غير مصنف

عِراكٌ تحت القُبّة

عِراكٌ تحت القُبّة
عِراكٌ تحت القُبّة
حميد الطرفي

في الثمانينيات من القرن الماضي أقيم مهرجان شعري لشعراء المهجر العرب الذين شردتهم الأنظمة العلمانية أ و الملكيات غير الدستورية الجائرة في البلدان العربية وكانت جل القصائد تكيل السباب والشتائم وأوسخ الأوصاف لقادة تلك الدول واستخدم وصف ( النعال) – أجل الله القارئين – اكثر من مرة وفي باب قاعة المهرجان سأل إعلاميٌّ أحد الشعراء عن رأيه بالمهرجان فقال : ” إننا نشهد ولادة أدب جديد اسمه أدب النعال ” !!
وبعد أن ضرب منتظر الزيدي الرئيس الامريكي جورج بوش في آخر ولايته واثناء زيارته للعراق انتشر ذلك النوع من الإهانات حتى انتجت إحدى الشركات لعبة خاصة بضرب الأحذية وتواصل الحال الى ان تلقى النائب السابق والوزير الحالي سلمان الجميلي (إطلاقة ) حذاء نسائي من النائبة عالية نصيف . وحين كثر النقد لهذه الظاهرة ارتقى نوابنا الكرام فاستبدلوا الأحذية بقناني المياه المملوءة كلاً أو بعضاً وبحجم نصف لتر او او لتر حسب الغل أو الغضب الذي يحملونه لبعضهم البعض ، واستحت بعض السيدات من ذلك فأُدخل سلاح الكلينس آخر الصرعات . في الآونة الأخيرة تدرب البعض من نوابنا الكرام على القفز فوق المناضد والوصول الى الهدف ( العضو) ليشبعوه لكماً وضرباً بجولةِ صراع لا يسمح بها الحكم المحلي السيد سليم الجبوري ان تدوم اكثر من ربع ساعة بعدها ينسحب الخصوم من الحلبة أو يُصار الى رفع الجلسة . مشاهد تُحزن البعض وتفرح البعض ولكنها حَريّةُ بالتحليل والتوضيح .
– ان يتلاكم نائبان أو يتقاذفا بقناني الماء أهون بكثير من أن يتبادل أفراد حمايتهما أو مؤيدوهما إطلاق النار خارج القاعة أو في الأسواق او شوارع مدينة من مدن العراق . فألف حذاء تحت قبة البرلمان ولا قذيفة واحدة بين المتخاصمين (شركاء الوطن) .
– في دول مثل تركيا وكوريا والبرازيل وغيرها سبقتنا في العمل الديمقراطي وسبقتنا في عراك نوابها تحت القبة وبإمكان أي قارئ أن يرى مشهداً من تلك المشاهد بلمسة شاشة لهاتفه الجوال في محرك صديقنا ( كوكل ) فالحمد لله لسنا وحدنا من يجيد هذه المباراة والمصيبة اذا عمت هانت .
– مشهد العراك ورمي القناني ينبئك بالواقع المعقد الذي تعيشه الكتل السياسية ومناحراتها وتنافسها وهو قد يعني اختلاف المصالح بين المكونات فيكون النواب ممثلون لهذا الاختلاف ليس إلا وقد لا يعني ذلك فهم ولمصالح حزبية ضيقة ينقلون هذا الاختلاف الى المكونات والثاني مرفوض خلقاً وقانوناً والأول في جزء كبير منه يعكس مصالح انتخابية أو عجز عن تغيير الواقع نحو الأفضل فقادة الأمم يفعلون المستحيل من أجل توحيد أممهم وصنع عشرات الأحداث التي تؤسس وترصن هذه الوحدة أما العاجزون فيعيشون على الخلاف والتناحر .
– الإختلاف سنة البشر ولا برلمان من غير اختلاف في وجهات النظر واختلاف البرلمان روح وحيوية وانتاج وابداع وتطوير وتقويم نحو الأفضل ولكنه اختلاف تحت سقف المصالح العامة للشعب أو اختلاف تحت دستور الدولة وهيبتها أو اختلاف لا خلاف يعطل سير المؤسسة التشريعية ويشل حركتها فمع كل مشروع او اقتراح او استجواب يتحضر الفريقان لجولة من العراك وفي المستقبل يتطور الحال فالمستجوِ ب ولكي يضمن سلامته يتدرع بدرع من الحديد تحت ملابسه ويضع ( بوكس حديد ) في أصابعه لا تكشفه أجهزة كشف المتفجرات أثناء دخوله القبة خاصةً وان هذه الأجهزة زائفة من أصلها !!! مستقبل لا نتمناه لمجلس النواب العراقي .
– قواعد السلوك مبدأ سرت عليه العديد من البرلمانات ولكل عمل حدود فاطلاق حرية النائب تحت القبة ليس امراً صحيحاً فبعض النواب سيعتبر دعايته في الانتخابات عدد اللكمات التي وجهها لنائب من الكرد او العرب !!! وتلك طامة كبرى في العمل النيابي .
-عدد المصارعين والملاكمين في مجلس نوابنا قليل ولكن للأسف فإنهم ذوو صوت مسموع ورأي مُتبَع ويمررون بعض القرارات بالصوت العالي أو باللكمات أو حتى بطريقة بث الرهبة في نفوس الآخرين من النواب وذلك أسوأ ما في الظاهرة ، فإهانة نائب وضربه بين زملائه وتنتهي بطريقة ( بوس عمك) قد تدفع كل ذي رأي الى تجنب الادلاء برأيه هذا ناهيك عما إذا كان يتبع قنينة الماء داخل القبة ايحاء برصاصة خارجها لا قدّر الله

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights