غير مصنف

زحمة مخابراتية على سكة حلب !

لأن الحل السياسي تفرضه وقائع الميدان ولأن حلب نقطة مفصلية في الميزان العسكري، وجد طريق وشريان حلب الوحيد المعروف بـ”خناصر” نفسه محاطا من كل جانب بازدحام مخابراتي يشمل كافة الفاعلين

الجديد هو اقتحام “حركة أحرار الشام” المشهد، عبر فتحها جبهة قتال جديدة على ذات الطريق من جهته القريبة من حلب، في وقت تندلع فيه اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، من جهة، وكل من “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، على الطريق الممتد من حلب إلى ريف حماه، بعد اتفاق غير معلن بين “النصرة” و”داعش” لقطع الطريق.

“أحرار الشام” تنظيم تعمد بعض القوى الإقليمية الترويج له على أنه من “المعارضة المعتدلة”، وهناك أجهزة استخبارات لدول تعمل سرا وجهارا على دعمه.. “أحرار الشام” شن هجوما عنيفا على مواقع تمركز قوات الجيش السوري في منطقة الشيخ سعيد، بهدف السيطرة على معمل الاسمنت الذي يمثل نقطة حماية لبداية الطريق الممتد عبر خناصر وأثريا إلى ريف حماه، والذي يمثل طريق الإمداد الوحيد إلى مدينة حلب، أو ما بات يسمى “شريان حلب”.

في المحور الجنوبي عاد التعاون بين “النصرة” و”داعش” للواجهة حيث تشير آخر التطورات الميدانية التي وقعت فجر اليوم هي محاولة هجوم على مِحور الشيخ هلال الواقع على طريق السلمية أثريا المؤدي إلى حلب، استهدفت النقاط الشيخ هلال، محطة الكهرباء، و حاجِز المجبل.

و الاشتباك الأعنف في النقطة الأهم ( المحطة ) حيث حاول تنظيم داعِش اقتحام الحاجز بعد أن أدخلت النصرة عربة BMB مفخخة كما هي عادتها في زج الانتحاريين لاختراق النقاط، ولكن تمكنت وحدات الجيش السوري من تفجيرها قبل وصولِها لأهدافها.

هذا التعاون بين الفصائل والتنظيمات المذكورة، ومن خلفها أجهزة الأمن الاجنبية، يأتي لإفشال ما بدأه الجيش السوري من عملية عسكرية هامة في ريف حلب خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا ما تحقق بعض الشيء حيث تشهد العمليات بطئ بعد انقطاع طريق الامداد اثريا ــ خناصر، إلا انها لم تتوقف، إذ لم تسجل اي سيطرة للجيش على المحورين خلال الـ24 ساعة الماضية بعد السيطرة على بلدتي الحويز والقراصي، إضافة إلى السيطرة على بلدتي الجديدة والجبول، شرق حلب، في إطار عملية فك الحصار عن مطار كويرس (الكلية الجوية).

ويرى مراقبون أن هذا التعاون بين تنظيمات “داعش” و”النصرة” و”أحرار الشام”، التي تتقاطع الجهات الداعمة لها والواقفة خلفها، جاء خطوة إجبارية بحكم الميدان رغم تفاوت واختلافات توجهاتها وعقيدتها القتالية. والسبب هو زمام المبادرة التي عادت للجيش السوري في أرياف اللاذقية وحماة وحلب بعد المؤازرة التي تقدمها روسيا جويا، فالمشهد الميداني في الساحة السورية تغير، وانقلب تموضع المتحاربين… ما قبل التدخل الروسي، كان الحكومة السورية وحلفاؤها ينشطون ميدانيا ليمنعوا الحلف الامريكي من تحقيق اهدافه في سوريا. وتعاون هذه الفصائل يدل على أن واشنطن وحلفاءها في موضع يراد به منع روسيا وحلفائها من تحقيق اهدافهم والانتصار. الامر الذي يشير الى وجهة المراحل المقبلة، ميدانيا وعلى اساسه سياسيا.

ومن الضروري القول إن الحل السياسي لا بد له أن يستند لخريطة ميدانية يتزاحم عليها اللاعبون، وهنا يجب الإشارة إلى اختلاف الامكانات العملية والعملياتية بين الجانبين، بعدما تموضعت روسيا عسكريا بصورة قوية في الساحة السورية ضد الإرهاب، ولم يعد بامكان الاخرين مزاحمتها على التموضع العسكري الموازي المباشر في هذه الساحة.

 

المقال الوارد يعبر عن رأي كاتبه، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواه

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights