلقي الحكومة المحلية في كربلاء أية مبالغ مالية متأتية من السياحة الدينية، لافتاً في الوقت عيّنه إلى إن «تخطيط الدولة لا يزال غير مناسب في ملف إدارة السياحة الدينية».
وأضاف: «لا توجد مردودات مالية سوى رسوم تأشيرة دخول الأجانب، وهذه تذهب إلى وزارتي المالية والخارجية الاتحاديتين، ولا يأتينها منها شيء، كما لا نعرف أي شيء عن هذه الأموال»، موضّحاً أن «المدينة تشهد سنوياً دخول ثلاثة ملايين زائر (في زيارة أربعين الإمام الحسين)، موزعين بواقع مليونين ونصف المليون زائر من إيران، و500 ألف زائر من بقية الجنسيات».
وتابع: «هذا العدد من الزائرين الذين يتوافدون إلى كربلاء يحتاجون إلى العديد من الخدمات، التي بدورها تزاحم احتياجات المواطن الكربلائي في الموازنة المالية المخصصة للمدينة».
وطبقاً للطريحي، فإن «الحكومة الاتحادية كانت تخصص ـ قبل تسلمه المنصب بمنتصف 2013، 100 مليار دينار (نحو 84 مليون دولار) للزيارات الكبرى (في العاشر من محرم وزيارة الأربعين)، لكن منذ تسلمي المنصب لم تصل التخصيصات ذاتها إلى 10 مليارات دينار ( نحو ثمانية ملايين دولار) في أفضل الحالات».
وأضاف: «أنا لست مع أخذ مبالغ مالية من الدولة تنفق بهذه الطريقة، أنا أسعى إلى تنظيم السياحة الدينية، من خلال إشراك القطاع الخاص والمحافظات المعنية، إضافة إلى وزارة السياحة. على غرار المدن المقدسة في العالم كالفاتيكان ومكة المكرمة ومشهد في إيران».
واعتبر أن العمل «وفقا للطريقة الاستهلاكية المعتمدة حالية، أمر غير مجد، ومن المفترض أن تكون السياحة الدينية في العراق رافداً آخر للميزانية المالية للدولة، ومورد مالي أساسي للبلد».
وأقرّ بأن قطاع السياحة الديني «يعاني من عدم الاهتمام. لازلنا نفكر في العراق إن النفط فقط هو وحده من يرفدنا بالأموال».

موازنات شحيحة

ومنذ منتصف عام 2013 ـ تسلم الطرحي لمنصبه، تعاني محافظة كربلاء من شحة المبالغ المالية المخصصة للمدينة في الموازنة المالية الاتحادية.
وفي عام 2014، لم يتمكن مجلس النواب العراقي من إقرار الموازنة، بسبب «المناكفات الانتخابية»، وفقا للطريحي الذي أشار إلى «تخصيص 333 مليار دينار (277.5 مليون دولار) لكربلاء في عام 2015».
وأضاف: «بسبب التقشف والعمليات العسكرية والنازحين، لم يصلنا من هذا المبلغ سوى 33 مليار دينار ( 27.5 مليون دولار)، أي 10٪ فقط من الموازنة المخصصة لنا»، موضحاً إنه «في عام 2016، كانت موازنة محافظة كربلاء (صفر)، وتمكنا من تمشية أمور المحافظة من خلال الإيراد المحلي».
كذلك، تحدث الطريحي عن نقص كبير في ملف الأبنية المدرسية بكربلاء، مبيناً إن المدينة بحاجة إلى أكثر من 400 مدرسة إضافية، مقرّاً بأن «أهالي كربلاء غير راضين عن الخدمات المقدمة لهم، لكن هناك إنجازات مهمة غير منظورة بالنسبة للمواطن، منها توفير المياه الصالحة للشرب إلى عموم مناطق المحافظة بنسبة 100٪، إضافة إلى استتباب الوضع الأمني، وإيواء المحافظة لأعداد كبيرة من النازحين، في وقت لم تستعد له وليست لدينا تخصيصات مالية».
ونوه أيضاً إلى دور الحكومة المحلية في «تنظيم عملية التطوع في الحشد الشعبي بعد فتوى السيستاني التي انطلقت من كربلاء»، موضّحاً «كانت مهمتنا إعداد المقاتلين، وضمان عدم عسكرة المجتمع في الوقت ذاته».
ورغم قلة الموارد المالية لمحافظة كربلاء، غير أن المحافظ أشاد بالواقع الاستثماري في المدينة، الذي وصفه بأنه «جيد جداً»، إضافة إلى أن «المشاريع الاستثمارية مستمرة، خصوصا الاستثمارات في المجال الفندقي، فضلا عن مشاريع السكن».
واعتبر محافظة كربلاء أنها تأتي «في مقدمة محافظات العراق الخالية من البطالة، بسبب الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ناهيك عن الاستثمارات الاجنبية (الصين وفرنسا) في مجال الحديد والصلب، وصناعة الاسمنت».

القدس العربي

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights