تحقيقات وتقارير

عائلة تسجن ابنها في قفص حديدي

عائلة تسجن ابنها في قفص حديدي

شبكة عراق الخير : 

اضطرت عائلة “أبو مصطفى” من أهالي شط العرب شرق البصرة، إلى وضع ابنها البكر مصطفى ميثم محمد (13 عاما) في قفص حديدي، لا من أجل عقابه على جريمة ارتكبها، أو لتأديبه على فعل ما، بل أن ذلك القضبان بات الوسيلة الوحيدة لحمايته من أعراض مرض أصيب به منذ الطفولة لم يشخصه الأطباء بشكل دقيق بعد، عدا وصفهم اياه بـ(التخلف العقلي واضطراب السلوك).

الصبي مصطفى دائم الحركة، متقلب المزاج و شارد الذهن، لايدرك من الدنيا شيئاً، ولاتُحزر أفعاله مع الآخرين، لكنه يتوق للحظة التي تطأ قدماه خارج البيت ليستكشف عالمه المجهول دون رجعه.

وتقول والدته زينب خلف إن مصطفى وبعد بلوغه السنة الثالثة من العمر بدأت تتضح عليه معالم ذلك المرض، فهو لاينطق كباقي أقرانه من الأطفال، ولم تظهر أسنانه ضمن مواقيتها المعتادة، إضافة إلى تأخر نمو عقله الذي لايرتق إلا لـطفل بعمر السنة، فهو لايعرف حتى أن يطعم نفسه أو يرتدي الملابس كما لايميز الأشياء الضارة من النافعة.

وتضيف أنه وبعد المراجعة به لدى الأطباء قالوا انه يعاني من بطئ النمو، ووصفوا له أدوية خاصة لكنها باهظة الثمن مادفعهم للتوقف عن شرائها، وهكذا أخذت تتفاقم حالته مع تقدمه بالعمر، كما اخذ سلوكه يضطرب، وأحيانا يتحول إلى عدائي بشكل مفاجئ ويضرب من حوله من الأطفال دون فهم وإدراك، وأحيانا يسقط بالنهر القريب من داره أو يقف أمام سير المركبات، أو يحاول مد يده نحو أية نار.

وتبين والدته انه لا ينام الليل فهو على حركة دائمة وباتت مراقبة سلوكه وأفعاله أمر صعب في ظل وجود طفلين اخوين له يحتاجان أيضا للرعاية، وبالتالي “اضطررنا لإنشاء هذا القفص الحديدي ووضعه فيه كحل أخير لحمايته من أفعاله وكبح جماحه سيما في أوقات الراحة”، فضلا عن كثرة شكاوى الجيران من أفعاله.

من جانبه، يقول والده ميثم محمد إنه حاول الاهتمام به من خلال وضعه في معهد الرجاء التابع لدائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة لكن المعهد يشترط لحالة مصطفى وجود شخص يرافقه ويبقى معه ليألف أجواء المعهد كونه دائم الحركة ولايمكن السيطرة عليه، وهو أمر بحسب والده صعب لأنه يعمل كشرطي وواجبه الأمني يأخذ معظم وقته.

ويطالب الجهات الحكومية والمعنية بالنظر لحالته ومنحه التفرغ من عمله لرعاية ابنه وإيصاله وعودته إلى المعهد الذي قال عنه انه لايوفر وسيلة نقل، كما يناشد الجهات الإنسانية وبالأخص المنظمات الأجنبية ذات الخبرات في هذا المجال بالاهتمام بمصطفى من خلال رعاية حالته الإنسانية أو توفير مبالغ لشراء دواءه والمهدئات التي وصفها لابنه الأطباء الاختصاص.

أما عمه عبد الكريم محمد فيقول إن والديّ مصطفى بذلا ما بوسعهما لرعايته من المال والوقت والاهتمام، رغم محدودية دخل والده، لكن الصبي قاصر العقل لذا يضعانه أحيانا في القفص حتى لايلحق الأذى بمحيطه، والأهالي والجيران تفهموا لذلك الحل الصعب لمصلحته.

وتفاوتت آراء الأطباء الاختصاص في تحديد نوع المرض المصاب به مصطفى، فبينهم من رأى انه مصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة، وآخرون وبحسب تقاريرهم الطبية أكدوا إصابته إلى حد كبير بالتخلف العقلي واضطراب السلوك، وبالتالي وصفوا له أدوية كانت عبارة عن مهدئات، لكن ما اتفق عليه الجميع أنها حالة ممكن احتوائها عبر مراكز مختصة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة سيما التي تشرف عليها منظمات أجنبية وهو ما تفتقر إليه مدينة البصرة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights