اخبار علمية

سد الموصل قنبلة زمنية مائية موقوتة

2888418228

يدق المسؤولون الأميركيون ناقوس الخطر من انهيار كارثي محتمل للسد الأضخم في العراق، الذي يبعد 30 ميلاً عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي تقع تحت سيطرة «داعش».

وكشفت أجهزة الاستشعار التي وضعها مهندسو الجيش الأميركي عن تصدعات متسعة في حوض الجص الهش في قاع السد، دون أن يسمح ذلك بالتنبؤ بموعد محتمل للانهيار. وقال لفتنانت جنرال شين ماكفارلاند، قائد القوات الأميركية المسلحة في العراق للصحافيين أخيراً: ما أعرفه هو لو أن السد موجود في أميركا لوجب تجفيف البحيرة الواقعة خلفه بالكامل.

وقللت السلطات العراقية من حجم المخاطر الكامنة وراء احتمال انهيار السد، لأسباب كثيرة يشكل عدم وجود المال الكافي لإصلاح السد جانباً منها، إلا أنها عادت، وبعد تحذيرات متكررة من خبراء أميركيين، وضخ البنك الدولي مبلغ 200 مليون دولار، لإجراء إصلاحات ملحة، وتعاقدت مع شركة إيطالية، على أمل أن تقوم بخطوات أكثر تطوراً واستدامة وتسارع إلى سد الفجوات الموجودة في الحوض الصخري، بدلاً من القيام بإجراءات الصيانة الدائمة عينها التي تطلبها السد على مدى ثلاثين عاماً مضى، إلا أن أعمال الصيانة توقفت فجأة عقب سيطرة «داعش» على السد في أغسطس عام 2014، وعادت لتستمر بشكل متقطع عقب استعادة المنطقة بعد ثلاثة أسابيع، حيث كان نصف المعدات الأساسية مفقوداً، وقرر نصف طاقم العمل عدم العودة إلى الموقع واستئناف العمل.

وتشير إحدى الدراسات إلى أن انهيار السد، سيؤدي إلى غرق الموصل في غضون ساعات، وتحذر أخرى من أن نصف مليون عراقي سيلاقون حتفهم غرقاً في مياه الفيضانات. ويزيد من هول مجريات السيناريو انتشار الأمراض وأعمال النهب والسرقة فور وصول مياه الفيضانات إلى كل من بيجي وتكريت وسامراء امتداداً إلى مناطق من بغداد.

وحذرت هيئة المهندسين في الجيش الأميركي عام 2005 من أن «اتخاذ إجراءات هندسية استثنائية» للحفاظ على سلامة البنيان، يجعل من السد البناء الأخطر في العالم. إلا أن إخراج السد من الخدمة ليس بالخيار المغري، لأن تفريغ الخزان سيترك نقصاً حاداً في مياه الشرب، ويحرم العراقيين أيضاً من مياه ري غير ملوثة صيفاً.

إذا أردت فعلاً أن تفهم أهمية هذا السد بالنسبة للعراق ككل، فعليك أن تعود بالزمن إلى فترة الثمانينيات، حين بدأت تركيا ببناء سدود لها على نهري دجلة والفرات، تاركة جيرانها، بما فيهم العراق، مع موارد مائية أقل.

وشرح عزام الواش، المهندس المدني المقيم في أربيل: «كانت مواردنا المائية تتضاءل، والأدهى أن نوعيتها كانت تتراجع». وقد بني سد الموصل لتحسين نوعية المياه الملوثة، والتأكد من حصول العراق على حاجته منها.

ومن الواضح، بالنسبة لقادة الجيش العراقي ومهندسيه، أن انهيار السد سيغرق المدينة بسرعة كبيرة يصعب معها وجود أي فرصة للنجاة. وقال مهدي رشيد، وزير الطاقة المائية العراقي إنه: يمكن القيام بالكثير على طول مجرى النهر بالتعاون مع الأمم المتحدة والوزارات العراقية الأخرى. وأضاف: «إن ذلك ليس ممكناً بالنسبة لسكان مدينة الموصل في ظل الأوضاع الراهنة»، وأكد ضرورة تحرك الإيطاليين السريع.

حقائق

تم بناء سد الموصل من قبل ائتلاف شركتين ألمانية وإيطالية، وبدأ العمل فعلياً عام 1986. ونظراً لارتفاع نسبة مادة الجص في المنطقة، تضمن بناء السد إقامة نفق حقن يتيح الضخ المستمر تقريباً للإسمنت والوحول في شقوق الحوض المتسعة بفعل تدفق المياه.

وكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights