مقالات

سيناريوهات للفوضى بعد داعش

سيناريوهات للفوضى بعد داعش

شبكة عراق الخير :

د. غالب الدعمي

~ تسعى الولايات المتحدة بشكل مستمر الى خلق فوضى في مناطق تصفها بالمهمة لأمنها الاقتصادي والسياسي، فضلاً عن أمن حلفائها في تلك المناطق، ويعد العراق من اهم اهتماماتها في منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة كافة. لذا فهي تعمل على خلق الفوضى فيه لتحقيق أهدافها، ومن الأمثلة القريبة لنا ما حدث في المحافظات الغربية التي رفعت راية المقاومة لدى دخول القوات الأمريكية، فحولتها إلى موطن للجماعات المتطرفة وبؤر للصراع واقتتال كبير منذ (2005) لغاية أيامنا هذه التي نشهد فيها تحرير آخر معاقل داعش الإرهابية في مناطق الموصل.
ولعل المشهد ليس بحاجة للوصف كوننا عشناه بتفاصيله المؤلمة والقاسية ونحن نرى كيف يُقتل الناس، وكيف يهجرون، على يد هذه الفئة الضالة الخارجة عن دين محمد (ص)، لكن دعونا نورد هنا بعض النتائج المتحققة من هذه الفوضى الخلاقة التي خططت لها الولايات المتحدة في هذا الجزء من بلدنا، وأول هذه النتائج تدمير شبه كامل للبنى التحتية في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وجزء من ديالى، والنتيجة الثانية هي مقتل آلاف المواطنين في مناطق الصراع وهجرة آلاف اخرين واستقرارهم بشكل نهائي في دول أخرى، والنتيجة الثالثة الاستمرار باستنزاف الموازنة العراقية عن طريق شراء الأسلحة من الشركات الامريكية وفروعها في الدول الأخرى، وبالتالي عدم استثمار تلك الأموال في بناء البلد، والنتيجة الرابعة التي تبدو مهمة للولايات المتحدة المتمثلة بتقسيم أبناء الشعب العراقي طائفياً عن طريق الاستهداف المبرمج للسكان في بغداد والمحافظات الأخرى، وعلى سبيل المثال لم يبق ولا شخص مخالف لهم يسكن المناطق التي يحتلونها، وتم إفراغها من أهلها تماماً باستثناء من أعطاهم الولاء من طائفتهم حفاظاً على سلامته، والنتيجة الخامسة وهي الأهم تتمثل في كسب المؤيدين لها، وتحويل عدائهم نحو بعضهم بعضاً، بدلاً من العداء للقوات الامريكية، وبات من يحمل السلاح ضد القوات الأمريكية بالأمس صديقاً حميماً لها ويدافع عنها. أشهر قليلة ويكتمل مشروعها في المناطق الغربية، ومن ثم تنتقل لتطبيقه في المناطق الوسطى والجنوبية عن طريق سيناريوهات متنوعة بدأت بعضها تتبلور. لو تحقق ما تخطط له الولايات المتحدة فإن أول أعمالها سيكون تدمير البنى التحتية عن بكرة أبيها، وتأجيج الصراع بين قوى متنفذة، والعمل على دعم شخصيات تؤمن بالمشروع الامريكي وترحب به، وحينذاك تضمن وجود ولاءات شعبية وقوى اجتماعية واقتصادية مؤيدة لها. لكن يمكن إفشال هذه السيناريوهات عن طريق التلاحم وتفويت الفرصة أمام الولايات المتحدة وعدم اعطائها المبررات بالتدخل عن طريق مجلس الأمن مرة أخرى.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights