اخبار العراق
سماء العراق أمطرت قادة فاشلين بعد عام 2003 ؟
في دراسة نشرها عدد من المراقبين للشأن الشرق أوسطي ومن ضمنها العراق وسوريا اشاروا فيها الى حقيقة مفادها أن الازمات الحادة التي عصفت العراق بعد عام 2003 ولحد الان يحمل مسؤوليتها الكبرى كل من قاد العراق منذ تلك الفترة لحد الان
واوضحوا أن هذه الازمات تنوعت بشكل كبير ولكن جلها تجسد في الازمة الامنية التي جنت الاف بل ملايين من أرواح الابرياء تلتها الازمة الاقتصادية التي عصفت بكل من العراق وسوريا وأوقعت كلا البلدين في مستنقع الفقر بجدارة
واشاروا الى أن العراق على وجه الخصوص تأرجح كثيرا بين قادة فاشلين اوصلوا البلد الى هذه المنعطفات الخطيرة , وبينوا ان القائد الناجح يعي عمله وفق مبدأ الايثار ونكران الذات والدقة والذكاء سوف يحقق له حاضرا ومستقبلا سياسيا كبيرا، ولفريقه او من يكون معه، بالاضافة الى ثبات رؤيته التي تمتد الى الأزمان القادمة، حيث ستعيش الاجيال في دولة مرفهة مستقرة متطورة ومتوازنة، صنعها وأسهم في بنائها وتطورها، رجال دولة يستحقون الاحترام والتقدير والاستذكار الذي يشيد بأدوارهم الخلاقة، بصفتهم أسهموا في بناء دولة متحضّرة وشعب يستحق الحياة، وهؤلاء هم رجال سياسيون قادة يفضلون الدولة اولا وبناءها وبناء المجتمع على أنفسهم ومصالحهم، وهذه أهم السمات التي تميز هؤلاء القادة عن غيرهم.”
واشار المراقبون الى ان بلد كالعراق بأمس الحاجة الى قادة ناجحون يعملون على طرد كل من وضع العراقيل امام بناء هذا البلد , ويمكن أن يتحقق هذا الهدف عندما نأتي بالكفاءات ونمنحها دورها الحقيقي في بناء البلد، كذلك عندما يتخذ رجال الدولة الخطوات الحقيقية التي تكفل القضاء على البطالة المقنّعة او الماثلة في الشارع، ورفع مؤهلات العاملين في مؤسسات الدولة، للحد من معرقلات بناء الدولة العراقية المعاصرة، نحتاج ايضا الى بؤر تفكير مشعّة ومنتجة، تنشر الافكار السليمة بين الجميع، فالعمل المادي وحده لا يكفي، لابد أن يكون هناك تآزر بين المعرفة والعمل الجاد، ومن ثم التخطيط العلمي والتطبيق الدقيق على الارض.
لا شك أن الفارق بين القائد الناجح والفاشل يتمثل بمسافة بعيدة من الفوارق، منها على سبيل المثال أن القائد الناجح لا يعمل لنفسه مطلقا، انما يعمل من اجل تقدم ورفعة الدول ويعد هذا العمل له ولشعبه، على العكس من القادة الفاشلين، فهؤلاء يعملون لأنفسهم ويعتقدون أنهم ينون أمجادا ذاتية لهم، لكنهم في الحقيقة يعملون ضد أنفسهم كما اثبتت صفحات التاريخ.”
وفي نفس السياق اشار المراقبون ان اهم دليل قاطع وثابت على فشل القادة في العراق هي قضية سقوط مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق في 10 حزيران الماضي بيد تنظيم “داعش”، بعد انسحاب القوات العسكرية والامنية المكلفة بحماية المدينة من دون خوض معارك عسكرية مع المسلحين المتشددين، لا يزال محط اهتمام كبير لدى العديد من الاوساط السياسية والعسكرية والاعلامية داخل وخارج العراق، خصوصا وان هذه القضية قد مكنت الجماعات الارهابية المسلحة من الاستحواذ على اجزاء واسعة من شمالي العراق وشمالي سوريا وهو ما يعتبره بعض الخبراء نصراً عسكرياً مهماً اسهم بتعزيز القدرات العسكرية والمادية لتنظيم” داعش” الإرهابي الذي سيطر على العديد من المنشآت الحيوية في الموصل، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي اغتنمها
واشاروا الى ان أسباب سقوط الموصل هذه المدينة المهمة لا تزال مجهولة وغامضة حتى اللحظة، وهو ما دفع مجلس النواب (البرلمان) العراقي في تشرين الثاني الماضي الى تشكيل لجنة برلمانية خاصة للتحقيق في أسباب وتداعيات سقوط مدينة الموصل في أيدي داعش، وقد اثير حول هذه القضية الكثير من الشكوك والاتهامات بين العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، كان اخرها تصريحات الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى السابق، التي اتهم بها الفريق أول الركن علي غيدان قائد القوات البرية ووزير الدفاع العراقي السابق وكالة سعدون الدليمي و محافظ نينوى أثيل النجيفي وشخصيات عسكرية اخرى، بسقوط مدينة الموصل تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.”
عن معهد واشنطن للأبحاث والدراسات الاستراتيجية
ترجمة سناء البديري