اخبار العراق

مادا سيحدث اذا انهار سد الموصل؟ “حقائق مرعبه لجميع المحافظات “!

تشير مصادر إلى إمكانية انهيار سدّ الموصل، أكبر سدّ في العراق، ورابع أضخم السدود في الشرق الأوسط.

ولأخذ فكرة عن الموضوع، علينا أن نتحدث عن السد قليلا، حيث شُيّد السد على مجرى نهر دجلة وتم تدشينه في العام ١٩٨٦ بكلفة ناهزت ١,٥ مليار دولار، حيث يربو ارتفاعه عن ١١٣ متراً ويصل طوله إلى نحو ٣,٤ كم، ويحجز السد خلفه بحيرةً شاسعةً وخزاناً ضخماً يضم حوالي ٨ مليار متر مكعب من المياه وعلى ارتفاع ٣٠٠ متراً.

ظهر لدى الخبراء، بحسب د.شكري الحسن، الخبير البيئي، أنّ أن السد الذي شيد فوق تكوين جيولوجي من صخور الكارست، لم يكن قد استند في الواقع إلى أرضية قوية تماماً للتحمّل، وهذا يتطلب تدعيم قواعده الرخوة من خلال حقنه بالخرسانة باستمرار، لكن في ظل ظروف أمنية وسياسية غير مستقرة تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات وبسبب انشغال الحكومة عن المشكلة لأسباب عدة، بات من الصعب المواظبة على تدعيم أساسات السد، حتى بلغ السد اليوم مرحلة خطيرة تنبأ باحتمالية تصدعه وانهياره في أية لحظة يصل فيها ثقل المياه المخزونة وضغطها إلى نقطة اللاتحمّل Overloaded.

ويلفت الحسن، إلى أنه في حال انهيار سد الموصل فإنّ طوفاناً Flash flood عارماً وهادراً وخاطفاً ومرعباً سينطلق وبارتفاع يبلغ نحو ١١٠ متراً، (بحسب توقع الخبراء)، وسيغمر في غضون ساعتين فقط مدينة الموصل بالكامل التي لا تبعد عن السد سوى ٣٠ كم، ومن المتوقع (بحسب بعض التقديرات) أن يؤدي ذلك إلى مقتل نحو مليون شخص من أهالي الموصل على الفور.

سوف يستمر الطوفان الهائج دون توقف عبر مجرى دجلة الأدنى Downstream والضفاف المحيطة به، ليكتسح كل المدن والقرى التي تصادفه في طريقه.. حتى يداهم العاصمة بغداد ويُغرق كل المناطق المنخفضة فيها متسبباً بمقتل الآلاف ونزوح الملايين ودماراً هائلاً للممتلكات.

الفريق الهندسي الأمريكي، وبحسب مصادر تحدثت لـ”الغد برس” ورفضت الكشف عن اسمها، لفت الى أن الفيضان المُحتمل سيمحو صلاح الدين بشكل كامل، ومساحاتٍ أخرى من المحافظات المجاورة، وفي حال وصوله الى بغداد فإنه سيدمّر جانب الكرخ بشكلٍ كامل، و30% من الرصافة.

ومع استمرار موجة الطوفان بالاتجاه جنوباً تماشياً مع انخفاض منسوب الأرض والمنحدر الهيدروليكي لحوض دجلة، سوف يحل الخراب بالكثير من مناطق وسط وجنوبي العراق.. حتى يصل أخيراً إلى البصرة.

يتوقع الفريق الهندسي الأمريكي أنّ أكثر من مليونيْ بغداديّ من أصل الـ 7 ملايين و500 في العاصمة سيلقون حتفهم، وستتزايد الأعداد ما بعد الفيضان بسبب الجوع والأمراض.

سيصل الطوفان حتى البصرة وقد فقد قدراً كبيراً من كتلته المائية وخرّت قواه وضعفت طاقته الكامنة كثيراً، بسبب طول المسافة التي قطعها (٩٥٠كم)، لكنه مع ذلك ربما لم يزل يحتفظ بعد بفعله المخرب.

يدخل ما تبقى من مياه طوفان سد الموصل إلى البصرة عن طريق مجرى دجلة الذي يرتبط بنهر شط العرب بمنطقة القرنة.. وهنا ينخفض منسوب الأرض باتجاه الجنوب من حوالي ٤,٥م إلى أقل من ٠,٥م فقط.. وهذا الانبساط قد يعمل على انغمار مناطق كتوف الأنهار بالمياه.. ولأن معظم التجمعات والمستوطنات البشرية (النشوة، القرنة، الشافي، الدير، الهارثة، مركز البصرة، التنومة، أبي الخصيب، السيبة، الفاو) تقع على مسار الطوفان.. فمن المتوقع أن لا يقل الضرر جسامةً عن المناطق الواقعة في الجزء الأعلى من مجرى النهر Upstream.

لكن سكان البصرة سيكون لديهم الوقت الكافي للهرب أو لأخذ التدابير اللازمة (يومان أو ثلاثة أو أكثر).. بعكس سكان الموصل أو بغداد.. لذا من غير المرجح أن تكون الخسائر فادحة في الأرواح.. لكن الأضرار الأخرى ستكون شديدة الوقع عليهم.

إذ من المرجح أن ترتفع مناسيب مياه دجلة وشط العرب بقليل عن ضفافهما، ولكنها ستفيض حتماً إلى المناطق المجاورة، وأن هذا الفيضان (المنخفض المنسوب لكن الواسع الانتشار) قد يدفع بأكثر من مليوني نسمة في البصرة إلى النزوح صوب المناطق الأكثر ارتفاعاً (ربما إلى الزبير مثلاً).

وكالات

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights