مقالات

كل مافي الوطن عزيز ..فلاتستهينوا بالاثار وتفجيرها .

كل مافي الوطن عزيز ..فلاتستهينوا بالاثار وتفجيرها .

شبكة عراق الخير : رياض العبيدي

 لقد عرّف الوطن بجملة من التعاريف ولكنها اجتمعت كلها على انه (بقعة من الارض يعيش عليها مجموعة من البشر تربط فيما بينهم روابط عديدة منها اللغة والدين والتاريخ والمصير المشترك ….الخ)كما له حدود تفصله عن الدول الاخرى التي تجاوره .هذا باختصار مفهوم الوطن والذي يكون الانسان فيه هو الغاية والهدف كونه يعد صاحب التكريم الاول ربما الاكبر على الارض من قبل الله عز وجل والذي فضله على سائر المخلوقات وسخر وجعل له كل شيء تحت تصرفه وخدمته ,قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}[الإسراء:70], ولان التاريخ هو خير شاهد على وجود الانسان في حقبة زمنية ومكانية محددة ,ولانه الدلالة الصريحة على حقيقة ماقدمته الامم السالفة الى الانسانية ,ولانه الماضي الذي تستلهم الاجيال منه الدروس والعبر, لذلك لابد من المحافظة عليه من خلال المحافظة على اثاره الموجودة على الارض ولازالت شاخصة تحكي قصة اجداد كانو هنا ..
ربما من المؤشرات السلبية التي تؤشر علينا من قبل الشعوب واصحاب القلم والقراء وحتى اجيالنا هو اهتمامنا بالتاريخ اهتماما لايتناسب وتاخر العرب عن باقي الامم في كل المجالات ,والبعض يحصر ذلك الاهتمام والتعكز على عصا التاريخ وانجازات الاجداد هو بسبب عجز الانسان العربي اليوم عن مواكبة التطور وفشله في صناعة حاضر وحضارة تساهم في خدمة الانسانية الى جنب االشعوب التي تسجل اليوم مستوى عالي ومتطور في كل المجالات التي ترتقي بالانسان وتمكنه من مواكبة الحاضر والمتغيرات التي طرات على واقعه ,فحضارة الامم تقاس وتعرف بدرجة تمدنها وبما تقدمه من جهود انسانية وبما تضيفه من منجزات علمية تسهم في خدمة الانسان وسعادته من دون النظر الى دينه وقوميته ولونه ,وما الاثار العمرانية والحضارية التي تتوافر عليها الشعوب اليوم الا دليلا على ماقدمته واضافته واسهمت به على مر عصورها .
اننا كشعب عراقي لنا الحق في ان نفتخر بتاريخنا وحضاراتنا لاننا جزأ من امة لها باع طويل في صنع حضارة العالم في ازمنة غابرة ,نعم لنا الفضل وتلك حقيقة لايغيرها تكاسلنا وفشلنا واهمالنا اليوم في صناعة حاضر يزهر بالتطور العلمي والثقافي والعمراني والتكنلوجي ,واثارنا تدل على ذلك على الرغم من اننا نجهل القيمة التي تمثلها اثارنا التي تعرضت بالامس واليوم الى جملة من وسائل العدوان اولها منا كشعب عراقي وثانيا من عصابات تكفيرية وحشية استحلت اجزاء مهمة من ارض العراق وبسبب تخاذل وخيانة بعض الساسة والحكام والقادة في المؤسسة العسكرية من الذين جاء بهم الزمن الصعب .
ان استخفافنا باثار العراق هو استخفاف بتاريخ وحضارة ,والاستخفاف بالتاريخ والحضارة هو استخفاف بقيمتنا وكنزنا وارثنا الذي لو كنا احسنا الاهتمام به لكان اليوم هو بمثابة (نفطنا الحاضر والقادم الذي لن ينضب )على الرغم من ان نفطنا للحاكم المستبد في كل زمان ولكن هذا لايعني اننا نهمل اثارنا وتاريخنا وحضارتنا تحت اي ظرف .
ان الانسان هو قيمة عليا, وحياته فوق كل اعتبار, ودمه هو الجزء المقدس الذي لابد من المحافظة عليه ,وشهدائنا هم موضع حزننا وفخرنا في نفس الوقت ,ولكن في ذات الوقت فالارض كذلك مقدسة والوطن مقدس ودونهما النفس والدم ,وهذا مايفسر بذل الانفس والارواح اليوم من قبل الشرفاء من ابناء العراق الحبيب ,وما ردّت الفعل الغاضبة والمتباينة اليوم اتجاه تفجير جامع النوري ومأذنة الحدباء الا دليلا على الشعور بالمسؤولية الانسانية والوطنية تجاه فقدان هذا الكنز الثمين الذي طالما اهتم به الاجداد وحافظوا عليه ليصلنا سالما نفتخر به امام الشعوب والامم ,,لذلك علينا ان لانستهين بهذا الارث بردة غضب نتيجة الارواح الغالية التي راحت نتيجة دفاعها عن ارض العراق المغتصبة كما لاتجعلنا خسائرنا البشرية الغالية امام مقارنة بين الشهداء وقيمتهم العليا وبين الاثار التاريخية التي فقدناها في اجزاء العراق المتعدددة والموصل على وجه التحديد ,مقارنة تجعلنا نستخف بالاثار وقيمتها المعنوية والمادية ,نعم الانسان قيمة عليا ,ولكن بذات الوقت اثارنا قيمة عليا ايضا ويحزننا فقدانها ,كما انها (اثارنا )تعد رمزا يميز بها المدينة عن الاخرى ,وان فيها اشارة بل اسم لمدن اقترن تعريفها بتلك الاثار ,فان قيل النجف فانها تعني علي (ع) وما ادارك ماعلي ,وان قيل بغداد قيل الكاظمين (ع) وكذلك كربلاء الحسين والعباس والشهداء (عليهم السلام ,وسامراء والعسكريين والملوية والتاريخ والحضارة ,والى اخر الاثار التي ميزت الواحدة عن الاخرى وكلها في عين الشعب شمس لاتغيب ,ومايحز في النفس اننا نفقد كنزا من الكنوز تارة بالهدم مثلما يجري لبعض البيوت الاثرية في بغداد وغيرها وتارة بالتفجير ومابين هذا وذاك الاهمال الواضح من قبل الحكومة العراقية منذ عهد الطاغية صدام حسين الذي حول اثارنا الى قلاع وقصور يرضي بها غروره والى يومنا هذا الذي يجعلنا وجه لوجه امام ثروة وطنية او بشكل ادق امام ماتبقى من ثروة وطنية ,نحن امام مسؤولية الحفاظ على اثارنا التي يجب ان توضع على سلم الاوليات لاستثمارها معرفيا واقتصاديا
ان هدم جامع النوري وملوية الحدباء ومن قبله جامع النبي يونس (عليه السلام ) والنمرود لشيء محزن ولابد من اثبات تحدينا للارهاب والارهابيين من خلال اعادة بناء ماتهدم بفعل الارهاب وتلك مسؤولية وزارة السياحة بشكل مباشرلانها المنوطة بالمحافظة عليها من خلال توفير سبل حمايتها من العبث واعادة ترميمها بمالايقدح باصل فنها ومعلمها التاريخي هذا اولا وثانيا وتكثيف برامجها الاعلامية وبرامجها التوعوية التي تساهم في رفع المستوى الثقافي والمعرفي عند المواطن والتي تبين له اهمية الاثار التي وصلتنا سالمة فاستلمناها عن الاجداد ولكن للاسف استلمناها بفهم خاطيء ومنقوص لايرقى الى قيمتها الحقيقية ومكانتها التاريخية والدينية, لذلك نجدها اليوم مجهولة غريبة عن مفاهيم واهتمامات الاجيال .
ان الصورة الجميلة للعراق لن تكتمل من دون تاريخنا والذي يمثله هذه الاثار القيّمة والثمينة وكما قيل (هذا العراق ..وهذه اثارنا تدل علينا )
رحم الله شهدائنا وشافى جرحانا وما النصر الا من عند الله.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights