اخبار العراق

المرجع السيستاني: لولا سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الامر لما تمكن داعش من الاستيلاء على الاراضي العراقية

سئلة وكالة الصحافة الفرنسية

وأجوبة مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) عليها

الى / مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني

تهديكم وكالة الصحافة الفرنسية أطيب تحياتها،

وتنقل اليكم رغبتها بطرح الاسئلة أدناه على مكتب سماحته او من ينتدبه مشكوراً، في اطار تقرير تعده عن الاصلاحات التي أقرتها الحكومة العراقية، ودور المرجعية العليا في التشديد على ضرورة مكافحة الفساد وتطوير مؤسسات الدولة والخدمات.

1- ما هي الأسباب التي دفعت سماحة السيد الى الدعوة حالياً بشكل صريح وصارم الى الاصلاح ؟

ج_1- إنّ المرجعية الدينية العليا طالما دعت الى مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات الحكومية وتحسين الخدمات العامة، وحذّرت أكثر من مرّة من عواقب التسويف في ذلك، ومنها في بيان صدر من مكتبها في شباط عام 2011م ورد فيه (إن المرجعية الدينية التي طالما أكدّت على المسؤولين ضرورة العمل على تحقيق مطالب الشعب المشروعة تحذّر من مغبّة الاستمرار على النهج الحالي في إدارة الدولة ومما يمكن ان ينجم عن عدم الاسراع في وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلاً).

وفي الاسابيع الاخيرة لما نفذ صبر كثير من العراقيين واحتجّوا على سوء اوضاع البلاد وطالبوا بإصلاحها، وجدت المرجعية الدينية انّ الوقت مؤاتٍ للدفع قوياً بهذا الاتجاه عبر التأكيد على المسؤولين – وفي مقدمتهم السيد رئيس مجلس الوزراء بصفته المسؤول التنفيذي الأول في البلد- بأن يتخذوا خطوات جادّة ومدروسة في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

2- هل يوجد تواصل مباشر بين سماحة السيد والسيد رئيس الوزراء حول هذه القضايا ؟ وهل طلب السيد رئيس الوزراء من سماحته تأييد خطواته ومباركتها ؟

ج- 2 منهج المرجعية الدينية العليا هو عدم الدخول في تفاصيل العملية الاصلاحية والاكتفاء ببيان الخطوط العامة لها على سبيل النصح والارشاد، كما ورد على لسان ممثليها في خطب الجمعة في كربلاء المقدسة، وهي تأمل ان يوفّق المسؤولون في القيام بهذه المهمّة الصعبة ويتّخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي، وستؤيدها المرجعية عندئذ بكل تأكيد.

3- ما هي الرسالة التي يرغب سماحة السيد في ايصالها عبر الدعوة للاصلاح، وانتقاد عدم تجاوب السياسيين في مراحل سابقة مع دعواته المتكررة لذلك؟

ج-3 3- من المعروف ان المرجعية الدينية العليا قد دعت مبكراً بعد سقوط النظام السابق الى إجراء الانتخابات العامّة لتمكين الشعب العراقي من اختيار ممثليه في مجلس النواب، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية تقوم بواجباتها في توفير الأمن والخدمات وتسير بالبلاد نحو الرقي والتقدّم، وكانت المرجعية تأمل ان تقوم الطبقة السياسية التي وصلت الى السلطة عبر صناديق الانتخاب بإدارة البلد بصورة صحيحة ولا تحدث مشاكل كبيرة بحيث تضطر المرجعية الى التدخل لحلّها او للتخفيف من تبعاتها، ولكن – للاسف الشديد- جرت الأمور بغير ذلك، وقد تسبّب سوء الإدارة – بالإضافة الى عوامل داخلية وخارجية أخرى- في الوصول بالبلد الى هذه الاوضاع المزرية التي تنذر بخطرٍ جسيم.

وسبق أن أكدّت المرجعية في بيان صدر من مكتبها في نيسان عام 2006م على انّها لن تداهن احداً فيما يمس المصالح العامّة للشعب العراقي وستشير الى مكامن الخلل في الأداء الحكومي كلّما اقتضت الضرورة ذلك، وسيبقى صوتها مع اصوات المظلومين والمحرومين من ابناء هذا الشعب أينما كانوا بلا فرق بين انتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم.

ومن هذا المنطلق جاء تأكيد المرجعية الدينية – في هذه الايام- على ضرورة الاسراع في الخطوات الاصلاحية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

4- هل يعتبر سماحة السيد ان الدعوة الى مكافحة الفساد واصلاح مؤسسات الدولة، توازي بأهميتها نداءه الى الشعب العراقي في حزيران / يونيو 2014 لقتال تنظيم داعش ؟

ج-4 من المؤكد انّه لولا استشراء الفساد في مختلف مؤسسات الدولة ولا سيّما المؤسسة الامنية، ولولا سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الأمر لما تمكّن تنظيم داعش الارهابي من السيطرة على قسم كبير من الاراضي العراقية، ولما كانت هناك حاجة الى دعوة المرجعية العليا للعراقيين الى الالتحاق بالقوّات المسلحة للدفاع عن الارض والعِرض والمقدّسات.

واليوم اذا لم يتحقق الاصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة فإن من المتوقع ان تسوء الاوضاع ازيد من ذي قبل، وربما تنجرّ الى ما لا يتمناه أي عراقي محبّ لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله.

وهنا تكمن الأهمية القصوى للدعوة الى الاسراع في الاصلاح التي أكدّت عليها المرجعية الدينية العليا.

5- برأيكم، ما هي الأسباب ومن يتحمل مسؤولية وصول العراق الى هذه المرحلة من الفساد وترهل مؤسسات الدولة ومستوى الخدمات العامة ؟

ج5- ان السياسيين الذي حكموا البلاد خلال السنوات الماضية يتحملّون معظم المسؤولية عمّا آلت إليه الامور، فإنّ كثيراً منهم لم يراعوا المصالح العامّة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقاً لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة، ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، فأدّى ذلك كله – بالإضافة الى غياب الخطط الصحيحة لإدارة البلد وأسباب اخرى- الى ما نشاهده اليوم من سوء الاوضاع الاقتصادية وتردّي الخدمات العامة.

وكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights