((لسان حال)) !
بيني وبينَ اللهِ عَهْدُ تَعَبُّد ِ
مِنْ عالمِ الذَّرِّ الأصيلِ المولِد ِ !
إذْ كنتُ أعْطيتُ الولاءَ لخالِقي
حينَ الشَّهادةُ في (بلى) بِتَوَدُّد ِ !
وأرادَ ربّي أن يُريني قَولَتي
هل في الوَفاءِ أصونُها بِتشَّهُد ِ !
فأتى بِذَرّي لِلحياةِ بِقُدْرَةٍ
فوقَ التُّرابِ بِشاخِصي وتَعَدُّد ِ !
فَخَرَقْتُ عَهْدي لاهِياً بِجهالتي
أوْ بالفُسُوقِ بِرَغْبَتي وَتَعَنُّدي !
وَصَرَخْتُ في بعضِ العُصورِ بِأنَّني
ما شِئْتُ كانَ بِسُلْطَةٍ وتَمَدُّد ِ !
بلْ قُلْتُ أنّي ربُّكُمْ وإلهُكُمْ
أَهَبُ الحياةَ بِشِرْعَتي وتَسَيُّدي !
وكأنَّ حالَ لِسانِ طيرٍ طائِرٍ
انْظُرْ لِنَفْسِكَ يا جَهولُ بِمورِد ِ !
أَوَ ما ترى نومٌ لَديكَ بِليلِها
والتَّعْبُ بادٍ في الحِراكِ بِمَشْهَد ِ !
أَوَ ما ترى جَوعاً لديكَ لِلُقْمَةٍ
وَبرازَ بَطْنُكَ إنْ شَبَعْتَ بِمَقْعَد ِ !
والطّيرُ يُبْدي بالسُّؤالِ كأنَّهُ
بِلِسانٍ حالٍ إذْ يقولُ بِمَقْصَد ِ !
اُنْظُرْ لِنَفْسِكَ في المآلِ وما يلي
هلْ كُنتَ غيرَ تُرابِها المُتَجَسِّد ِ !
تمشي عليها في الحياةِ لِغايَةٍ
وتموتَ فيها كالجهولِ بِمَرْقَد ِ !
واللهُ يَمْدُدُ بالحِبالِ لَعَلَّكُمْ
أبناءُ آدَمَ تَرْغَبونَ لِمَسْجِد ِ !