شخصية القعقاع بن عمرو الاسطورية do.php?img=7225

الشيخ عقيل الحمداني
روجت الكثير من المناهج المحرفة لشخصية وهمية واسطورية اسمها القعقاع حتى قيل ان صوت القعقاع في الجيش يعدل الفي رجل . والغريب ان من صنع هذه الشخصية الاسطورية وروج لها راوي اسمه سيف بن عمر التميمي الذي قال عنه علماء الجرح والتعديل بانه وضاع كذاب .
سيف بن عمرو ينتمي الى قبيلة تميم وبالتالي اراد سيف بن عمرو ان يجعل حظا أوفر لبني تميم على مساحة التاريخ الشاسعة ,ومن هنا بدأ يبتكر لأن ما دام لبني هاشم بطل شجاع وهمام ومُقتدر اسمه علي بن ابي طالب (صلوات الله عليه) , والنخع لديهم الأشتر النخعي .. فلا بُد ان يكون لتميم حصة وبالتالي اخترع ما يُسمى بالقعقاع بن عمرو التميمي .. اسمع ماذا يقول عن القعقاع كملخص يقول (صحابي , شهد القادسية , وكان سبب النصر في القادسية , واستطاع ان يُثير حفيظة الفرس , وكان يوازي شجاعة خالد بن الوليد).
من القعقاع بن عمرو التميمي ؟ أنا اقول لكل القراء الاعزاء ان القعقاع بن عمرو التميمي هو شخصية مُختلقة اسطورية اختُلِقت في ذهن سيف بن عمرو التميمي وصدرها الى الواقع وتبناها الطبري من جديد والدليل انه الى حد سنة 180 للهجرة التي كان فيها سيف بن عمرو على قيد الحياة أو سنة مئتين لم يذكر أي مصدر من مصادر التاريخ او السيرة او الصحاح شيئ صغيرا عن وجود شخصية تُسمى القعقاع وأنا أنقل لك اسماء بعض مسانيد اهل السيرة والتاريخ : الواقدي لم يذكر عنهُ شيئاً . ابن سعد في الطبقات لو يورد له ترجمة , خليفة ابن الخياط كذلك , المصيبة المُحدثون البخاري ومُسلم ..ونحن نقول ان اول من ذكر القعقاع اعتماداً على سيف بن عمرو هو المؤرخ الطبري , أما الذين سبقوه امثال البخاري الذي توفي سنة 260 في صحيحه ومسلم في صحيحهِ وابن سعد في الطبقات وخليفة ابن خياط في تاريخه والواقدي في سيرتهِ إضافة الى العشرات من اصحاب الصِحاح والسُنن لم يذكروا القعقاع أبداً مما يُدلل على ان القعقاع شخصية اسطورية لم يكن لها وجود اخترعها سيف بن عمرو التميمي من اجل ان يكون هنالك حصة لبني تميم .
صحيح ان اغلب الاعمال الدرامية تعتمد على تاريخ الطبري وابن الأثير , اما لماذا لم ينقل عنهُ الإمام البخاري الذي هو عمدة في قضية الصِحاح والمسانيد ,او مسلم او ابن سعد الذي ترجم لعشرات ممن عاصروا القعقاع بزمنهم .. مثلا خالد بن الوليد يُترجم له والشخصيات الشجاعة أمثال مالك الاشتر النخعي يُترجم له , لماذا ابن سعد في طبقاتهِ لم يُترجم للقعقاع ولم يُشر اليه الإمام البخاري والإمام مسلم في الصحيح ولا في عشرات كُتب التاريخ , كُل الذين اخذوا وترجموا للقعقاع من بعد الإمام الطبري أما قبل سنة 310 فلم يذكره احد ..