اخبار رياضية

كاظم الربيعي .. مدربا لتشرين السوري !!

شبكة عراق الخير : حسين الذكر

من مهازل القدر الديمقراطي ان تكن العقول العلمية ( اوت ) خارج اللعبة ومقتضياتها ، بعد ان وعوا وتعلموا وتخرجوا ودربوا ودرسوا وحاضروا لسنوات وعقود حتى تقاعدوا ، ليروا انفسهم بعيدا عن الوسط تائهين لا يسال عليهم احد .. برغم كل ما يحملوا من علوم وخبرات حصيلة جهود وسنوات وعمل وميدان جدي تستغله الدول المتحضرة كل في اختصاصه ، الا في العراق فقد اصبح العلماء خارج النص والعميلة برمتها ، بعد ان تم استبعادهم بشكل ممنهج من اغلب ان لم يكن جميع المؤسسات التي اصبحوا عالة فيها على رؤسائهم ، ممن اتاح لهم قدر الديمقراطية والانفلات فرصة التبوء فغدوا يستهجنوا حد المقت كل من يحسوا بانه افضل منهم .

في الدول المتطورة بجميع المجالات يكون متصب المستشار عندهم ذا قيمة عليا ومهنية حقيقية وبخدمات جليلة ، قد تقف عليها الدولة برمتها احيانا ، لذا فهم يستفيدوا من اصحاب الخبرات والمتمرسين ليكونوا مستشارين حقيقين للرؤساء الشباب الجدد ، الا في عراقنا للاسف الشديد اصبح منصب المستشار فخريا يمنح الى الاقارب والاصدقاء او اي علاقة اخرى ، الغرض منها سد منصب وظيفي شاغر ، يعتقدوه كمالي تجميلي ليس الا وبراتب جيد ، لذا يبقى اصحاب القرار هم المسيطرون بدون استشارة حقيقية فعلية علمية ، بعد ان تحول المستشار من صاحب الفهم المهني الاعلى ، الى مجرد موظفا مهمته الصمت ومباركة واحيانا التصفيق والتسويق للسيد المسؤول .
في عراقنا الرياضي وفي الجانب الرياضي منه عامة والكروي خاصة نمتلك العديد من اصحاب الشهادات العليا والتجربة والخبرة الميدانية المعززة بالعلم ، ممن تقاعد منهم او ما زال في سلك التدريس الاكاديمي ، لكنهم اصبحوا بعيدا عن ميدان لعبتهم المفضلة ، التي لم يعد يستشيرهم او يسالهم او يعتمدهم احد فيها ، الا من باب المجاملة وسد ثغر ما ، ولاسقاط الفرض وابعاد الشبهات والتساؤلات والضغو طات الاعلامية .. فيما العقول العلمية غدت فعلا خارج العملية برمتها، لا حول ولا قوة لهم فيما يجري من هدم ودمار وضياع ، دون ان يكن لهم اي قدرة على التغيير .. هذا يشمل اغلب المؤسسات العراقية وليس الرياضية منها فحسب …
قبل ايام اتصل مدير نادي تشرين السوري بالدكتور كاظم الربيعي الاستاذ والمحاضر الاسيوي ومدرب المنتخبات ولالاندية الجماهيرية والمحترف بمحطات متعددة والمعروف بخلقه واستقامته وعلميته ونزاهته ، التي لا يختلف عليها من قبل اصحاب الاختصاص ، وقد تم الاتفاق بين النادي والربيعي لغرض الاشراف وقيادة الفريق السوري ، الذي يحتل مركز منافس في الدوري وهو من فرق المقدمة الجماهيرية وان اجل البت في العملية لوقت اخر لظروف خاصة بالربيعي والنادي السوري ، في وقت ما زال الربيعي بعيدا عن تدريب الاندية العراقية ، التي للاسف الشديد ابتعدت عن بعض الرموز والكفائات واتخذت منحى اخر ! تقع فيه من فشل الى فشل ومن عقد الى عقد ومن هدر مليارات الى هدر اخر ، دون ان تحقق شيء .. دون ان يسالهم على ذلك احد ، بعد ان صارت المؤسسة بواد والنادي بواد لا يهمهم فيه ، الا حلب المؤسسة ومن فيها ..
عشرات المدربين العراقيين من صاحب القدرة والكفاءاة معطلين عن العمل في الاندية والمنتخبات والمؤسسات في وقت اتيحت الفرص حتى لمن هم مستجدين في عالم الرياضة واللعبة .. وهذا سبب اخر يفسر غياب العراق عن كاس العالم او البطولات الاسيوية والدولية الكبرى وغياب صناعة النجوم وغير ذلك الكثير ما يمكن ان ندرجه تحت عنوان محاربة العلماء !! 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights