غير مصنف

بقينا ..مثل (بلاّع الموس) ..!!

بقينا ..مثل (بلاّع الموس) ..!!

الكاتب عبد الهادي البابي

عبد الهادي البابي
منذ وصول الشيعة إلى دفة الحكم في العراق -لإول مرة في تاريخهم – والقنوات العربية والإعلام العربي ومعه بعض القنوات العراقية يُصّور للرأي العام بأن الدنيا قد أنقلبت على أعقابها ..و أن الظلام والخراب قد عم كل ربوع العراق ..وأن كل شيء خاطيء في هذا العهد الجديد…..حتى أن هذا الإعلام كان يعتبر إلقاء القبض على قاتل مجرم (هوتجاوز على حقوق الإنسان) فتقوم الضجة هنا والمظاهرات هناك ..ويعتبر أن الحكومة طائفية وأعضائها مجرد عملاء وخدم يعملون لطهران وأمريكا واليهود ..رغم أن بعض الأنظمة العربية نائمة هي وشعوبها في حضن إسرائيل وأمريكا وخالعة حتى ملابسها الداخلية تحت اللحاف الصهيوني .!!
كل هذا لإن الحكم في العراق (شيعّياً ) ..ولو صار الحكم (سنّياً) لتغيرت نغمة هذا الإعلام 180 درجة بالتمام والكمال ..ولأصبح هذا النظام عروبياً وطنياً خالصاً وليس فيه عمالة أو طائفية !!
كل هذا بات معروفاً ومكشوفاً لكل ذي لب وعقل بعد تصاعد النغمة الطائفية في المنطقة ..ولكن الشيء المؤسف أن حكومتنا (الشيعية) هي من ساعدت على ترسيخ وتأصيل هذا التصور في نفوس شعوب الدول العربية وحتى الشعب العراقي نفسه ..فجعلت من ذلك الوهم الطائفي الذي يسّوقه الإعلام العربي حقيقة حاضرة بسبب الإنحطاط الإقتصادي والتردي الإجتماعي والإنبطاح للتدخلات الخارجية والفساد والسرقات والإستهتار بمطالب الشعب والوعود الكاذبة التي لم تفارق هذه الحكومة منذ اليوم الأول لوصولها للسلطة ..!!
نحن اليوم في ورطة كبيرة …فلقد طلبنا وسعينا للحكم الشيعي سنوات طويلة وقدمّنا من أجل ذلك الملايين من الشهداء عبر مئات وعشرات السنين ..وأخيراً جائنا الحكم على طبق من ذهب في 2003 ..ولكن لم تمض سوى عشر سنوات حتى تحول هذا الحلم إلى كابوس مرعب بات يؤرقنا جميعاً ..!! فبالرغم من أنه كانت السلطة بمثابة اللقمة الشهّية التي أردنا أن نفطر بها بعد طول صيام ….ولكن …ماأن هششنا لها وسال لعابنا وبلعناها حتى وجدنا فيها مئات الدبابس والمواسي الجارحة التي إنغرست وإعترضت في حلاقيمنا ..فلم نستطع أن نلوكها لنبلعها ..ولانستطيع أن نخرجها .. إلاّ مع نوافير الدم النازف …!

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights