تحقيقات وتقارير

الولايات المتحدة: ايام عصيبة وزلزال سياسي يدق الابواب

شبكة عراق الخير:

يوم عصيب شهدته العاصمة الامريكية، واشنطن، جراء اقتحام المئات من أنصار ترامب لمبنى الكابيتول مما أدى إلى تعطيل جلسة المصادقة، وسقوط 4 قتلى، بينهم امرأة ماتت متأثرة بجراحها في المستشفى.

وكانت حشودا عديدة قد اقتحمت الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونغرس. قبل أن يصلوا إلى الباحة الرئيسية للمبنى.

ورفعوا أعلاما ولافتات مؤيدة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، مطالبين بإلغاء فوز جو بايدن.

بالمقابل، صف بايدن في كلمة ألقاها أعمال العنف في الكونغرس بـ”التمرد”، ودعا ترامب إلى الطلب من أنصاره وقف “حصارهم”.

وندد أعضاء في الكونغرس بمحاولة “انقلاب”. وغرّد النائب الديمقراطي وليام باسكريل بالقول “نشهد محاولة انقلاب بتشجيع من مجرم البيت الأبيض، لكنّ المحاولة محكوم عليها بالفشل”.

وقالت النائبة ديانا ديغيتي “هذه ليست تظاهرة، إنها محاولة انقلاب” مندّدة “بالفوضى التي خطّط لها رئيسنا”.

واعتبر العديد من أعضاء الكونغرس، من ديمقراطيين وجمهوريين، أن إدانة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لما حدث في مبنى  الكابيتول غير كافية ولم تكن بالشدة المطلوبة، وفقا لما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

ووفقا لمصادر مطلعة فإن مستشار في البيت الأبيض قال إن بعض مساعدي ترامب بدأوا يشعرون بالغضب لعدم قيام الرئيس بالمزيد لوقف التمرد الذي يشهده الكونغرس.

وأشار المصدر إلى أن المساعدين كانوا يتوسلون ترامب لإلقاء كلمة من شأنها تهدئة الأجواء، وقال المصدر: “إنه لا يريد” أن يفعل أكثر مما يفعل الآن، وتابع قائلا: “إذا كان علينا أن ندفعه نحو الحشود الغاضبة، فالآن هو الوقت المناسب”، حسب قوله.

ودعا ترامب أنصاره “للعودة إلى ديارهم”، بعدما اقتحمو مبنى الكابيتول خلال مصادقة الكونغرس بغرفتيه على فوز منافسه جو بايدن في الانتخابات الرئيسية.

وقال ترامب، في تسجيل مصور، “أشعر بألمكم، انتخاباتنا سرقت منا، فوزنا فيها كان ساحقا، والكل يعلم ذلك، لكن عليكم الذهاب إلى دياركم. لابد من أن ننعم بالسلام ونحترم القانون”.

وخاطب ترامب أنصاره قائلا إن أميركا تمر بمرحلة صعبة “لم نشهدها من قبل.. كانت انتخابات مزروة. لكن لا يمكننا أن ننساق وراء هؤلاء الناس.. لقد رأيتم ما حدث والطريقة التي تم بها التعامل مع الآخرين. طريقة سيئة للغاية.. أشعر بكم، لكن اذهبوا إلى منازلكم وانعموا بالسلام”.

وقبل كلمته المصورة، كان ترامب قد دعا أنصاره خلال تجمع أمام البيت الأبيض إلى الاعتراض على المصادقة على فوز بايدن في الجلسة الخاصة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ.

واعتبر المشهد غير مسبوق في العاصمة الأميركية ويعد الاشارة الاولى او زلزال سياسي يهز الاوساط الحكومية في البيت الابيض ، حيث دخل متظاهرون كانوا من بين آلاف المحتجين المؤيدين لترامب في واشنطن، فضلاً عن القاعة المستديرة في الكابيتول حيث استخدم الغاز المسيل للدموع. كذلك اجتاحوا ساحات الكابيتول وشرفاته، ما استدعى إخلاء المبنى بناء على أوامر من الشرطة.

ولاحقا غرد ترامب على توتير”هذه هي الأشياء الأمور تحدث عندما يجري تجريدي من فوز ساحق في الانتخابات بشكل غير رسمي.. عودوا  إلى منازلكم بالحب والسلام “.

بالمقابل رأى العديد من المسؤولين الأميركيين أن ما إدانة ترامب لما حدث غير كافية، وأعطت تبريرات غير منطقية لما أقدم على المقتحمون.

وقال نائب الرئيس، مايك بنس،: “الاحتجاج السلمي حق لكل أميركي لكن هذا الهجوم على الكابيتول لن نتسامح معه وستجري محاكمة المتورطين ضمن حدود القانون”.

من جانبها أوضحت النائبة الجمهورية ليز تشيني أن إدانة ترامب لم تكن كافية، مردفة: “تصريح رئيس الولايات المتحدة ، من وجهة نظري ، كان غير كافٍ تمامًا ، ما فعله وما تسبب فيه هو شيء لم نشهده من قبل في تاريخنا”.

وفي نفس السياق، اعتبر النائب بيتر ميجر أن تصريحات ترامب غير كافية، وأضاف مخاطبا الرئيس الأميركي: “اعترف ببايدن كرئيس منتخب وقم بوضع حد لهذا الجنون “،

وتابع: “حاصر المشاغبون العنيفون مبنى الكابيتول في ظاهرة لا مثيل لها في العصر الحديث. هذه ليست قيادة “.

وعلى نفس المنوال، قال السناتور الجمهوري، بن ساسي : “للأكاذيب عواقب. كان هذا العنف النتيجة الحتمية والقبيحة لإدمان الرئيس على تأجيج الانقسام باستمرار “، وأيده في ذلك النائب الجمهوري  آدم كينزينجز الذي غرد على تويتر: “إنك لا تحمي البلاد”.

ومن جهتها، اعتبرت ، زعيمة ديمقراطية في مجلس النواب،النائبة كاثرين كلارك أن “دونالد ترامب خائن لبلدنا ودستورنا”، و”يجب إقالته من منصبه ومنعه من تعريض بلدنا وشعبنا لمزيد من الأخطار”.

ورفض البيت الأبيض التعليق على تصريحات ترامب، وقالت السكرتيرة الصحفية كايلي ماكناني في تغريدة على تويتر إن الرئيس استدعى الحرس الوطني وخدمات الحماية الفيدرالية الأخرى.

وأردفت: “نكرر دعوة الرئيس ترامب لمناهضة العنف والبقاء سلميين”.

وعلى الصعيد الدولي، دعا  وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أنصار ترامب إلى التوقف عن “الدوس على الديموقراطية”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن  دخول أنصار ترامب مبنى الكابيتول مس خطير بالديموقراطية، متابعا: “نشدد على وجوب احترام رغبة الشعب الأميركي”.

وعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ما حصل في الكابيتول “اعتداء على الديموقراطية الأميركية”، فيما  نوه رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي إلى أن “ما شهده الكابيتول مقلق للغاية”.

وعلقت منظمة العفو الدولية على اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمبنى الكابيتول أثناء مناقشة مجلس الشيوخ لنتائج المجمع الانتخابي، قائلة إن “ترامب حرض على العنف والترهيب”.

وقالت المنظمة في تغريدة عبر “تويتر” إن “ترامب وعبر رفضه قبول نتائج الانتخابات حرض على العنف والترهيب”، مشددة على أن “هذه ليست أفعال قائد، بل أفعال محرض”.

ورأت أن “احتضان ترامب للجماعات المتعصبة للبيض والمتطرفين، أدى إلى زيادة نيران الفوضى والعنف”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights