اخبار العراق

خفايا أسرار اجتماع كربلاء

57599

كشفت مصادر خاصة ﻟ “وسائل اعلام ” تفاصيل كواليس ما دار في اجتماع كربلاء الذي حضره أعضاء في “التحالف الوطني” والذي انعقد الأحد، 06‏ آذار‏، 2016 في كربلاء، لدعم خطة رئيس الوزراء حيدر العبادي لإجراء تعديل حكومي ومحاربة الفساد.

وأوضح المصدر الذي تابع عن كثب تفاصيل الاجتماع منذ وصول الأعضاء المجتمعين إلى مكان اللقاء، إن زعيم التيار الصدري وصل إلى المكان “متوترا”، مقطّبا عن حاجبيه، وعبّرت ملامح وجهه عن إشارات غير ودّية تجاه المجتمعين، الذين باتوا في ذهول أمام لغة التعالي التي خاطبهم بها الصدر، وأسلوب “الاملاءات” الذي تحدث فيه معهم.

وبحسب المصدر، حاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، استيعاب السلوك الحاد لزعيم التيار الصدري ولجم الخلافات التي تحول دون نجاح الاجتماع.

وحين شرع الصدر في الحديث، أطلق الإشارات للمجتمعين بما يدل على “التهديد”، و”التمايز” عليهم، منبها إياهم “ضمنا” بانه “الوحيد” من بين أعضاء التحالف الوطني، الذي له صلات مع المرجع الديني السيد علي السيستاني.

ووجّه الصدر سؤاله إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، قائلا: ماذا فعلت فيما يتعلّق بالإصلاحات؟.

فأجابه العبادي بطريقة تتفّهم و “تمتص” مايروم اليه الصدر، ومحاولا الوصول الى طريقة تضمن تجنّب الصدام: أنا منشغل بإجراءات الإصلاح، وتشكيل الحكومة.

فلم يقتنع الصدر بهذا الكلام، وردّ على العبادي: لم نر شيئاً ملموساً يستحق الإشادة، لم تفعل شيئا، وإجراءاتك “سيّئة”، ولم تأخذ بكلامنا في الاعتماد على لجنة التكنوقراط التي شكّلناها لغرض اختيار فريق وزاري ذي كفاءة.

لكن العبادي أجابه، ساعيا الى إقناعه: “أريد تشكيل حكومة مستقلة غير تابعة للأحزاب والكتل السياسية”، في مسعى منه لاحتواء اجندة التصعيد التي لوح بها كل من زعيم التيار الصدري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي.

لكن هذا الاتجاه في حديث العبادي، دفع بالحكيم إلى الطلب منه بالاستقالة من حزب الدعوة، قائلا له: اذن، عليك انْ تستقيل من حزب الدعوة، وان تشكّل الحكومة المستقلة التي ننشدها جميعا.

غير ان العبادي، لم يرفض هذا العرض، في محاولة منه لـ “استيعاب”  أجندة افشال الاجتماع،

وفي خضم هذا الجدل الذي بدى “بيزنطينيا” لا طائل منه ولانهاية، صعّد مقتدى الصدر من لهجته، ليقول للحاضرين: العملية السياسية كلها فاسدة.

وأبدى الصدر “امتعاضا” من حضور وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي كان منشغلا بتسجيل الملاحظات في ورقة، سائلا اياه: ماذا تسجّل؟، ماذا تكتب؟.

وعلى هذا النحو من الجدل، انقسم الاجتماع الى فريقين، فريق يروم التصعيد بطرق ارتجالية، ووضع شروط تعجيزية، وبين جبهة يقودها العبادي تقود حوارا ناضجا، يستوعب “ثورية” الصدر وضبابية مواقف الحكيم.

لقد بات واضحاَ انّ الحوار قد فلت من الجميع، وانّ تصعيد مقتدى الصدر، جعل نقاط التوافق والاتفاق تتلاشى، فيما بدى عمار الحكيم وكأنه خاضع رغما عنه لإرادة الصدر، فيما كان على رؤوس بقية الحضور، الطير، بعدما باتوا تحت تأثير صدمة التصعيد الحاد من الصدر، الذي اختتم اللقاء مهددا بالقول: التظاهرات سوف تستمر، واذا لم تجدوا حلا فسوف اقتحم الخضراء في شهر نيسان.

و نيسان 2003 هو التأريخ الذي سقط فيه نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وبدا الصدر أكثر إصرارا في تنفيذ تهديداته بالقول: لديّ الاستعداد الكامل لتنفيذ خطة الاقتحام.

ولكي يقترب من الواقعية في تهديداته، كلّف الصدر،  عمار الحكيم بنقل رسالة إلى السفارة الأمريكية بانّ “لا علاقة لنا بكم اذا لم تتدخلوا في الشأن العراقي”.

واعتبر المصدر ان اللقاء كان “فاشلاً” بامتياز على رغم البيان الذي صدر، فيما بدا رئيس الوزراء وبقية الحضور خصوصا أعضاء حزب الدعوة، مدافعين عن برنامجهم، أمام تصعيد الصدر، وليسوا مهاجمين، وبدا كما لو انّهم سعوا الى “امتصاص” حدّية الصدر على مضض.

كما ابدى أعضاء في حزب الدعوة امتعاضا لحضور  علي العلاق الى مثل هذا الاجتماع المهم.

واختتم الصدر حديثه بالتهديد باللهجة الدارجة: اذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات والشروع بتشكيل حكومة، فسيكون هناك “شلع”، وهي مفردة عراقية دارجة، تعني الإزالة والاستئصال.

وأضاف الصدر: لكن بعد التاسع من نيسان، فسيكون هناك “شلع قلع”.

وكان مراقبون ، أوضحوا ﻟ “المسلة” بأن اجتياحا مثل هذا الذي يدعو له زعيم التيار الصدري، لا يُتوقّع ان يكون مسيطرا عليه، مهما حرص التيار الصدري على ذلك، وبالتالي فانّ طمأنة السفارات الأجنبية سوف لن يلقى صدى لديها، وهي التي اعتادت على التعامل مع حقائق الوقائع وما يجري على الأرض، وليس مع ما تصفه كلمات البيانات.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعترف بوجود مخاوف لدى البعثات الدبلوماسية العربية والدولية والسفارات من اجتياح المنطقة الخضراء “بحسب ما ورد إلى مسامعه”.

واعترف الصدر في بيانه ‏الثلاثاء‏، 08‏ آذار‏، 2016، إن السفارتين الأمريكية والبريطانية، “إما عليهم السكوت أو الانسحاب من تلك المنطقة، وفي حال تدخلهم بأي نوع من التدخل العسكري أو الاستخباراتي أو حتى الاعلامي فسنجعلهم من الفاسدين والخيار ليس لنا”.

وكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights