تحقيقات وتقارير

أقلمة العراق :مقال ناري منسوب ل”مهند نعيم” يثير الجدل ويحصد ألاف التعليقات

شبكة عراق الخير :

في مقال ناري، توقع مهند نعيم مستشار رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مستقبلاً مظلمًا للبلاد عبر “مشروع

الأقلمة”، حيث هاجم الأطراف السياسية والدينية والجماعات المسلحة التي تدير السلطة في العراق.

ورسم نعيم في مقالته التي نشرها على حسابه الرسمي في فيسبوك، وتوقع متابعون حذفها سريعًا إثر الجدل

الذي ستثيره، سيناريو يقوم على تقسيم العراق إلى ثمانية أقاليم أطلق عليها تسميات باللهجة العراقية.

وقع مستشار رئيس الحكومة تقسيم العراق إلى ثمانية أقاليم تحكمها العشائر ورجال الدين والميليشيات والعوائل

قال نعيم، إنّ ثلاثة من هذه الأقاليم ستقع في جنوب البلاد أحدها لـ “المعارك العشائرية والنهب” في “البصرة

وميسان وذي قار والمثنى”، والآخر لـ “الفقر والجهل” يضم بابل والديوانية وواسط، وثالث لـ “اللطم والتجارة بالموت

والنعي وبيع الأكفان وماء الورد على المقابر، وتوزيع البكاء والحزن على زائري الإقليم مقابل مبالغ مهولة تكدس

في بريطانيا لصانعة الكراهية”، في إشارة إلى المرجعية الدينية، مبينًا أنّ هذا الإقليم سيشمل “النجف وكربلاء”.

 

11

وأضاف نعيم، أنّ الرابع يمثل العاصمة بغداد “ليكون مرتعًا للمراقص والملاهي والمياعة وبنات الليل والخمارة،

بحجة التحضر والتمدن”، مشيرًا إلى أنّ “عصابات الجهاد في الجادرية وزيونة وأخواتها، هي التي تتحكم بهذه

الدعارة، حتى باتت تستورد الداعرات من سوريا ولبنان وربما أوكرانيا قريبًا، نصرة للمذهب”.

الإقليم الخامس، وفق نعيم هو “إقليم الرعيان”، مشيرًا إلى أنّ المقصود به هو إقليم الأنبار، الذي يتسم بالجلافة

والدكتاتورية وقمع الحريات والبداوة المبطنة، والتي تتمكيج بالحرية والتعددية العشائرية، وليس الإنسانية، وتطمح

كثيرًا لقيادة العراق بدون مؤهلات سوى قدرتها على مسح كالوش الأغا”، على حد وصفه.

 

2

وتابع نعيم، أنّ الإقليم السادس، يشمل ديالى وكركوك “اللتان تعانيان من فقدان الهوية وتعتمدان على منابع

الجارة من المياه، لإنعاش البساتين من جهة، وتهريب النفط ومشتاقاته إلى أفغانستان من جهة أخرى”، فيما يضم

السابع “صلاح الدين والموصل، يعتمد على خيلاء الماضي وصراعات الحاضر بين سامراء وتكريت من جهة، وبين

مركز الموصل والجزيرة من جهة أخرى، لتكون المحصلة هي مجرد عوائل تافهة غنية تتحكم بمصير هذا الإقليم،

رغم بروز سراق الأبقار في صلاح الدين ولاحسي بساطيل حامي الأعراض في نينوى”.

ولم يوفر نعيم إقليم كردستان من هجومه اللاذع، وقال إنّ “الإقليم هو الثامن، ويطمح أن يكون دولة مثل إسرائيل،

ترقص على جراح حلبجة ورانية وشاندري وسيد صادق وغيرها، لتوهم القرويين في الجبل هناك أنّها القيادة

المنقذة، رغم أنّ تاريخها مفعم بالتهريب و(القچقچية) إلى يومنا هذا، وقد غمرها الجوع والعنصرية والتعصب

القومي، ونهب بقايا الحواسم والبعث الصدامي من سيارات وأملاك ومخازن التجارة إلى يومنا هذا”.

2

وأكّد مستشار الكاظمي، أنّ حديثه “سيغضب الجميع”، مؤكدًا أنّ “هذه هي الحقيقة المرة التي حاول الجميع

دفنها، واستعباد الشباب القادم بغية تركيعهم وكسر قدراتهم وآمالهم للعيش بعبثية وفوضوية ولكن بدون جدوى”،

مشددًا أنّ “الشباب الواعي قادم لا محال، وسيمزق خيوط العنكبوت السياسي العميل، وإن كره عباد الدعم

الخارجي”، فيما ختم مقاله باسم “عبد العراق الكربلائي”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مستشار رئيس الحكومة على السياق الدبلوماسي في تصريحاته، إذ

نشر سابقًا، عدة مقالات أثارت جدلاً واسعًا، لكنه اضطر لاحقًا إلى حذفها.

3

وحصدت مقالة نعيم مئات التعليقات، التي استغرب بعض كتابها من الصراحة المفرطة التي استخدمها المستشار،

فيما انتقد آخرون صدور مثل هذا الحديث من شخصية تمارس عملاً رسميًا حكوميًا، وعدّوها “إساءة” لمكونات

الشعب العراقي.

وأعلن مستشار جهاز الأمن الوطني مهند نعيم، السبت، تعرض حسابه على “فيسبوك” إلى القرصنة، وأن ما نُشر

بشأن “أقلمة العراق”، لا يمت له بأي صلة.

وقال نعيم، في بيان نشره على “تويتر” تابعه “الشبكة “، (14 أيار 2022): “مجدداً، نتعرض لحملة تسقيط مدروسة

لتشويه صورتنا، ولهذا نؤكد بأنه ليس لدينا أي انتساب إلى رئاسة الوزراء، وليس لدينا أي وظيفة وعنوان هناك، بل

نعمل في جهاز الأمن الوطني”.

وأوضح، “وفيما يتعلق بالمنشور المنتسب لي زوراً، أنوّه بأن حسابنا الشخصي على فيسبوك تعرض بالأمس، إلى

القرصنة من قبل ضعاف النفوس، فنشروا مقالاً (أقلمة العراق)، جاهدين في نشره على أوسع نطاق لضرب

صورتنا التي عملنا على تكريس انحيازها الدائم إلى جانب شعبنا العراقي على اختلاف انتماءاته”.

وتابع، “وهنا نود التنويه إلى أننا لا نكتب أي مقال بصبغة سياسية، وظهورنا على وسائل الإعلام الرسمية ليس

سوى إدلاءً بمواقفنا القانونية حصراً؛ إذ نبتعد عن المواقف السياسية تماماً، كوننا نعمل في جهاز الأمن الوطني،

وهذا يتطلب الاستقلالية والمهنية والابتعاد المطلق عن التجاذبات السياسية”.

ولفت إلى أن “مثل هذه المقالات لا تمت لنا بأي صلة، كون سلوكنا واضح واختصاصنا المهني أكثر وضوحاً، وهذا

يتطلب التوضيح التوضيح والتأكيد، ومن الله التوفيق”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights