اخبار العالم

سلطنة عمان للإمارات: صبرنا عليكم نفذ

شبكة عراق الخير :

حذّر نائب رئيس الهيئة العامة للصناعات الحرفية في سلطنة عُمان، “عصام بن علي الرواس”، من أنّ صبر بلاده على تصرفات جيران بلاده (لم يسمهم) قد نفد، في إشارةٍ للإمارات، التي استهدفت السلطنة مؤخراً، بمحاولات سرقة وتزوير للتاريخ العُماني.

وقال لإذاعة “الوصال” المحلية، إن سلطان عمان “قابوس بن سعيد”، لديه وثائق إذا أراد أن يكشفها فلن نحتاج لكل هذه الضجة، مضيفا: “لكنه يمارس سياسة التهدئة داخلياً وخارجياً”.

وأشار الى أن “سياسة الصبر نفدت ولم يعد هناك قدرة على التحمل”.

وأضاف: “السلطان قابوس لا يريد أن يسيء لأحد؛ لأنه كبير وواثق من نفسه، ويعرف تاريخ بلاده جيداً”.

وشهد، الشهر الماضي، خلافا إعلاميا بين سلطنة عمان والإمارات، بعدما نظمت الأولى ندوة لتأكيد عُمانية “المهلب بن أبي صفرة” ( أحد ولاة الأمويين على خراسان) وذلك استباقا للمسلسل الإماراتي الذي يعرضه تلفزيون أبوظبي في رمضان عن المهلب لمحاولة إثبات نسبه للإماراتيين.

ولم يكن هذا الخلاف الأول بين الإمارات وسلطنة عمان, ففي يناير/كانون الثاني 2018، وضعت السلطات خريطة مشوهة في متحف اللوفر الجديد في أبوظبي، ضمت فيها محافظة مسندم العمانية إلى حدودها.

وفي فبراير/شباط 2018، تداول ناشطون عُمانيون، صورة قالوا إنها مأخوذة من أحد كتب المنهج الإماراتي، ادعت أن حضارة مجان إماراتية، وليست عُمانية.

وفي مارس/آذار 2018، تسبب الفيلم الوثائقي الذي بثته وسائل الإعلام الإماراتية بعنوان: “زايد الأول.. ذاكرة ومسيرة”، في موجة غضب عارمة على إثر تلفيقه لوقائع تاريخية مشوهة وغير حقيقية.

كما شكا القائمون من اجتزاء حديث المؤرخ العماني «محمد المقدّم»، بما يناسب الفكرة العامة التي يرغبون بالترويج لها.

ويشير مراقبون إلى أن التجاوزات الإماراتية والسلوك الرسمي للحكومة الإماراتية نوع من العدوان السياسي والجغرافي على التراث العُماني.

وسبق أن دعا مستشار السلطان للشؤون الثقافية، عبدالعزيز بن محمد الرواس، الإماراتيين بالقول: إذا أردتم العودة إلى أصولكم العُمانية فمرحباً بكم. لكن لا تزوّروا التاريخ.

والمعروف تاريخيا، أن المنطقة التي تقع عليها الإمارات تسمى ساحل عمان، وكانت تابعة للسلطنة والتي امتد نفوذها إلى شرق أفريقيا في تنزانيا وزنزبار ومناطق واسعة من ساحل كينيا كانت خاضعة لسيطرتها.

ودفع تنامي الدور الإماراتي لتثبيت نفوذه في محافظة المهرة باليمن على الحدود مع سلطنة عمان قلق الأخيرة من استخدام هذه المحافظة، ورقة في مواجهتها بعد هيمنة أبوظبي على الجنوب اليمني.

الصراع الإماراتي العماني برز بشكل جلي في أغسطس/آب 2017، خلال حملات التجنيس لأبناء المناطق اليمنية الحدودية، حيث بدأت الإمارات تجنيس عدد من أبناء سقطرى، فردت عمان بحملة تجنيس أخرى لأسرتي رئيس الوزراء السابق حيدر أبوبكر العطاس، وسلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار، شملت نحو 69 من أبناء الأسرتين.

لكن الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، أطاح بمحافظ المهرة الشيخ “محمد كده”، الحليف الأبرز لسلطة عمان وحامل جنسيتها، وهي الإطاحة التي كشفت عن ضغوط إماراتية كبيرة مورست عبر السعودية ضد “هادي” لإقالة الرجل.

والعلاقات بين الإمارات وسلطنة عمان، حساسة للغاية، والخلافات بينهما مكتومة ولكنها تطفو للسطح أحيانا.

وحسب تقارير صحفية، سبق أن دبرت أبوظبي محاولة للانقلاب على السلطان “قابوس بن سعيد”، لكن الأجهزة الأمنية العمانية أحبطتها.

كما يتهم العمانيون الإمارات بشكل غير رسمي بالوقوف وراء أحداث “صحار” التي شهدت احتجاجات ضد النظام السياسي في البلاد، في فبراير/شباط 2011. 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights