اخبار علمية

جرعات لقاح كورونا تنقل للتصنيع من أكسفورد الى معهد المصل في الهند

شبكة عراق الخير:

وصل صندوق فولاذي مغلق بإحكام في أوائل أيار إلى الغرفة الباردة لمعهد المصل في الهند، أكبر صانع للقاحات في العالم، وكان بداخله ثلج جاف وقارورة صغيرة 1 مليلتر قادمة من جامعة أكسفورد في إنجلترا، وتحتوي على المواد الخلوية لأحد أكثر لقاحات كورونا الواعدة في العالم.

وأحضر العلماء ذوو المعاطف البيضاء القارورة إلى المبنى رقم 14، وسكبوا محتوياتها بعناية في قارورة، وأضافوا الفيتامينات والسكر وبدأوا في زراعة مليارات الخلايا، وبدأت واحدة من أكبر المقامرات التاريخية في السعي لتطوير لقاح من شأنه أن ينهي كابوس كورونا.

وفقا لصحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، يفعل معهد المصل، الذي تسيطر عليه حصرا عائلة هندية صغيرة وثرية، والذي بدأ قبل سنوات كمزرعة للخيول، ما تفعله بضع شركات أخرى في السباق للحصول على لقاح، حيث ينتج كميات ضخمة تصل إلى مئات الملايين من جرعات للقاح محتمل لا يزال قيد التجارب وربما لا يكون فعالا، ولكن إذا كان ناجحا، سيكون ”أدار بوناوالا“، الرئيس التنفيذي لشركة معهد المصل، والنجل الوحيد لمؤسس الشركة، واحدا من أكثر الرجال نفوذا في العالم، إذ سيكون في متناول يده ما يريده الجميع، وبكميات أكبر من أي شخص آخر.

وكانت شركته، التي تعاونت مع علماء أكسفورد الذين طوروا اللقاح، من أوائل الذين أعلنوا بجرأة في أبريل الماضي، أنها ستنتج لقاحا جماعيا قبل أن تنتهي التجارب الطبية، والآن، يتم تجهيز أسرع خطوط تصنيع اللقاحات يمتلكها بوناوالا لتصنيع 500 جرعة كل دقيقة، وهاتفه لا يتوقف عن الرنين.

وقال بوناوالا إن وزراء الصحة ورؤساء الوزراء وغيرهم من رؤساء الدول والأصدقاء الذين لم يسمع منهم منذ سنوات كانوا يتصلون به، ويرجونه الحصول على الدفعات الأولى.

وأضاف: ”لقد كان عليّ أن أشرح لهم أنني لا أستطيع منحهم إياه هكذا“.

ومع قلب وباء كورونا للنظام العالمي رأسا على عقب، تتعلق جميع الآمال على لقاح؛ ما ترك معهد المصل في منتصف مجال تنافسي للغاية وغامض، وللحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن، يقول مطورو اللقاحات إنهم بحاجة إلى خطوط تجميع هائلة، الأمر الذي توفره شركة معهد المصل التي تنتج 1.5 مليار جرعة من اللقاحات الأخرى كل عام، معظمها للبلدان الفقيرة، وهي تنتج أكثر من أي شركة أخرى.

تم تطعيم نصف أطفال العالم بمنتجات معهد المصل، فالعمل على نطاق هائل هو تخصص هذه الشركة التي تلقت 600 مليون قارورة زجاجية قبل أيام.

وحتى الآن، لم يتضح بعد كم من لقاحات كورونا سيُحتفظ بها في الهند أو من سيمول إنتاجها؛ ما يترك بوناوالا تحت ضغوط سياسية ومالية وخارجية ومحلية متقاطعة.

وتعرضت الهند لضربة كبيرة من كورونا، ومع وجود 1.3 مليار نسمة، تحتاج الهند إلى جرعات اللقاح ربما أكثر من أي مكان آخر، كما تسيطر النزعة القومية على رئيس وزرائها ناريندرا مودي، الذي منعت حكومته بالفعل صادرات الأدوية التي كان يعتقد أنها تساعد في علاج مرض ”كوفيد-19“.

ويقول أدار بوناوالا (39 عاما)، إنه سيقسم مئات الملايين من جرعات اللقاح التي ينتجها بين الهند وبقية العالم، مع التركيز على البلدان الأكثر فقرا، وهو أمر لم تعترض عليه حكومة مودي حتى الآن، ولكنه أشار إلى أنه من الممكن ”أن تعلن الهند حالة طوارئ إذا رأوا ذلك مناسبا أو إذا ارادوا ذلك“.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights