اخبار العراق

غموض يسود جريمة خطف 17 سائقا في ناحية “الرحالية”

شبكة عراق الخير:

ساد غموض جريمة خطف 17 سائقا في ناحية “الرحالية” بمحافظة الانبار، خيوط احداث الاختطاف لم تتضح، في الوقت الذي لم تتبنى أي جهة مسؤوليتها، اذا رجح البعض ان “داعش”، من تقف خلف هذا الحادث، وسط انباء متضاربة، وتداعيات ومطالب أثيرت للرأي العام حول هذه القضية، بعد مرور اسبوعا كاملا على الاختطاف.

في (15/شباط)، أقدمت مسلحون مجهولون على اختطاف 17 سائق شاحنة في منطقة جسر الروضة التابعة لـ ناحية “الرحالية” في محافظة الانبار، ومعظمهم من أهالي منطقة الشعلة “ببغداد”، عندما كانوا متوجهين لتقديم المساعدات لإغاثة النازحين في الانبار.

وسرعان ما انتشرت هذه الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أحدثت سيلا من المطالبات الى الحكومة والأجهزة الأمنية من قبل النشطاء والكتاب الى التدخل السريع في كشف ملابسات هذه الحادثة، في الوقت الذي تشهد المحافظة تطهيرا تاما من التنظيمات الإرهابية، كون هذه القضية ينتابها نوعا من الضبابية والتعتيم.

وفي الوقت ذاته، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، اذ كشف الكاتب والناشط الإعلامي “عباس عبود”، ملابسات حول هذه الحادثة، موضحا عبر صفحته انه ” وردني توضيح مهم بخصوص اختطاف سواق الشاحنات في منطقة جسر الروضة التابعة لناحية الرحالية في محافظة الانبار في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا”، مضيفا بان “سيارتين نوع بيكاب نيسان يستقلها مسلحون يرتدون الزِّي العسكري وجميعهم ملثمين عددهم من ٨ إلى ١٠ اشخاص قد دخلت الى منطقة جسر الروضه التي تبعد ٢٤كم عن ناحية الرحالية وقاموا بخطف السائقين لتلك الشاحنات”، مؤكدا ان” الخاطفين هربوا الى عمق الباديه باتجاه منطقة صحيل”.

هذه الحادثة أحدثت الكثير من الردود الأفعال على مستوى الكتل السياسية، وقد اعتبر النائب عن كتلة بدر النيابية “حنين قدو”، في تصريح صحفي بان “الموضوع خطير في الوقت الذي لا لايثير بعض القوى السياسية ولم يعطوا له أهمية”، مضيفا بانه “كان من المفروض ان يكون هناك وقفة قوية من قبل مجلس النواب العراقي او الحكومة والسلطة التنفيذية اتجاه من تم خطفهم وكذلك اتجاه الجهات التي قامت بخطفهم”، مشيرا الى انه”هناك بعض الخلايا النائمة التي تعمل وتحاول بقدر الامكان ان تستهدف أمن واستقرار محافظة الانبار وكذلك سوف تحاول استهداف امن واستقرار العاصمة بغداد”.

فيما عبرت النائبة حنان الفتلاوي عن “الصمت الغريب على هذه القضية”، مبينة أن “هؤلاء الابرياء تم اختطافهم لدى تلبيتهم دعوة غداء في أحد الدور على الطريق، ولم يصدر اي موقف حكومي ولا نعلم هل هناك اجراءات وتفتيش وتحقيق لغرض معرفة مصيرهم، فهؤلاء اصحاب عوائل وعوائلهم تنتظر وسط صمت وتغييب مخجل من جميع الاطراف الحكومية والأمنية”.

اما لجنة حقوق الانسان النيابية، طالبت السلطة التنفيذية في بغداد والانبار والحشد العشائري بالكشف عن مصير المختطفين بـ أسرع وقت وتسليم الجناة إلى العدالة.

وقالت عضو لجنة، ختام الربيعي : أن “التغاضي عن هذه الحوادث ستدفع البلاد إلى العودة في أتون الحرب الأهلية”.

بدورة أكد مجلس محافظة الانبار ان اللجان التحقيقية الاستقصائية في جريمة اختطاف 17 سائقا في محافظة الانبار “لم تتوصل إلى شيء”، مطالبا الحكومة بالتحرك وتوضيح ما جرى للسائقين.

اما المتحدث باسم المجلس عيد عماش، فقال :ان “اللجان التحقيقية التي شكلتها المحافظة لم تتوصل إلى جديد”، موضحا ان “اللجان اعتمدت على روايات مختلفة، فالبعض يقول أنهم اختطفوا في الصحراء الواقعة بين الرحالية والرمادي والتي تمتد بمسافة كبيرة تقدر بحوالي 60 كيلو متر”، مضيفا أن “الجيش العراقي بيَّن أن الحشد الشعبي والعشائري هو الذي يمسكك بزمام الأمور في الصحراء، ورد الحشد بأنه لا يملك صلاحية لاعتقال أحد هناك أو التدخل بشؤون السائقين”، مشيرا إلى أن “الأمر العجيب في عملية الاختطاف هذه، أن الخاطفين الى الآن لم يساموا مثلا أو يطالبوا بشيء أو يعرفوا عن أنفسهم”، متسائلا  “هل انشقت الأرض وابتلعتهم، ام سحبوا الى السماء؟”.

اما مدير ناحية الرحالية مؤيد فرحان فقد أكد :ان “التحقيقات جارية لمعرفة مصير المختطفين والجهة المسؤولة عن عملية الخطف، وليس هناك أي مؤشر حتى الآن عنها، مشيرا إلى أن المنطقة مفتوحة من كل الجهات على مساحات واسعة”، مضيفا ان “الخاطفين تركوا الشاحنات المحملة بمساعدات للنازحين، بعد أن اقتادوا السواق إلى جهة مجهولة، والشاحنات الآن هي بحوزة القوات الأمنية”.

وبعد الغوص في ملابسات هذه الجريمة، اتضح اليوم، شيئا من بصيص مصير المخطوفين، إذا كشف مصدر أمنى في قيادة عمليات الانبار، عن إطلاق سراح اثنين من المختطفين من سائقي الشاحنات الذين تم اختطافهم في ناحية الرحالية شمال الرمادي بعد دفع فدية مالية الى الخاطفين.

المصدر قال ان “عناصر مسلحة مجهولة الهوية اطلقت سراح اثنين من سائقي الشاحنات بعد دفع فدية مالية الى الخاطفين تقدر بـ 50 مليون دينار تقريبا”، مضيفا ان “القوات العراقية الموجودة في ناحية النخيب استلمت المخطوفين الاثنين بعد وصولهم للقوات الامنية ومعرفة هويتهم والعمل جاري لايصالهم الى ذويهم في العاصمة بغداد”. لافتا الى وجود تفاوض مع الخاطفين عن طريق ذوي المختطفين لدفع مبالغ مالية كبيرة لاطلاق سراحهم”.

 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights