فن

مهرجان بابل الدولي للثقافة والفنون مابين عام 1985 و2017

شبكة عراق الخير:

في عام 1985 انطلقت اول نسخة من مهرجان بابل الدولي للثقافة والفنون العالمي، والذي اقيم

على مدرجات مدينة بابل الاثرية، وقد حظي باستضافة العديد من الفرق العراقية والأجنبية التي

تقوم بعروض فنية وموسيقية متنوعة ضمن فترة المهرجان، وكان يديره نقيب الفنانين الأسبق

داود القيسي، ليستمر تنظيمه سنويا حتى توقف عام 2003، بسبب الحرب على العراق وما

خلفته من تدهور أمني، ليعود مجددا بعد ثمان سنوات على توقفه، حيث انطلقت اول نسخة عام

2011، تحت اشراف الحكومة العراقية ليستمر الى العام الحالي دون انقطاع.

وانطلقت يوم الجمعه الماضية اولى فعاليات مهرجان بابل الدولي للثقافة والفنون والعالمي

بنسخته السادسة، وبمشاركة عربية ودولية، اذ تستمر فعاليات المهرجان ثمانية أيام، وسميت

هذه النسخة بدورة “نصر الموصل أشور في بابل”، بمشاركات دول من بريطانيا وفرنسا وايطاليا

وسوريا ومصر ولبنان وإيران والكويت، وغيرها من الدول التي وجهت لها دعوات المشاركة.

في الحقبة الزمنية التي حكمت العراق سابقا، تحديدا في نظام صدام حسين، كانت تقتصر

فعاليات المهرجان بالطرب والموسيقى والشعر، دون استعراض الهوية البابلية الحقيقية للوافدين

الى بابل من خلال المهرجان، اما اليوم هي نفس النسق ونفس العروض التي كانت تطلق سابقا

لتبقى بابل كما هو عليه سابقا وحاضرا. هذا ما أكد عليه عضو مجلس محافظة بابل احمد

الغريباوي عبر انتقاده لفعاليات المهرجان.

وبابل هي دولة بلاد ما بين النهرين والتي أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وأصدر قانونه (شريعة

حمورابي)، لتكون امبراطورية تحكم العالم باسره، حيث كانت تمتد مساحتها الى فلسطين وصولا

بالحدود المصرية. والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن

في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.

ويقول الغريباوي في تصريح صحافي، انه “كنا نتمنى على الجميع من يريد لبابل حضارتها وتراثها

ان تحضوا في مهرجانها بمناقشات علمية ليتعرف العالم عليها كيف وصلت بابل الى اوج عظمتها”،

مضيفا انه “لو كان هذا المهرجان بطريقة أخرى لكان افضل وبابل هي تراث عالمي ولا يمكن ان

تنحسر ثقاتها عن طريق الغناء، بل من خلال ابراز وجهها الناصع العلمي عن طريق إقامة مؤتمر

علمي”، مؤكدا بانه “كان من الأفضل ان تنحى منحى يبرز وجه بابل الحضاري والارث الثقافي

الكبير من خلال استضافة العلماء والخبراء بالأثار والمختصين والمهتمين بهذا الإرث الكبير، ليتسنى

الى الجميع معرفة واقع بابل والكيفية الالية التي تمكنت به ان تكون امبراطورية التي حكمت

العالم من خلال هذا المهرجان”.

هذا المهرجان الذي تم صرف مبالغة من قبل الحكومة العراقية، اتى من خلال ترتيب النائب

السابق علي الشلاه وان الحكومة المحلية في محافظة بابل ليس لها أي علاقة بهذا المهرجان،

حسب ما أكده احمد الغريباوي، مبينا ان “مجلس بابل ليس له أي علم أو اطلاع على الأموال التي

صرفت على المهرجان، لكنها أكيد مبالغ ضحمة”.

وافتتح مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية السادس، يوم امس،  على المسرح البابلي في

مدينة بابل الاثرية، والذي يمتد للفترة من “17 ـ 24 ” أذار الحالي واستهلت اولى فعالياته قراءة

آي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق ومن ثم النشيد الوطني

العراقي، ومن ثم كلمة رئيس المهرجان علي الشلاه، والذي أشار بها الى “ان العراق بخير وقد

تجاوز المحنة بعودة آشور الى بابل وعودة الموصل عراقية الوجه واللسان”، مبينا ان “انطلاق

المهرجان من ارض بابل خير دليل على قدم ثقافة العراق وحضارته ومهرجاننا هذا يعد تظاهرة

ثقافية وفنية من قبل اغلبية الشعب العراقي ضد العنف والتطرف، والثقافة والفن هي جزء من

حياة العراقي”.

وحظي المهرجان بحضور واسع من مختلف أطياف الشعب، كذلك حضور معظم الفنانين

والإعلاميين العراقيين بالإضافة الى شخصيات سياسية واجتماعية، وعلى هامش الافتتاح تم

افتتاح معرضا للرسم التشكيلي ومشاركة المركز الوطني العراقي للنماذج المصغرة بعرض نماذج

مصغرة للسيارات القديمة والحديثة في العراق، من صنع الموهوب صادق محمد رضا ومعرضا

للنحات حسن فؤاد علي اعمالا فنية من خردة الحديد والنقش على الخشب.

 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights