اخبار العراق

تفاصيل مخطط الكابينة الوزارية الجديدة وفض الاعتصامات (6) وزارء صدريين من اصل (14) وزيرا ( تفاصيل )

كشف النقاب في بغداد عن نجاح قيادي في الحزب الاسلامي بنقل رسائل بين رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري من جهة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من جهة اخرى (الخميس) الماضي، أدى الى انهاء الاخير اعتصامه في المنطقة الخضراء وسحب اتباعه منها وتوجيه خطاب يشكر فيه رئيس الحكومة على (شجاعته) ويتوعد اعضاء مجلس النواب اذا لم يمرروا كابينته الوزارية الجديدة.

وقالت مصادر نيابية مطلعة ، انه في الوقت الذي كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يجتمع مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في غرفة مغلقة بمبنى البرلمان قبل افتتاح جلسته للتصويت على الكابينة الجديدة كما كان مقررا، انطلق القيادي في الحزب الاسلامي رشيد العزاوي الى مكان اعتصام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالمنطقة الخضراء حاملا رسالة شفوية من الاثنين اليه ابلغها الى كبير مساعديه الشيخ علي سميسم الذي سرعان ما عاد بجوابها وتضمن اعلان الصدر بانهاء اعتصامه والقاء خطاب يمتدح فيه شجاعة العبادي ويهدد النواب اذا لم يصادقوا على حكومته المرتقبة.

وحسب المعلومات التي تداولتها الاوساط النيابية فان العزاوي الذي يوصف في بغداد بانه عراب العلاقات بين الحزب الاسلامي (السني) وايران حمل الى الشيخ سميسم قائمة باسماء الوزراء الجدد للحكومة الجديدة وفيها ستة وزراء صدريين او مرشحين من لجنة التيار الصدري من اصل 14 وزيراً لعرضها على زعيمه، وهو ما أدى الى اعلان مقتدى انهاء اعتصامه والايعاز الى اتباعة بالانسحاب من المنطقة الخضراء.

ولم يعرف لماذا تم اختيار العزاوي الذي عاش في ايران عشرين عاما معارضاً للنظام السابق ليكون وسيطا لرئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري الى زعيم التيار الصدري، غير ان مصادر نيابية مطلعة في بغداد اكدت ان عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي المقرب من دوائر القرار في طهران يحظى بـ(مقبولية) من مقتدى الصدر الذي يثق به وسبق له ان زاره عدة مرات في مقره بالنجف واجتمع معه في مناسبات سابقة.

ووفق تلك المصادر فان العزاوي الذي فشل في الانتخابات النيابية الاخيرة يتولى حاليا رئاسة الدائرة السياسية الاستشارية لرئيس مجلس النواب التي تضم أكثر من 60 مستشاراً يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية والانتماءات المذهبية، وسبق للعزاوي ذاته ان قام بجمع سليم الجبوري وزعيم مليشيا (بدر) هادي العامري وكليهما من محافظة ديالى عقب الاحداث الدامية التي شهدتها المحافظة مطلع العام الحالي.

والوزراء المحسوبون على التيار الصدري او الذين رشحتهم اللجنة التي أمر مقتدى بتشكيلها في الشهر الماضي هم : علي علاوي وزير التجارة ووكيل وزير الدفاع في أول حكومة شكلت عقب الاحتلال في تموز (يوليو) 2003 برئاسة الحاكم الامريكي المدني بول برايمر، وقد رشح ليتولى وزارة المالية والتخطيط في حكومة العبادي الجديدة بعد دمج الوزارتين اللتين شغلهما هوشيار زيباري وسلمان الجميلي.

وعلاوي وهو بريطاني الجنسية وابن اخت رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي وابن عم زعيم ائتلاف (الوطنية) اياد علاوي، من اسرة شيعية بغدادية وكان والده وزيرا للصحة في العهد الملكي، وسبق له ان أصدر بالاتفاق مع موفق الربيعي وصاحب الحكيم بيانا في منتصف عام 2002 تحت عنوان (اعلان شيعة العراق) وصف في حينه بانه يحمل نزعة لقيام اقليم شيعي في العراق موال للغرب.

ويعترف علي علاوي في كتابه (احتلال العراق.. ربح الحرب وخسارة السلام) الصادر في 2007 بانه شخصيا صاغ تقرير اجتثاث البعث في نهاية عام 2002 الذي تعهدته الادارة الامريكية ونفذته عقب احتلال العراق عندما شكلت هيئة لتطبيقه برئاسة خال علاوي (احمد الجلبي) وعضوية نوري المالكي وجلال الصغير ومثال الالوسي وآخرين.

اما الوزير الثاني الذي رشحته اللجنة الصدرية فهو حسن الجنابي وهو استرالي الجنسية ومندوب العراق لدى منظمة الزراعة والغذاء الدولية في روما، في حين ان الوزير الثالث من مرشحي الصدر هو عقيل مهدي المخرج المسرحي الذي اسند اليه العبادي في كابينته الجديدة وزارة الثقافة والشباب بعد دمج الوزارتين اللتين تولاهما منذ عام ونصف فرياد راوندوزي وعبدالحسين عبطان.

وعهد العبادي الى وفاء المهداوي وهي احدى مرشحات لجنة الصدر لتولي وزارة العمل والهجرة بعد دمج الوزارتين اللتين شغلهما محمد شياع السوداني وجاسم محمد الجاف في الحكومة الحالية، وهي استاذة للاقتصاد في الجامعة المستنصرية.

اما الوزير الخامس المرشح من التيار الصدري فهو علاء دشر (صابئي) لتولي وزارة الكهرباء التي عمل فيها مديرا عاما عدة سنوات بدلا من وزيرها الحالي قاسم الفهداوي، فيما رشح القاضي في محكمة السماوة محمد النصرالله القريب من رئيس اللجنة الصدرية الاستشارية سامي المعجون ليكون وزيرا للعدل بدلا من وزيرها الحالي حيدر الزاملي.

ويشعر كثير من الناشطين السياسيين في بغداد بصدمة جراء موافقة مقتدى الصدر السريعة على التشكيلة الوزارية الجديدة وهو الذي كان قد رفع سقف مطالباته وفق شعار (شلع قلع) بما يحمله من مضامين لتغييرات جذرية، وقال الاكاديمي والناشط المدني عبد المحسن علي ، ان اللعبة وضحت وتبين ان أطراف العملية السياسية الحالية تبحث عن مكاسب وامتيازات ولا يمكن تصديق دعوات وتظاهرات واعتصامات للاصلاح تطلقها احزاب وتيارات كانت وما تزال جزء من حكومات الفساد المتعاقبة.

المصدر : المدار نيوز –

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights