اخبار العراق

موصلّي يرصد جرائم داعش بعد اكثر من 500 يوم على احتلالها

شبكة عراق الخير : متابعة

يمر على ذكرى سيطرة تنظيم داعش على الموصل أكثر من 500 يوم , تخللتها ابشع انواع التعامل والقتل والتنكيل بمن خالفهم في العقيدة أو التوجّه , حتى بلغ الأذى البشر والحجر , من الاقليات الدينية وأتباع المذاهب المخالفة للفكر التكفيري وصولا الى هدم الآثار , وفرض اقامة جبرية على من بقي في المدينة .

وقام المدون الموصلي الذي ينشر تحت اسم “موريس موليتون” , وبالتزامن مع احتفالات راس السنة الميلادية , بتلخيص سلوكيات التنظيم وأبرز احداث الموصل من خلال احصائية بعنوان ” اليوم هو السابع بعد المائة الخامسة لاحتلال الموصل ” , للفت الانتباه الى المدينة , خصوصا مع الاخبار القادمة من الانبار ومركزها الرمادي .

ويقول المدون الموصلي لـ”وسائل اعلام ” , ان ” 507 يوم مرت منذ بدأت (قوات الاحتلال الاسلامية) اقتحام مدينة الموصل وضواحيها , حيث استمرت المعركة ثلاثة ايام، وفي اليوم الرابع سقطت المدينة كاملة بيد قوات احتلال من جنسيات متعددة يحملون ايدولوجية دينية تستند الى مفاهيم الجهاد الاسلامي ” .

ويضيف ان ” التنظيم أعلن عن قانون الاحتلال الذي اطلق عليه (وثيقة المدينة) في يوم الثالث عشر من حزيران , وتضمن القانون 16 بندا ينظم فيها الاحتلال اليات وطريقة ادارة المدينة” , مشيرا الى ان ” التنظيم ومنذ تلك اللحظة أعلن عن ما اسماه (دولته الاسلامية في العراق والشام) وربطوا نينوى مع بلاد الشام بما أسموه (كسر حدود)”.

واستطاعت “قوات الاحتلال” بحسب المدوّن من ” تنفيذ مباديء الوثيقة خلال عام ونصف، اعدموا اكثر من 5000 مواطن من المدينة، وأخرجوا المسيحيين منها، وصادروا املاكهم، وقاموا بسبي النساء وحرق المنازل وتهديمها وتشريد اهلها في سنجار، وهجروا الشيعة من الموصل وقراها، واصدروا احكام بتكفير كل من يخالفهم، ووضعوا اكثر من مليوني مواطن تحت الاقامة الجبرية في المدينة، واعلنوا حدودهم حدود دم تسمى “دار الاسلام” وما سواها “دار الحرب” ومن يخرج من هذه الارض يبيحون دمه وماله وعرضه”.

كما وقام بـ ” سرقة ما يقارب 400 مليون دولار من بنوك مدينة الموصل، واستباحة الأموال ” , وفي غضون ذلك اعلن التنظيم عن تنصيبه قائدا عسكريا تحت مسمى ” الوالي ” , وهو رضوان الحمدوني ، والذي قتل في غارة جوية في الموصل بعد اشهر من ادارته العسكرية للمدينة ، ليعقبه والٍ آخر من قبيلة الجبور ، ثم قتل في غارة عسكرية في الموصل ، فاعقبه معمر توحلة واليا على الموصل ثم عزلته سلطات الاحتلال بتهمة الاختلاس ، ثم عينوا واليا آخر يعتقد انه من قبيلة الجبور ايضا “.

وقام التنظيم بتقسيم المدينة بين القبائل المتحالفة معهم، واهم القبائل التي ساندتهم هي : الحمدون وحازوا على مناطق واسعة من الموصل مثل مشيرفة و حليلة وبادوش ومناطق قريبة منها، وقبيلة البو متيوت التي استولت على ادارة سنجار، وقبيلة البو حمد التي تسلمت ديوان الحسبة و لها نسبة كبيرة في ادارة ديوان الاموال، كما اعطوا لقبيلة الجبور في جنوب الموصل مفازة ادارة قراهم رغم وجود عداء كبير بين القبيلة و سلطات الاحتلال لكن الكثير من ابناءها موالين لهم، كما حصلت قبيلة النعيم على نصيب وافر من سلطة الاحتلال. وكان للاعافرة بقبائلهم المنتشرة في الفاضلية وتلعفر غنيمة لا توازي غنيمة القبائل العربية فتسلموا مناصب الاموال وادارة المسروقات ولهم سطوة كبيرة في السلطة ” ، اضافة الى قبائل أخرى صغيرة ارتفعت وازدهرت مع دخول الاحتلال.

كما وعمل على استخدام مباديء القوة المفرطة في تنفيذ اعماله وادارته للمدينة، واعطى صلاحية مطلقة لرجاله الذين يديرون مقاطاعتها، والذين اطلق عليهم “امراء وولاة”.

ويقول موليتون ان ” اليد الضاربة لسلطة الاحتلال هو ديوان انشأه واطلق عليه اسم “ديوان الحسبة” الذي بطش بالناس وفتك بهم واهليهم، وقتل وصلب وجلد واعتقل مئات من المواطنين بشكل يومي” , حيث ” ابتكرت سلطات الاحتلال طريقة لترويع الناس وهي الاعدامات اليومية ، اذ نفذوا مئات الاعدامات بشكل يومي في شوارع المدينة وخاصة في منطقة باب الطوب التي شهدت وحدها اكثر من 1000 عملية اعدام لمواطنين ، وقاموا برمي الشباب من بنايات شاهقة ، وقطعوا الايدي وجلدوهم”.

كما ولم يسلم الحجر من بطش التنظيم من جهته , حيث ” قام التنظيم بتدمير شامل للبنية الحضارية للمدينة، فدمروا كل الشواهد الاشورية القديمة والمساجد والمراقد وحولوا الكنائس الى مساجد او منافذ لبيع المسروقات”.

وكان القائد العام للقوات المسلحة قد أعلن , أيلول الماضي , ان تحرير الموصل سيتم خلال شهر من تاريخ اعلانه , والذي تم عبر القناة الفرنسية (فرنس24) , موعزاً ببدئ الاستعدادات وتوجيه قوة من الجيش والشرطة الاتحادية الى حدود المحافظة , الأمر الذي لم يدم أكثر من شهر , حيث كانت الايام كفيلة بكشف حقيقة ان التنظيم سيبقى أكثر من المدة التي بشر بها العبادي .

 

1978654 10207429612513041 103821988423805337 n

ويقدر عدد المتطوعين بأكثر من 5000 متطوع من داخل الموصل للمشاركة في تحريرها , الى جانب المعسكر الذي اسسه محافظ نينوى السابق ويقوده حالياً اثيل النجيفي , باسم معسكر ” تحرير الموصل ” , وسط تبشيرات بالاقتحام , وتخليص الموصل من الارهاب , خصوصاً مع انباء تحرير مناطق واسعة من الانبار , والانتهاء من الارهاب في مناطق مثل تكريت وجرف الصخر وبيجي ومناطق كبيرة في ديالى . الا ان الحكومة المحلية في الموصل ترى ان عمليات التحضير لتحرير الموصل لا تزال حبرا على ورق .

وسواء انطلقت عمليات تحرير الموصل خلال العام المقبل او لا , فان المعيار الوحيد الذي سيحدد قرار فتح جبهة في المدينة هو اغلاق ملف الجبهات الاخرى , ولعل ابرزها هيت والفلوجة وراوة , وتأمين الانبار , كبرى المحافظات العراقية من حيث المساحة , وهو ما تسعى اليه القوات مشتركة الآن بعمليات اطلق عليها “تحرير الرمادي” , أحد أهم مراكز التنظيم في الانبار الى جانب الفلوجة.

 

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights