النفط يتراجع ولا مخاوف من تدفق سريع للخام الإيراني
هبطت أسعار النفط الأربعاء 15 يوليو/تموز بعد ارتفاع بسيط في بداية التعاملات بعد يوم من التوصل إلى اتفاق إيران النووي الذي يمهد لعودة صادرات النفط الإيراني إلى الأسواق المتخمة أصلا.
وتنتظر الأسواق الأربعاء التقرير الأسبوعي لوزارة الطاقة الأمريكية حول احتياطي الخام في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 12:50 بتوقيت موسكو جرى تداول عقد شهر أقرب استحقاق من خام القياس العالمي مزيج “برنت” عند 58.29 دولار للبرميل، منخفضا 38 سنتا عن آخر تسوية.
وتراجع الخام الأمريكي الخفيف 35 سنتا إلى 52.69 دولار للبرميل.
ووقعت إيران والقوى الكبرى في فيينا اتفاقا تاريخيا حول الملف النووي الإيراني الذي يسمم العلاقات الدولية منذ 12 عاما، ويهدف الاتفاق إلى ضمان ألا يكون للبرنامج النووي غايات عسكرية مقابل رفع للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران، بما في ذلك العقوبات المفروضة على صادراتها النفطية.
وبذلك يمكن لإيران العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” تصدير نفطها بحرية من جديد وهو ما يثير قلق الوسطاء في سوق الذهب الأسود حيث يبلغ فائض العرض حاليا بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا.
إلا أن المستثمرين يدركون أن طهران تحتاج بعض الوقت لزيادة إنتاجها من النفط.
ويرى محللون أن الأمر يحتاج إلى شهور لتظهر آثار رفع العقوبات على صادرات النفط الخام الإيراني، مشيرين إلى قدم بعض المنشآت النفطية ومهل تطبيق الاتفاق النووي.
وفي حال رفع العقوبات، يشكك المراقبون النفطيون في قدرة إيران على إنتاج مليون برميل إضافي يوميا في الأشهر التي ستلي هذه الإجراءات، كما أعلنت في يونيو/حزيران الماضي.
وقال ريتشارد نيفيو مدير برنامج الإدارة الاقتصادية والعقوبات وأسواق الطاقة في المركز الأمريكي لسياسات الطاقة العالمية: “لن يتدفق النفط الجديد من إيران حتى 2016 وربما يكون أقل من توقعات المتفائلين”.
وأضاف: “أتوقع أن يدخل ما بين 300 ألف و500 ألف برميل من النفط السوق خلال ستة أشهر إلى 12 شهرا من تنفيذ الاتفاق”.
وقالت مجموعة “بلاتس” للمعلومات حول الطاقة: “العقوبات الاقتصادية والنفطية ضد إيران سترفع بعد اتفاق 14 يوليو/تموز حول برنامجها النووي لكن السوق لن تتلقى مزيدا من الخام فورا”. وأضافت أن “السوق لن تشهد على الأرجح ارتفاعا في شحنات النفط الإيراني قبل العام المقبل”.
أما الخبراء في وكالة التصنيف الدولية “فيتش” الذي يقدرون حجم الصادرات الحالية للجمهورية الإسلامية بـ 1.1 مليون برميل يوميا مقابل 2.5 مليون برميل قبل 2012، فيرون أن الإنتاج الإيراني لن يكون قادرا على تجاوز الـ700 ألف برميل يوميا العام المقبل “ويحتاج إلى سنوات للعودة إلى المستويات السابقة”.
المصدر: وكالات