اخبار العراق

الشيخ عادل الساعدي:يدعو لإحياء يوم العفاف واحترام القوانين الانسانية والدينية

الشيخ عادل الساعدي:يدعو لإحياء يوم العفاف واحترام القوانين الانسانية والدينية

بغداد – فراس الكرباسي – شبكة عراق الخير

دعا امام وخطيب جامع الرحمن في بغداد الشيخ عادل الساعدي، الى احياء يوم العفاف من قبل الشباب والمسؤولين في العراق، معتبراً بان العفاف ليس فقط الحياء والشرف وستر جمال الجسد ومفاتنه وانما نقصد النزاهة والأمانة والإخلاص وحب المواطنة للجميع المجتمع العراقي، مشددا على ضرورة احترام القوانين الانسانية والدينية في المجتمع لبناء العراق على الوجه الاكمل. وقال الشيخ عادل الساعدي ، ” ان العفاف قيمة اجتماعية سامية ففي الألفية الثالثة أصبحت سمة التخلي عن العفاف سمة العصر لذا ركزت المرجعية الرشيدة على أهمية هذا الموضوع على مستوى القيادات الاجتماعية وعلى مستوى المجتمع ولأنها شخصت في منظورها أن الأمة تخلت عن بعض قيمها ومثلها وأخذت تلهث وراء الشهوات والمادة مأسورة لدعايات براقة وشعارات خداعة تستهوي النفس وتفتح أمامها آفاق الانفلات لذا دعت المرجعية الرشيدة لشيخ محمد اليعقوبي أن تتخذ الأمة وبالذات تقع المسؤولية على شبابها الواعي ، يوماً للعفاف يحتفى به سنوياً لتراجع الأمة خلل سلوكياتها وتتحلى بفضائل الأخلاق شرط أن يكون سلوكاً طيلة السنة وآثار هذه المناسبة أن تتجلى في سلوكيات الأمة”. واضاف الساعدي “دعت المرجعية إلى أن يكون يومُ ميلاد السيدة زينب بنت علي يوماً للعفاف وهو اليوم الخامس من جمادى الأولى التي كانت رمزاً للعفاف بكل معانيه التي ستأتي لاحقاً فقد لازمت العفاف في أحلك ظروفها التي مرت بها أيام كربلاء وأسرها بل كان العفاف إحدى وصايا الإمام الحسين لها وكان سبباً في رمي الماء من يديه وحرم نفسه أن يروي عطشها حينما شعر خطراً يحوط عفاف نساء بيت النبوة ومَن ألتحقن به من نساء أصحابه”. وتابع الساعدي “الغالب منا ينظر الى العفاف بانه قرين الحياء والشرف في خصوص الشهوات وستر جمال الجسد ومفاتنه بينما المرجعية نظرت إلى العفاف بشموله إلى النزاهة والأمانة والإخلاص وحب المواطنة بما يتفق ومعايير الإيمان والشرع والأعراف المنضبطة مع العقول الكاملة والسلوكيات المتزنة”. وبين الساعدي إن “أدنى نظرة تحليلية بسيطة يمكن أن تتضح لنا أسباب التردي وتهتك العفاف في أوساطنا الاجتماعية ولعل منها اتخاذ النموذج الغربي الخطأ قدوة للشباب فاليوم أصبح شبابنا وبالذات فتياتنا مغرمين جداً بالنموذج الغربي المتهتك والسير على خطى هذه النماذج من تسريحة الشعر والملبس والحركات”. وحذر الساعدي من “الفهم الخاطئ لمعنى الحريات المدنية التي تدعو لها تيارات ومنظمات مدنية تأثر بها البعض حتى أصيبت شرائح واسعة في المجتمع لا تفرق بين الحرية وبين الانفلات والخروج عن القيم والأعراف والأخلاق والسلوكيات الحميدة”. وشدد الساعدي ان “الحرية التي نفهمها ويجب أن نتبناها هي التي لا تعني الانفلات وعدم الانضباط ، وليست الحرية التي تحررنا من قيد لتأسرنا تحت قيود أخرى لذا وردت أن الطاعة هي الحرية الحقيقية وكما في الحديث العبودية كنهها الربوبية والرب لا يستعبده أحد ولا يطيع أحداً ، فمن يعبد الله تحرر من سطوة الأرباب وسطوة الشهوات ، فالحرية المعتدلة ما حددت ضوابطها الشريعة”. واوضح الساعدي ان “انخداع البعض بنظرية نسبية الحق ونسبية الأخلاق حتى اصبحت المبادئ والثبات عليها تعد بنظرهم شيئاً من البلادة وعدم الفهم الصحيح لمعنى الحياة التي هي في نظرهم ميدان الفوز بأي شكل من الأشكال بينما البعض يتمسك بمبدأه مهما كانت الظروف ولايكون لها مطواعاً مهما كانت قاسية على حساب مبادئه”. واردف الساعدي لذا “عممت المرجعية نظرتها إلى العفاف لتلفت نظر الأمة إلى هذه الشمولية من عفة الشهوات إلى عفة السلوكيات العامة مروراً بعفة الكلام وعفة الملبس وعفة التصرفات وعفة العمل وعفة النزاهة والأمانة وعفة الإخلاص في العمل فالعفاف له جناحان أحدهما ما يكبح شهوة الغرائز والآخر ما يكبح شهوة الطمع وفي حديثين آخرين يركز على كل واحدة منهما بشكل مستقل وبصورة أدق”. وتساءل الساعدي “لعل البعض يسأل ما قيمة العفاف ، فأما قيمته على المستوى الاجتماعي والحياتي فإن أصحاب العفاف المنضبطين بسلوكياتهم والمعتدلين بأمزجتهم منزلتهم أعظم عند الناس لذا نحتاج إلى إحياء هذه السجية الطيبة والخلق الكريم في خصالنا وسلوكياتنا ومن أجل إلفات نظر المجتمع لابد أن نتداولها في صفحات التواصل الاجتماعي كسلوك إنساني مهم في بناء الفرد شرط أن لا يكون الإحياء كاحتفاء بحادثة معينة بل ننطلق به كسلوك تبدو أثاره على تصرفاتنا وتكون هويتنا”. وفي جانب اخر شدد الساعدي على ضرورة احترام وتطبيق القوانين الانسانية والدينية، “يمكن أن نقسم القوانين القرآنية إلى قسمين أحداهما القوانين الدينية والتي جزء منها ينضم العبادات والجزء الآخر ينظم العلاقات الدينية بين الأفراد الملتزمين والذين يعطون للأخوة الدينية أو القيم الروحية قيمة عليا وأولوية في حياتهم اما القسم الثاني من القوانين هي القوانين الاجتماعية بغض النظر عن دينهم ، وينظر هذا القسم إلى الإنسانية بغض النظر عن الأديان والانتماء والعقيدة مسلم أم غيره ،كتابي أم غير كتابي ، مؤمن بالله أم ملحد ، ونطاق هذه القوانين أشمل من الأولى لأن الإنسانية أعم وأشمل”. واضاف الساعدي “ما أحرانا اليوم إلى أن نستشعر كل هذه القوانين وتفعيلها فيما بيننا كأمة مادامت أمزجتنا مختلفة وتوجهاتنا متنوعة ، فإن لم يسعنا قانون ديني رغم سعته وشموليته فلنتعامل على أساس الأصل الإنساني وفضائله ، أليس التراحم والاحترام قانونين اجتماعيين تدعو لهما الإنسانية ، وأليس التعدي والتسقيط والمنافرة محذورات إنسانية متفق عليها ، وأليس الخلاف والعداوة والبغضاء محذورات فطرية وتأباه الإنسانية”. وتابع “في ظل هذه الظروف الحرجة في العراق نحتاج إلى التعاون في خصال البر والإحسان لبناء المجتمع وسد النقص فيه ، والحمد لله نشأت مؤسسات خيرية كثيرة تعزز من هذا التواصل وتركيز الأواصر الاجتماعية ، من هذه المؤسسات العناية بالأيتام والأرامل والمحتاجين والمرضى كي لا تحصل ثغرة اجتماعية تترك أثراً سلبياً في المجتمع”. وبين الساعدي إن “هذه الحروب التي نعيشها خلفت جيشاً كبيراً من الأرامل والأيتام وكذلك المطلقات الفاقدات المعيل ، والشباب العاطل من العمل وكبار السن يحتاجون إلى الرعاية الأبوية والنظرة الرحيمية لذا ندعو وزارة العمل الشؤون الاجتماعية الجدية الاكبر في العمل لسد هذا الخلل فإن بعض فئات المجتمع فاقدة للرعاية وتقع المسؤولية الأكبر على عاتق الوزارة بمؤازرة المؤسسات الخيرية والدينية لها ، فإن رعاية القطاع الحكومي العام ما زال قاصراً عن المستوى المطلوب ولا يتناسب واتساع قاعدة المحتاجين وهذه من اعمال البر والتقوى التي أمرنا بها تبارك وتعالى ونداء الفطرة الإنسانية فينا”. واوضح الساعدي “انبرت مؤسسات محمودة في المجتمع للمساهمة والرعاية في المجالات الصحية التي أخذت الكثير من الأمراض المستعصية التفاقم في المجتمع ، وتبنت هذه المؤسسات على عاتقها رعاية هذه الشرائح وتوفير العلاجات الباهظة الثمن أو تسفيرهم إلى الخارج لتلقي العلاج على حسابها أو التعاون مع مؤسسات خيرية عالمية في ظل تردي الخدمات الصحية في القطاع الصحي”. وشدد الساعدي “في الوقت الذي نثمن فيه الخدمات التي تقدمها المؤسسات الصحية ونستنكر التعدي في بعض المناطق على الكوادر الصحية التي تبذل وسعاً وجهداً في رعاية المرضى داخل المؤسسات الصحية الفقيرة وانقاذ المرضى وعلاجهم نجد أن بعض افراد المجتمع لا يقدرون هذا الجهد ويتهجم على الكوادر الطبية وعدم احترامها أو التقيد بقوانين احترام المؤسسات وهذا خلاف القانون الاجتماعي المثبت قرآنيا (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وليس من تقابل البر بالبر، بل هو من قانون النهي عن المحذورات ولا تعاون على الإثم والعدوان”. وكشف الساعدي أننا “لا نقبل بعدم توفير الرعاية الكاملة لهذه المؤسسات من قبل الحكومة ووزارة الصحة ، إذ أصبحت تفتقر لأبسط مقومات العمل الصحي من قبيل عدم توفر مادة المخدر التي تتسبب في تأخير العمليات أو إرهاق الطبقة الفقيرة بتوفير المادة من أجل إجراء عمليات مرضاهم بل وصل الحال إلى فقدان جهاز الإعطاء للمغذي وكذلك شحة القفازات التي تحافظ على صحة العامل في القطاع الصحي من العدوى ، ومواد تطهير الأدوات المستخدمة في مجال طب الأسنان التي قد تسبب العدوى أو انتشار تلوث من مريض لآخر هذا فضلا عن عدم توفر الأدوية التي تتوقف عليها خيار المرضى وبقية المستلزمات الطبية الأخرى في بعض القطاعات والمؤسسات ، وليس أمام الفقراء إلا أن يقبل بالحال أو يكلف نفسه مبالغ باهظة في مؤسسات القطاع الصحي الخاص ، لذا نأمل أن تقدم الحكومة الدعم الكامل لهذا القطاع المهم كما نأمل أن يقدر المجتمع خدمات هذا القطاع ورعايته لمرضاهم وليس من البر انكار البر”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights