اخبار العالم

تفاصيل وتداعيات السفينة الجانحة في قناة السويس

2021 03 سويس 2

شبكة عراق الخير:

أحدثت السفينة الجانحة في قناة السويس، تداعيات كبيرة على مستوى العالم، خاصة بعد تأثر حركة الملاحة

بالقناة، ما انعكس على أسعار الوقود، حيث شهدت ارتفاعًا، أمس، كما أن هناك تخوفات من استمرار الأزمة

لفترة أطول، وسط تضارب حول إمكانية إنقاذها أم أن الأمر يزداد تعقيدًا، وماذا يجري حاليًا على الأرض، حتى

تعود حركة الملاحة مجددًا، ومن سيتحمل التكلفة والخسائر الناجمة عن هذا الحادث.

وكشف القبطان فريد رشدي، كبير مرشدي قناة السويس، عن تطورات الوضع حول جنوح إحدى السفن

المملوكة لشركة يابانية، منذ صباح الثلاثاء، في المجرى الملاحي لقناة السويس، ما أدى لحدوث تعطل

لحركة الملاحة، ما تنتج عنه تداعيات على حركة التجارة العالمية.

وقال رشدي في تصريح لـشبكة ”إرم نيوز“، إن“حجم السفينة له تأثير عالٍ في عملية الإنقاذ والمدة

الزمنية اللازمة لذلك، وهذا المركب من النوع كبير الحجم جدًا، ما يجعل هناك صعوبة في تعويمها في وقت

أسرع، لكن الهيئة تملك إمكانيات كبيرة من مرشدين ومعدات لإنقاذها“.

وتابع:“كلما زاد حجم السفينة، زادت الفترة الزمنية اللازمة لإنقاذها“، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث في

جميع القنوات والموانئ في العالم كله وليس في قناة السويس فقط“.

وأكد:“لم يتم  الإعلان رسميًا عن تشغيل حركة الملاحة بشكل طبيعي في القناة، وهناك جهات تُشيع هذا

الأمر، لكن الحقيقة، أن السفينة ما زالت على وضعها، وتم إدخال أكبر جاروف مشهور في الشرق الأوسط،

للمشاركة في عملية الإنقاذ، والعمل على خلخلة التربة، وتنفيذ عملية السحب باتجاه تيار المد للمياه“،

موضحًا أن السفينة بها صهريج أمامي كبير، وهو الداخل في أحد جانبي القناة.

وبيّن أن“السفينة حدث بها عطل في التوجيه، ما جعلها خارج السيطرة، وعدم قدرة القبطان على التحكم

فيها، وهو ما جعلها تسير باتجاه تيار المياه والدخول في أحد الجانبين، وحدثت عملية استدارة لها،

وطولها 400 متر، وسطح المياه ما بين ضفتي القناة حوالي 250 مترًا، لذلك أحدثت إغلاقًا كاملًا

للممر الملاحي“. ونوه إلى أن“هناك أكثر من وسيلة لحل الإغلاق الذي تسببت فيه السفينة، من بينها

السحب بالقاطرات، وإذا ما تعذر نتيجة لقوة تماسك السفينة في الجانبين، سيتم عمل خلخلة وشفط للطين

والصخور التي ترتكز عليها، ثم يتم السحب بعد ذلك، وهذا سيستغرق وقتًا غير محدد للانتهاء من عملية الإنقاذ“.

وأردف أن“السفينة تحوي العديد من الصهاريج من الأسفل، حيث سيجري تفريغها بحسب ما تقتضي الحاجة، بإحداث ميل للأمام أو للخلف، وفي الغالب يتم عمل تفريغ من المؤخرة إلى المقدمة، حتى يحدث تخفيف من الخلف، وتتم عملية سحبها، وبهذه الطريقة المقدمة ستخرج مباشرة“، منوهًا إلى أن“سحب السفينة من المقدمة يؤثر على المؤخرة، والسحب يتم بعد تفريغ جزء من التنكات، مع مراعاة أن تيار المياه في القناة يتغير كل ساعة، والعملية هي تكنيك عمل فني“.

ونفى القبطان رشدي الاستعانة بخبراء من الخارج أو أجانب للمشاركة في عملية إنقاذ السفينة الجانحة، مؤكدًا أن“هيئة قناة السويس لديها أفضل القباطين والمرشدين، وخبرات متوارثة منذ التأميم، والمشكلة كلها في كون القناة ممرًا ملاحيًا عالميًا ومؤثرًا بخلاف الممرات الأخرى، لكن الحادث طبيعي جدًا، وهذا الموضوع حدث قبل ذلك في التسعينيات، حيث علقت ناقلة بترول وأغلقت القناة تمامًا“.

2021 03 سويس 3

وذكر أن“السفينة في نهاية رحلة، والوقود بها ليس بكامله، ولم يحدث أي تفريغ حتى الآن للحمولة، والموضوع أن هناك دخولًا من الأمام في جانب القناة، نتيجة للوزن الكبير جدًا والسرعة، وهو ما يجعل الأمر ليس سهلًا“، موضحًا أنه“يجري حاليًا عملية خلخلة للسفينة، واستغلال فترة مد المياه العالي، حيث ستُجرى عملية السحب مرة أخر، لمحاولة تعويمها“.

ولفت إلى أن“كل الأمور واردة، من تخفيف الحمولة، وشفط الأتربة، ونقل الوقود من الأمام للخلف“، نافيًا الاستعانة بأي شركات أجنبية للمشاركة في عملية الإنقاذ، وأنه لا يوجد ما يمنع قبول القناة لعرض من شركة هولندية أو غيرها، لكن الموضوع حاليًا يتم من خلال طاقم وفرق القناة“.

وشدد على أنه“لم يحدث أي تسريب من السفينة حتى الآن، وإذا ما حدث بعد الإنقاذ، وهذا وارد، ويمكن تداركه، والقناة لديها فرق قادرة على التعامل مع الموقف بكفاءة عالية“، وأعاد التأكيد على أن هذا الحادث وارد، لكن الأمر أحدث ضجة عالمية، نظرًا لأهمية قناة السويس.

وأشار القبطان رشدي إلى أن“قناة السويس لن تعوض السفن المتوقفة بسبب تعطل حركة الملاحة، نتيجة لجنوح السفينة، لأن قانون الملاحة الدولي، يُشير إلى أن الموانئ والممرات الملاحية هي ثروة العالم في التجارة، والتعويض يعني إفلاسًا“، مضيفًا: أن“القانون الدولي، نص على أن أي تعويضات أو خسائر تتحملها السفن العابرة والشركات المالكة لها، لأن هذه الحوادث واردة“.

وتابع:“هذا ليس خطأ من القناة، والشركة المالكة للسفينة الجانحة ستتحمل تكلفة الإنقاذ، والتأخير أيضًا، لأنه قبل عبور أي مركب للقناة يكون هناك فحص، ويشترط أن يبلغ عن أي أعطال، للحيلولة دون حدوث عطل خلال المرور، يتسبب بخسائر فادحة“، لافتًا إلى أنه“بعد إنقاذ السفينة سيكون هناك تكثيف لحركة الملاحة، للانتهاء من التكدس الحادث حاليًا“.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتًا، اليوم الخميس، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة ”EVER GIVEN“ الجانحة بالكيلو متر 151 ترقيم قناة.

وأوضح ربيع في بيان، أن حركة الملاحة بالقناة شهدت، أمس الأربعاء، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال، كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة وفقًا للتوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة الجانحة.

ولفت إلى أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة، كان لا بُد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة.

وكانت شركة ”شوي كيسن“ اليابانية، التي تملك السفينة الجانحة في قناة السويس، قد اعتذرت، اليوم الخميس، عن الحادثة. وأكدت في بيان أنها تعمل على حل الموقف، لافتة إلى أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي.

وقالت في بيان أصدرته باللغة الإنجليزية، بعد أكثر من 24 ساعة على جنوح السفينة:”نعتذر بصدق على التسبب بقدر كبير من القلق“.

وذكرت الشركة أن عدد الطاقم على متن السفينة يبلغ 25 فردًا كلهم هنود. والسفينة محملة بالكامل بسلع استهلاكية متجهة للأسواق الأوروبية في 20 ألف حاوية شحن.
ووصفت الشركة المتخصصة المعنية حاليًا بمحاولة تحرير السفينة، الأمر، بأنه يشبه محاولات تحريك حوت ضخم من على شاطئ البحر.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights