اخبار العراق

النجيفي يفاجئ اتحاد القوى بإعلان “تكتّل سنّي” انطلاقاً من عمّان

ما أن أُعلن في العاصمة الاردنية عمان، الاحد، عن تكتل جديد للقوى السنية في العراق حتى بدأت الاتهامات تطول بعض الاسماء المشاركة في التحالف الجديد.

وأبدت قيادات سنية اعتراضها على إشراك بعض ما اعتبرهم متورطين في إسقاط المدن الغربية بيد داعش. وقالت تلك القيادات ان التكتل أهمل قوى جديدة ظهرت على الساحة السنية عقب احتلال المدن، مثل العشائر المحاربة لتنظيم “داعش” وقيادات الحراك الشعبي في التظاهرات.
ويهدف التجمع الجديد، الذي يضم قادة الكتل البارزة في التيارات السنية المختلفة، لإيجاد “موقف سنّي موحّد” من القضايا السياسية في العراق.
ويسعى التكتل في المرحلة المقبلة، بحسب الناطق باسمه، الى التوسع لضمّ السنّة المعارضين للعملية السياسية خارج العراق بعد ان ينجح في تحقيق اهدافه داخل البلاد.
وتبدي اطراف سنية خشيتها من محاولة تبذلها اطراف سياسية للالتفاف على قوى شاركت في مواجهة داعش في المحافظات المحتلة.
وكان عدد من اعضاء مجلس صلاح الدين قد صوتوا، خلال جلسة طارئة عقدت في بغداد، على إقالة المحافظ رائد الجبوري ورئيس مجلس المحافظة أحمد الكريّم.
واتهم الكريّم المصوتين على اقالته بالتعاون مع داعش والمشاركة في سقوط المحافظة بيد التنظيم.
تنسيقيّة تجمع القوى السنيّة 
وأعلن أسامة النجيفي، رئيس ائتلاف متحدون، عن تشكيل “لجنة تنسيق عليا” تضم 13 شخصا من ابناء المحافظات الست التي يسكنها السنة في العراق.
وذكر بيان لمكتب النجيفي انه “على مدى أشهر عدة، عقدت اجتماعات ولقاءات متعددة الأطراف لممثلي المحافظات الست في الحكومة ومجلس النواب من أجل الاتفاق على خريطة طريق ومبادئ عامة، وتم الاتفاق يوم الجمعة 20 تشرين الثاني 2015 على تشكيل (لجنة التنسيق العليا)”.وأظهر البيان ان لجنة دائمة تضم 13 اسما، لكن نشر 12 فقط على ان يضاف ممثل آخر عن صلاح الدين. وجاء في صدارة القائمة كل من أسامة النجيفي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وتلاه صالح المطلك، النائب السابق لرئيس الوزراء، الى جانب زعيم كتلة الحل جمال الكربولي، ورئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني، فضلا عن وزير التخطيط الحالي سلمان الجميلي، والزعيم العشائري عبد الله عجيل الياور.
أهداف التكتّل الجديد
وعن أهداف التجمع الجديد، يقول النائب خالد المفرجي، الناطق باسم اللجنة التنسيقية، ان “التكتل يهدف الى توحيد الموقف السني في العراق ومعالجة الاخطاء السابقة”.
واضاف المفرجي، في اتصال مع (المدى)، بالقول “نسعى الى مساعدة جمهورنا في المحافظات الستة وتسلم ملف النازحين من الحكومة التي فشلت في حله”.
وبدأ ملف النازحين مؤخرا يتقدم حوارات وشروط تحالف القوى السنية كأحد الشروط لإيجاد تفاهم جديد مع الاطراف الشيعية لا سيما رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وطالب تحالف القوى مطلع تشرين الثاني الحالي رئيس الحكومة حيدر العبادي بتكثيف الجهد والمال لإنقاذ الفارين من “داعش” الذين يفوق عددهم الثلاثة ملايين فرد.
ويضم التكتل الجديد صالح المطلك، النائب المقال للعبادي، الذي تولى مسؤولية الاشراف على اللجنة العليا لشؤون النازحين، والذي يتهم بإهدار الاموال التي خصصت لإيواء ومساعدة آلاف النازحين من مناطقهم.
وفشل مجلس النواب باستجواب المطلك، خلال توليه منصبه الرسمي نائبا لرئيس الوزراء، وتراجع المطالبة بمحاسبته بعد اقالته ضمن الاصلاحات التي اجراها العبادي في آب الماضي.
التحالف مع معارضي بغداد
وبحسب النائب خالد المفرجي فان التكتل السني الجديد يسعى في المرحلة المقبلة الى “عقد اجتماع في بغداد خلال الاسبوعين المقبلين، سيؤسس لمؤتمر عام تحضره كل القيادات السنية المشاركة في العملية السياسية”.
وتعد هذه الخطوة الاولى في طريق توسع التجمع الجديد، وفقا للمتحدث باسمه، نحو معارضي الداخل والخارج. ويقول المفرجي ان “اللجنة سيكون لها نظام داخلي وآليات عمل وسوف تبدأ بالضغط عبر الشخصيات البارزة المشاركة فيه لتحقيق الاهداف السياسية وتشريع قوانين مهمة مثل العفو العام والحرس الوطني”.
وأبدى اتحاد القوى، اكبر الكتل السنية، تفاؤله بما اسماه “التقدم في تنفيذ الحكومة للاتفاقيات السابقة” بعد ارسال النسخة المعدلة والاخيرة من قانون العفو العام الى البرلمان.
ويقول المفرجي ان “التحالف الجديد لن يكتفي بالعمل على المستوى السياسي العام بل سيحرص على ايجاد اداء مميز للحكومات المحلية التي يتواجد فيها السنة”.
وبحسب البيان الذي وزعه مكتب النجيفي فان “اعضاء التنسيقية اتفقوا أيضا على الدعوة لاجتماع موسع للقيادات المحلية من المحافظين الحاليين والسابقين واعطاء مجالس المحافظات الحاليين والسابقين وأعضاء الكتلة الوزارية الحالية والسابقة بحضور قادة الكتل السياسية الرئيسة التي تمثل المحافظات الست، على أن يعقد المؤتمر في بغداد وتقوم بالتهيئة للمؤتمر المزمع عقده لجنة مؤقتة ينتهي دورها بانعقاد المؤتمر العام”.
واضاف البيان ان “لجنة التنسيق العليا إذ تعلن عن عزمها للعمل والرد على التحديات التي تواجه بلدنا يحدوها الأمل في تحقيق التحام جاد، وتوحيد الموقف والصوت للرد على الإرهاب وتقويض دعائمه بشكل نهائي”.

إعادة إنتاج ساحات الاعتصام
من جهته يقول النائب محمد الكربولي، رئيس كتلة الحل البرلمانية، ان “التكتل الجديد اقتصر على بعض الشخصيات السنية”، على الرغم من ان الناطق باسم اللجنة التنسيقية يؤكد انه يمثل 90% من الطيف السني.
لكن الكربولي يؤكد، في حديث لـ(المدى)، ان “التجمع لا يضم كل القوى السنية كما انه أهمل قوى جديدة ظهرت عقب احتلال داعش لمدننا، مثل العشائر والشباب المحاربة للمسلحين فضلا عن قادة التظاهرات والحراك الشعبي”.
وانتقد النائب عن الانبار اسماء شاركت في التكتل الجديد بالقول ان “بعضهم لم يحافظ على المدن من السقوط بيد داعش وشارك بذلك”، مؤكدا ان “التجمع اعاد لنا بعض الشخصيات التي كانت تعرض نفسها كناطقة باسم ساحات العز والكرامة، وكأن ذاكرتنا قصيرة الى هذا الحد”.ويحذر الكربولي من “اعادة انتاج تحالف سابقة فشلت في اهدافها بتوحيد الموقف السني مثل جبهة التوافق والعراقية وحتى تحالف القوى الحالي”.
وينصح الكربولي التكتل الجديد بـ”التوجه أولاً لإقناع المعارضين لهم في الداخل قبل التفكير بالعبور الى خارج الحدود وإشراك معارضين”.

اتحاد القوى متفاجئ
في غضون ذلك تقول نائبة عن اتحاد القوى إن “أغلب أعضاء اتحاد القوى تفاجأوا بإعلان التكتل الجديد لأنهم سمعوا عنه من الإعلام”.
واضافت النائبة انتصار الجبوري، في حديث لـ(المدى)، ان “الاجتماع جرى في العاصمة الاردنية وحينما سمعنا به بدأنا الاتصال ببعضنا في اتحاد القوى للاستفسار عن الحدث الجديد”.
وتقول الجبوري ان “اعضاء اتحاد القوى ينتظرون عودة القادة الى بغداد لتوضيح اهداف التجمع الجديد”، مرجحة ان “يتحول التحالف الى حزب سياسي بعد دخول قانون الاحزاب الجديد حيز التنفيذ”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights