اخبار العراق

سماء العراق أمطرت قادة فاشلين بعد عام 2003 ؟

567bdfa6c46188df278b45fe 253298301

في دراسة نشرها عدد من المراقبين للشأن الشرق أوسطي ومن ضمنها العراق وسوريا  اشاروا فيها الى حقيقة مفادها أن الازمات الحادة التي عصفت العراق بعد عام 2003 ولحد الان يحمل مسؤوليتها الكبرى كل من قاد العراق منذ تلك الفترة لحد الان

واوضحوا أن هذه الازمات تنوعت بشكل كبير ولكن جلها تجسد في الازمة الامنية التي جنت الاف بل ملايين من أرواح الابرياء تلتها الازمة الاقتصادية التي عصفت بكل من العراق وسوريا  وأوقعت كلا البلدين  في مستنقع الفقر بجدارة

واشاروا الى أن العراق على وجه الخصوص  تأرجح كثيرا بين قادة فاشلين اوصلوا البلد الى هذه المنعطفات الخطيرة , وبينوا ان  القائد الناجح يعي عمله وفق مبدأ الايثار ونكران الذات والدقة والذكاء سوف يحقق له حاضرا ومستقبلا سياسيا كبيرا، ولفريقه او من يكون معه، بالاضافة الى ثبات رؤيته التي تمتد الى الأزمان القادمة، حيث ستعيش الاجيال في دولة مرفهة مستقرة متطورة ومتوازنة، صنعها وأسهم في بنائها وتطورها، رجال دولة يستحقون الاحترام والتقدير والاستذكار الذي يشيد بأدوارهم الخلاقة، بصفتهم أسهموا في بناء دولة متحضّرة وشعب يستحق الحياة، وهؤلاء هم رجال سياسيون قادة يفضلون الدولة اولا وبناءها وبناء المجتمع على أنفسهم ومصالحهم، وهذه أهم السمات التي تميز هؤلاء القادة عن غيرهم.”

واشار المراقبون الى ان بلد كالعراق بأمس الحاجة الى قادة ناجحون يعملون على طرد كل من وضع العراقيل امام بناء هذا البلد , ويمكن أن يتحقق هذا الهدف عندما نأتي بالكفاءات ونمنحها دورها الحقيقي في بناء البلد، كذلك عندما يتخذ رجال الدولة الخطوات الحقيقية التي تكفل القضاء على البطالة المقنّعة او الماثلة في الشارع، ورفع مؤهلات العاملين في مؤسسات الدولة، للحد من معرقلات بناء الدولة العراقية المعاصرة، نحتاج ايضا الى بؤر تفكير مشعّة ومنتجة، تنشر الافكار السليمة بين الجميع، فالعمل المادي وحده لا يكفي، لابد أن يكون هناك تآزر بين المعرفة والعمل الجاد، ومن ثم التخطيط العلمي والتطبيق الدقيق على الارض.

لا شك أن الفارق بين القائد الناجح والفاشل يتمثل بمسافة بعيدة من الفوارق، منها على سبيل المثال أن القائد الناجح لا يعمل لنفسه مطلقا، انما يعمل من اجل تقدم ورفعة الدول ويعد هذا العمل له ولشعبه، على العكس من القادة الفاشلين، فهؤلاء يعملون لأنفسهم ويعتقدون أنهم ينون أمجادا ذاتية لهم، لكنهم في الحقيقة يعملون ضد أنفسهم كما اثبتت صفحات التاريخ.”

وفي نفس السياق اشار المراقبون ان اهم دليل قاطع وثابت على فشل القادة في العراق هي قضية سقوط مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق في 10 حزيران الماضي بيد تنظيم “داعش”، بعد انسحاب القوات العسكرية والامنية المكلفة بحماية المدينة من دون خوض معارك عسكرية مع المسلحين المتشددين، لا يزال محط اهتمام كبير لدى العديد من الاوساط السياسية والعسكرية والاعلامية داخل وخارج العراق، خصوصا وان هذه القضية قد مكنت الجماعات الارهابية المسلحة من الاستحواذ على اجزاء واسعة من شمالي العراق وشمالي سوريا وهو ما يعتبره بعض الخبراء نصراً عسكرياً مهماً اسهم بتعزيز القدرات العسكرية والمادية لتنظيم” داعش” الإرهابي الذي سيطر على العديد من المنشآت الحيوية في الموصل، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي اغتنمها

واشاروا الى ان أسباب سقوط الموصل هذه المدينة المهمة لا تزال مجهولة وغامضة حتى اللحظة، وهو ما دفع مجلس النواب (البرلمان) العراقي في تشرين الثاني الماضي الى تشكيل لجنة برلمانية خاصة للتحقيق في أسباب وتداعيات سقوط مدينة الموصل في أيدي داعش، وقد اثير حول هذه القضية الكثير من الشكوك والاتهامات بين العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، كان اخرها تصريحات الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى السابق، التي اتهم بها الفريق أول الركن علي غيدان قائد القوات البرية ووزير الدفاع العراقي السابق وكالة سعدون الدليمي و محافظ نينوى أثيل النجيفي وشخصيات عسكرية اخرى، بسقوط مدينة الموصل تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.”

عن معهد واشنطن للأبحاث والدراسات الاستراتيجية  

ترجمة سناء البديري                                                                

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights