اخبار العالم

النيويورك بوست : العراقيون افضل من اقرانهم العرب

تتوجه الصحافة الامريكية وللمرة الاولى نحو مقاربة اكثر تفائلا حول الوضع في العراق بعد ان تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الامريكية ما تناولته احدى الصحف حول الجانب الذي لا يرى عالميا من العراق اليوم بسبب تركيز الاعلام العالمي والامريكي خصوصا على جوانب معينة فقط من الحياة في العراق.

وجاء في التحقيق الذي نشرته صحيفة “النيويورك بوست” وترجمته “وسائل اعلام محلية “، عن جوانب الجمالية في الوضع العراقي الذي لا تركز عليه الصحف الامريكية ان العراق اليوم حي ومستمر بالحياة رغم كل ما يعاني منه من حوادث يومية قد تعكر صفو المزاج العام , لكن عموما فان الشعب العراقي قد اعتاد وعدل على طريقة حياته بما تناسب مع وضعه الحالي ضامنا بذلك استمراريتها بالشكل الجميل الذي يجب ان تكون عليه.

وتناول التحقيق سرد الاحداث الايجابية في حياة مدينة بغداد اليومية واصفا التطورات التي اكتسبها الشعب العراقي عقب زوال النظام البائد حيث تزدهر بتباين كبير الحياة فيها بين عروض الازياء و حتى المنتديات السياسية و الحفلات العامة التي يقيمها القطاع الخاص العراقي , ناهيك عن تنامي التنوير الثقافي بين مقاهي وكتب الشارع التراثي المعروف باسم المتنبي في العاصمة وتاثيره على الشارع بشكله العام , الصفو العام هناك الذي لا يشوبه سوى بعض الحالات لحمل صور رموز سياسية ودينية معينة والدعوة اليها والتي لم تحظى بذلك الاهتمام الذي يذكر على حد تعبير الصحيفة.

وتابعت الصحيفة , ان الكلمة ذات الاربعة حروف “عراق” التي امست كابوسا يطارد الساسة الامريكيين وسياستهم الخارجية ومادة دسمة للمرشحين الحاليين كذلك مصدر قلق للعامة في امريكا هي ليست كما يصورها الاعلام بشكله الكامل , فالتركيز دوما ما يكون على الجوانب السلبية فيه بسبب طبيعة الاعلام , فالحقيقة ان العراق اليوم افضل بكثير مما كان عليه في عهد النظام المخلوع , رغم انه ليس ما يؤمل ان يكون عليه , الا انه ليس بالسيئ تماما , فيمكن ان نصف العراق اليوم بانه شيء وسط بين مفهوم “الكارثة التامة” التي يحاول اوباما ومؤيدوه الترويج لها , وليس “نبراسا للديمقراطية العربية” التي يحاول بوش ومؤيديه ان يظهروها .. فالحياة تستمر , رغم كل العقبات التي تواجهها.

واشارت الصحيفة, الى ان العراق كبلد ليس كما يروج له , فهو لا يعد مصدرا رئيسيا لللاجئين او مصدرا للهجرة الكبيرة كما يلاحظ اخيرا على الاعلام تداوله , فالعراق يقع في مرتبة متاخرة بالنسبة لدول الحلف العربي المكون من 22 دولة افريقية واسيوية يسبقه في ذلك كل من “الصومال , ليبيا , تونس , الجزائر وسوريا” رغم تنامي التخبط الامني فيه عقب سيطرة التنظيم الارهابي داعش على اجزاء منه منذ عامين وتنامي عدد اللاجئين فيه , الا ان هؤلاء لم يغادروا البلاد ولكن سعوا لايجاد ملاذ امن في داخله.

واضافت الصحيفة ” بخصوص الوضع الامني العراقي , فان البلاد مقارنة بالحلف العربي “جامعة الدول العربية” تعد بمستوى افضل من البقية , فبالمقارنة مع دول في داخل الحلف مثل الصومال , ليبيا , سوريا واليمن , فهذه الدول تعد الان دول فشلت حكوميا في الحفاظ على النظام فيها وانتهت بالانحلال الشبه تام , فيما عانت اخريات من حروب اهلية ادت الى انقسامها مثل السودان التي امست اثنين , وليبيا التي اصبحت مقسمة بين ثلاثة حكومات , فيما تعرضت بقية دول الجامعة العربية الى هجمات ارهابية مستمرة منذ عقدين على حد تعبير الصحيفة”.

وا اسردت الصحيفة سردا لبقية الاصعدة تناولتها بين الاقتصادي الذي اظهرت فيه ان العراق يسير بشكل جيد بالنسبة للوضع الاقتصادي العالمي المتازم فهو على مستوى يعد افضل من جيرانه الاثنين المصدرين للنفط ايضا ايران والسعودية حيث يعاني الاثنان من صعوبات اقتصادية اجبرت الاخير على التوجه الى سوق الاقتراض العالمي , بينما يحافظ الدينار العراقي على مكانته كاقوى عملية نفطية بين دول الخليج , فيما توفر المراقد الدينية فيه ازدهارا مستمرا في سوق العقارات والعمل بشكل عام , فيما اكدت الصحيفة ان لا احصائات رسمية موجودة لتؤكد المعطيات التي يتم تداولها حاليا لكن المراقبين والمختصين يرون تناميا ملحوظا في نسبة الاستثمار الاجنبي في العراق القادم من ايران , تركيا , الكويت ودبي , فيما اقدمت العديد من الشركات التركية على مغادرة اعمالها في سوريا والانتقال الى العراق بسبب التدهور الامني الكبير هناك , كما يقف العراق على الرغم من صورته الامنية السوداوية على مستوى عال بارقام الزوار الاجانب له رغم الغالبية الواضحة للاستقدام الديني حيث يصل عدد الزائرين الاجانب للعراق من ايران فقط لهذا العام الى 2.5 مليون زائر متغلبا بذلك على مصر التي تعد واجهة سياحية ضمن دول الحلف العربي.

كما اشادت الصحيفة بحرية التعبير والاعلام التي يتمتع بها العراق مقارنة بدول جواره , حيث تجد فيه كل انواع الاحزاب عاملة من “الشيوعية وحتى القومية” , فيما تتنامى حرية السخرية والنقد يوميا لتطال كل انواع الشخوص والايدلوجيات في العراق مقارنة بدول الجامعة العربية وجيرانه , فالعراق اليوم يقف على مستوى جيد جدا من الحريات العامة والخاصة رغم الشوائب التي تطالها بشكل غير قانوني من بعض الاطراف , فلا يجب اهمال ذكر ان العراق هو الدولة العربية الوحيدة التي استبدلت خمس حكومات خلال الفترة الماضية عبر الانتخابات بلا دماء ولا اغتيالات او انقلابات عسكرية كما اقتضت العادة في الدول العربية بعد تشكيلها عقب الحرب العالمية الاولى.

يذكر بان الصحيفة قد انهت تحقيقها بذكر ان الجانب المظلم في العراق هو كثير , ولكن ابرزه وسببه الاعظم هو الفساد الاداري الذي يلف المؤسسة العراقية الحاكمة منذا انشائها فيما يشبه حكومة مترهلة تجاوزت في عدد وزرائها ونائبي وزرائها ومساعديهم شبيهتها في الاتحاد السوفيتي مجتمع , حيث عللت السبب في ذلك وعبر لسان عراقيين الى ان طبيعة الشعب القبلية هي التي تساهم في خلق حاشية كبيرة لكل مسؤول تكون متطلبة جدا وبالتالي مثقلة للصالح العام كطفيليات , فيما اشار اخرون الى ان السبب الحقيقي هو عدم ثقة الساسة الغير كفؤوين في وجود مستقبل للعراق ولهذا فهم يحاولون الاستثراء باكبر قدر ممكن قبل ان يجدوا انفسهم خارج السلطة , في النهاية , فان الامر الذي يشوه العراق ويؤثرعلى كل اصعدة وضعه بكل المعطيات هو الفساد الاداري الكبير والمتنامي والذي يبدوا ان العراقيين قد كشفوه وبدؤا يعملون على ازالته من خلال الحملة الاخيرة من المظاهرات التي انتشرت في 21 مدينة عراقية خلال فترة قياسية.

 من مروان ايدو

المصدر:http://nypost.com/2015/08/23/art-business-and-hope-are-alive-and-well-in-the-iraq-we-dont-see/

 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights