مقالات

المهانون !!!

شبكة عراق الخير :متابعة

بقلم ضياء حميو  “Dia Hamio”

كعراقي وكشرق أوسطي لم أدرك إلى أي درجة كنتُ مُهانا ومُذلا إلى أن وصلتُ إلى الدنمارك عام 1997، فأعاد لي القانون الدنماركي إنسانيتي، ورغم ذلك؛ لم يستطع طوال أكثر من عشرين عاما أن يداوي جروح الإهانة والمذلة في روحي، تلك التي عشتها أو التي عاشها أسلافي.
عرف حمورابي ( 2000 ق م) أن القوانين اللاهوتية لا تحمي الضعفاء، ولا بد من قوانين ( ناسوتية) وضعية، ولهذا كتب أول قانون على الأرض في مسلته المشهورة.
لم تتوقف الإهانات في التاريخ العراقي للمواطن يوما، من العائلة إلى الدولة.
بدء حين ينعتك أبوك أو أخوك الأكبر أو حتى أمك : بالحمار أمام الغرباء، وانتهاء بموظفي الدولة الذين يذلّوك لاستخراج “بطاقة بسيطة “.
أبعدَ ذلك نتساءل: لماذا لا يشعر المواطن بالمسؤولية بأن المؤسسات ملك الجميع، ويجب أن يكون حريصا على حمايتها!.
في زمن الدولة العثمانية، لم يتبق شيء لم يفرضوا ضريبة عليه، حتى مَنْ يمتلك دجاجة واحدة، المفروض يدفع بيضة كلّ يوم، الشيء الوحيد الذي استثنوه هو الملح، وباللغة التركية ( طز )، ولهذا حين يأتي الجباة يرد المواطن: ” طز”، تعني ليس لدي سوى الملح”.
صارت الكلمة بمرور الوقت شتيمة موارية للدولة وجباة ضرائبها.
انتَ تُهان يوميا بعشرات الطرق:
مهان بعدم وجود كهرباء.
مهان حين تلجأ لمدارس خاصة، أو دروس خصوصية لأطفالك.
مهان بخوفك من عدم وجود علاج للمرض.
مهان حين تدفع رشوة.
مهان حين تقف تحت الشمس بطابور طويل، ليقول لك الموظف: تعال بعد اسبوع.
مهان حين تبحث عن ( واسطة ) للحصول على حقك.
مهان حين يكون رغيف خبزك تحت رحمة أسعار النفط.
الكلُّ مُذلّون مُهانون.
والمصيبة حين يَعتقدون، انّهم استثناء رباني أو أرضي وانهم بخير.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights