مقالات

شيعة العراق إيـــن ولمن ومع من ؟

شبكة عراق الخير:  علوان الشريف

يشكل الشيعة في العراق أكثر من نصف سكان الشعب وقيل أنهم بل يفوقون الـ 60% وقيل أكثر . لكن ما يعنينا في هذا الموضوع ما قيمة هذا الرقم وهذه النسبة وما أهميتها في بناء الدولة العراقية الجديدة أو (تهديمها) .
نقول ابتداءا أن الشعب (الشيعي) وأ‘تذر للتسمية وبنسبة كبيرة منه هو مجرد رقم بيد غيره وإن اختلف الغير فهو أما مرجعية دينية في العراق أو مرجعية الولي الفقيه في إيران وآخرين مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . لكن حري بنا الإشارة و(نعتذر) أن أغلب الشيعة العراقيين (المقلدين) يتبعون مراجع دين غير عراقيين (مو مشكلة) .
مشكلتنا هي الهوية الشيعية الآن وما هي قيمة الثقل الشعبي على القرار والموقف والمصالح سواء للوطن بشكل عام أو للشيعة على وجه الخصوص مع أننا عراقيون قبل أن نكون شيعة (بالصدفة).
تعالوا نناقشها واحدة واحدة . الدستور وأنا أسميه على مسؤوليتي (الخنجر) الذي فقأ عين العراق ما هو دور الشيعة في تشريعه وما هي المكاسب التي حصلوا عليها بعد أن استقتلوا ليشرعوه بهذه الكيفية حصرا ؟ لا شيء أبدا . هو فقط كرس نفوذ الــ 10% من السكان (القومية الكردية ) على حساب الجميع بل أن الدستور لو نفذت المادة 140 منه (وستنفذ) فان مساحة كردستان القائمة ستستقيل إلى حدود بغداد . قال لي سياسي شيعي كبير أن أكبر إنجاز حققه الشيعة في العراق هو تقليص نفوذ السنة والتضييق عليهم (يعني تهميشهم) وفي هذا السياق أتذكر ما قاله (الإعلامي المتنقل الثرثار) وجيه عباس أن فضل الكورد على الشيعة كبير فلولاهم لكان الشيعة يحلمون أن يحكموا ( هذه عقلية البعض) الغاية تبرر الوسيلة . وحقيقة هذه الثقافة يتبناها ربما ملايين المنساقين الذين يرون أن مجرد أن يكون رئيس الوزراء شيعي فهذا يكفي .
آخرون من العاطفيين يجدون في حرية ممارسة الشعائر ومعها الخزعبلات الدينية وحده كاف ليقول أن ما تحقق للشيعة كبير جدا .
نعود للسؤال ونجيب عليه . ماذا حقق شيعة السلطة للشعب العراق وللوطن العراقي ؟
نقول أن الخيبة والخذلان الذي تسببوا لجمهورهم وبلدهم لم يفعله قبلهم أحد ولن يفعله بعدهم . فهم مثلوا دور الاسد الذي يأكل أشباله كلما جاع . فما يخصص للبناء والاعمار والبنى التحتية يتوافق أركان السلطة (من الشيعة) فيما بينهم ليتقاسموه والتستر على ذلك خصوصا أن كل الهيئات الرقابية والنزاهة والشفافية والمفتش العام هم من يتولونها وبالتالي فاللص لا يخاف سطوة الشرطي لأنه أما أن يكون أخوه أو إبن عمه .
شيعة السلطة كان أثرهم السلبي الأكبر ومن خلال (خصوصا) قياداتهم الدينية على هوية الشعب العراقي الشيعي فهو في دوامة الضياع بين الوطن والمذهب خصوصا أن هناك لوبي يصور له أن الولاء هو المذهب وأن الوطن مكان جغرافي يمكن لك أن تحصل على اقامة دائمة فيه بالاقامة خمس سنين أو اقل أو أكثر أما المذهب فهو العقيدة وهو الهوية المقدسة وأن الله سيحاسبك ويدخلك النار أو الجنة بنا على مبدأ (الولاية لعلي) وليس للوطن والشرف والقيم الخلقية . لماذا لا أصدق وأنا الساذج البسيط طالما أن الجنة بهذه البخاسة من الثمن أعلن الولاء والسلام خصوصا أن الكبار لم يقولوا الالتزام والسير على نهج علي واله بل فقط الاقرار له بالولاية وحسب . (أنا مقر دون أن يقولوا) .
لا ننفي وجود تيار حتى إسلامي عراقي لا زال ينادي بالوطنية وحتى القومية جنب لجنب مع الولاء للمذهب . وهذا التيار ومعه تيار مدني (لا ديني، علماني ) وربما تيارات سياسية أخرى تحن وتحرص على القول أنهم عراقيون عرب لكنهم يواجهون بقسوة وبتهم منها (حتى ) الالحاد حينما يعبرون عن أن الولاء للوطن لا لغيره .
نعود للسؤال من باب عدم تشريد ذهن القاريء فنقول .
ماذا حقق الشيعة كشعب للعراق وماذا حقق شيعة السلطة للعراق ولشعبه وللشيعة والعراق من وراء القصد ؟

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights