في سقوط الدول وبناء أخرى تحل محلها تختل أنظمة الأمن

شبكة عراق الخير : متابعة

د حميد الطرفي

في سقوط الدول وبناء أخرى تحل محلها تختل أنظمة الأمن ، وترتخي قبضة السلطة ، وتنتشر بحبوحة من الحرية ، وبحبوحة أخرى من الفوضى ، ومثلما يجد المخلصون فرصةً في نشر الفضيلة وبناء الدولة وارساء قواعد الحق والقيم النبيلة يجد السارقون فرصةً في سرقة المال العام أو الخاص ، ومخالفة القانون ، ونشر الرذيلة وما ساء من الأخلاق ، وبين هؤلاء وأولئك يجد أصحاب الحاجات وذوي العوز والفاقة الذين تقف القوانين حائلاً دون الحصول على حاجاتهم فرصةً في تحقيقها ولو خلاف القانون فصاحب الحاجة أعمى لا يرى الا قضاءها . وكلما كانت ولادة الدولة الجديدة أو النظام الجديد عسيرة ، كلما طال أمد السارقين والمارقين . حتى إذا نبت غرسها واشتد عودها ( أي الدولة ) عاد كل شيء إلى محله فضاق المارقون بقيود القوانين والأنظمة وانبسط الملتزمون وفرح أهل الحق والقسط . فمتى يشتد عود دولتنا ؟ نحن ننتظر .