اخبار العالم

اوباما يحث روسيا على ضرب داعش والدنمرك تستجيب

تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكثيف الجهود للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ومنع وقوع المزيد من الهجمات على غرار تلك التي حدثت في باريس كما حث نظيره الروسي فلاديمير بوتين على التركيز على قتال التنظيم المتشدد في سوريا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما وبوتين اتفقا خلال لقاء دام 35 دقيقة على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا على الحاجة إلى انتقال سياسي في سوريا قائلين إن الأحداث في باريس جعلت الأمر أكثر الحاحا.
ويشارك أوباما في القمة التي تستمر يومين مع زعماء دوليين على بعد 500 كيلومتر من سوريا حيث حولت الحرب المستمرة هناك منذ أربعة أعوام ونصف تنظيم الدولة الإسلامية إلى خطر أمني عالمي وتسببت في أكبر موجة هجرة إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ووصف أوباما هجمات باريس التي قتل فيها 132 شخصا وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنها بأنها هجوم على العالم المتحضر وقال إن الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا لملاحقة المسؤولين.
وقال أوباما “السماء اتشحت بالسواد بسبب هذه الهجمات المروعة التي وقعت في باريس قبل يوم ونصف.”
وتابع قوله “سنضاعف جهودنا وسنعمل مع أعضاء آخرين في التحالف لتحقيق انتقال سلمي في سوريا وللقضاء على داعش (الدولة الإسلامية) كقوة يمكنها أن تسبب كل هذا القدر من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة ومناطق أخرى من العالم.”
وتعقدت جهود تقودها الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية عندما انضمت روسيا للصراع قبل شهر ونصف. ويقول الغرب إن روسيا تستهدف في الأساس المناطق التي يحارب فيها مقاتلون مدعومون من دول أجنبية الأسد حليف موسكو بدلا من استهداف تنظيم الدولة الإسلامية.
وتريد الولايات المتحدة وتركيا وحلفاؤهما رحيل الأسد.
وقال مسؤول البيت الأبيض إن أوباما اجتمع مع بوتين خلال غداء عمل واتفقا على الحاجة إلى حدوث عملية انتقال بقيادة سورية تشمل محادثات بوساطة الأمم المتحدة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف قوله إن بوتين وأوباما تحدثا بشكل “مكثف”.
وأضاف أوشاكوف “الأهداف الاستراتيجية المتصلة بالحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية من حيث المبدأ متشابهة للغاية (بين أمريكا وروسيا) لكن هناك اختلافات فيما يتعلق بالأساليب.”
وجاء اجتماعهما استكمالا للتقدم الذي أُحرز في فيينا حيث أعد وزراء خارجية خطة لعملية سياسية في سوريا تفضي إلى اجراء انتخابات خلال عامين رغم استمرار الخلافات حول مصير الأسد.
فرصة نادرة
وأظهرت هجمات باريس مرة أخرى مدى الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية بعيدا عن معاقله في سوريا والعراق.
وتتوقع واشنطن بالفعل من فرنسا أن ترد بلعب دور أكبر في حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه يرحب بتجدد الشعور بضرورة إيجاد حل سريع للحرب في سوريا بعد هجمات باريس مضيفا أن العالم أمام “لحظة نادرة” وفرصة دبلوماسية لإنهاء العنف.
ويسعى أوباما لإقناع دول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط باتخاذ خطوات ملموسة بشكل أكبر لإظهار التزامها العسكري. والتقى أوباما بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وبحثا الحاجة لدعم المعارضة المعتدلة في سوريا والحكومة العراقية في الحرب ضد الدولة الاسلامية.
وقال أوباما أيضا إنه ناقش في اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تنسيق الجهود لتحصين الحدود مع سوريا والتي تستخدمها الدولة الإسلامية في تهريب امدادات ومقاتلين أجانب.
*مخاوف بشأن الهجرة
تضع الهجمات المنسقة التي نفذها مسلحون وانتحاريون في باريس يوم الجمعة أوباما وزعماء آخرين لأكبر اقتصادات في العالم تحت ضغوط متزايدة للبحث عن أرضية مشتركة.
لكن لم يتضح بعد إن كانت واشنطن نفسها على استعداد لزيادة نطاق مشاركتها بعد أن كثفت بالفعل الضربات الجوية والتزمت بإرسال مجموعات صغيرة من جنود العمليات الخاصة لشمال سوريا لتقديم المشورة لقوات المعارضة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقتل 132 شخصا على الأقل في الهجمات التي وقعت في قاعة للحفلات ومطاعم وحانات واستاد رياضي وتمثل تحديا كبيرا لأوروبا إذ سارع زعماء بالمطالبة بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وافريقيا.
ووفقا لمسودة بيان ختامي فإن زعماء المجموعة -في انقلاب دبلوماسي بالنسبة لاوروبا وتركيا- اتفقوا على أن الهجرة مشكلة عالمية ينبغي التعامل معها بشكل منسق. ولم تلق المسودة قبولا من كل المشاركين ومن المقرر أن تنشر يوم الاثنين.
وتضغط أوروبا وتركيا وهما أكثر المتضررين من أزمة الهجرة على مجموعة العشرين لكي تعترف بأن الهجرة مشكلة عالمية وأن تساعد في التعامل معها ماليا رغم معارضة الصين والهند وروسيا. ومن المتوقع أن يصل مليون مهاجر من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أوروبا هذا العام فقط.
ووفقا لبيان منفصل من المقرر أن يصدر في وقت لاحق فقد اتفق الزعماء أيضا على تشديد مراقبة الحدود وأمن الطيران بعد هجمات باريس التي أدانوها ووصفوها بأنها “شنيعة”.
وعلى صعيد مواز نقلت صحيفة عن وزير خارجية الدنمرك قوله إنه ينبغي السماح للطائرات الدنمركية المقاتلة التي كانت تنفذ طلعات في العراق هذا العام بقصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
جاءت تصريحات الوزير بعد الهجمات المنسقة التي شهدتها باريس مساء الجمعة وأدت إلى مقتل 129 شخصا على الأقل.
وساهمت الدنمرك بسبع طائرات من نوع إف-16 عام 2014 في الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية وسحبتها في سبتمبر أيلول للصيانة ولإتاحة الفرصة لأطقمها للراحة.
وقال كريستيان يانسن لصحيفة بيرلنجسكه “يجب أن نعيد مقاتلات إف-16 الدنمركية بأسرع ما يمكن. تريد الحكومة عودتها بتفويض أوسع نطاقا يسمح لها بقصف (أهداف) تابعة لداعش أينما كانت سواء على جانب أو آخر من الحدود مع سوريا.”
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية التصريحات وقال إن قرار توسيع التفويض ليشمل سوريا سيحتاج إلى موافقة البرلمان.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights