اخبار العالم

حرب الخليج توقد برنامجا للتطوير حول الجيش الصيني الى قوة قتالية حديثة

شبكة عراق الخير :

اعتبرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية ان الجيش الصيني في العام 1991 لم يكن متطورا ومتأخرا بقدراته مقارنة بالقوات المسلحة للولايات المتحدة، لكن التدمير الاميركي للعراق في تلك الحرب، أوقد برنامجا للتطوير حول الجيش الصيني الى قوة قتالية حديثة تعتمد على التكنولوجيا العسكرية المتطورة.

 

وذكرت الصحيفة الصينية في تقرير لها بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لحرب “عاصفة الصحراء” التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق في العام 1991، وترجمته وكالة شفق نيوز، ان تلك الحرب خلقت 30 سنة من الفوضى والاضطرابات في هذا البلد، لكنها ايضا أثارت دافعا قويا لقادة الجيش الصيني.

 

ونقلت الصحيفة عن مراقبين عسكريين قولهم ان حرب الخليج هذه كانت بمثابة “قنبلة نووية نفسية” ألقيت على الصين التي كانت تشاهد التكنولوجيا والقوة النارية للاميركيين خلال الحرب، من خلال القصف الدقيق والاقمار الصناعية للمراقبة واعتراض الصواريخ، وتدمير الدبابات عبر صواريخ جو-ارض، والحرب الالكترونية، والقاذفات الشبح.

 

وكان ذلك بمثابة حافز للجيش الصيني لاطلاق حملة تحديث واسعة، قادت الى تقليص الفجوة بينه وبين الجيش الاميركي، لدرجة انه بات يعتبر الان من المنظور الاميركي بأنه يشكل “تهديدا استراتيجيا” للولايات المتحدة.

 

وبحسب الصحيفة الصينية، فان “عاصفة الصحراء” التي استمرت ستة اسابيع، كانت بمثابة فجر جديد لثورة في عالم الحرب اظهرت تخلف الجيش الصيني في ذلك الوقت وفجرت قلقا حول الامن القومي الصيني.

 

ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الصيني في شنغهاي ني ليكسيونغ قوله ان حرب الخليج “أظهرت كيف يمكن لحرب ان تخاض وأجبرت الجيش الصيني على تخطي المرحلة الآلية والقفز مباشرة الى تطوير علوم التكنولوجيا”.

 

وقال ني ليكسيونغ “من النظريات العسكرية الى بناء الجيش، الى السلاح والمعدات، الى التكنولوجيا اللازمة، ادركنا اننا متأخرون عقودا خلف الاميركيين”.

 

وقال المحلل العسكري في ماكاو انطوني وونغ تونغ، ان العقيدة القديمة للجيش الصيني كـ”جيش الشعب” اثبت انه قد عفى عليها الزمن بعد حرب الخليج، وظهر ايضا انه بعد الرابع من حزيران/يونيو 1989 (تاريخ وقوع مجزرة ساحة تياننمين الصينية)، اصبحت الصين عدوا متخيلا للولايات المتحدة، وهو ما جعل المشكلة اكثر الحاحا بالنسبة الى بكين.

 

وتابع انه “منذ التسعينات، فان الجيش الصيني تحول بشكل متواصل الى طريق الحرفية والتطوير”.

 

وكان العام 1991 قد شهد تفكك الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، وتزايد الضغط السياسي والعسكري على الصين بشكل كبير. وادراكا منها لمكامن ضعفها وثغراتها، تبنت الصين الابتعاد عن الظهور مراهنة على الوقت وتبني الديبلوماسية بينما صبت كل جهودها على التطوير.

 

وبحسب المتخصص بدراسات الشرق الاوسط في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تانغ زهيتشاو، فانه فيما بعد صدمة حرب الخليج، فان الزعيم الصيني جيانع زيمين بدأ الترويج لفكرة تركيز الجيش الصيني على تطوير القدرات العسكرية الحديثة من خلال التقنيات الجديدة، واستكمال مرحلتي المكننة والمعرفة وتحقيق التقدم الى الامام في سياق تطوير الجيش.

 

وقال المعلق العسكري في هونغ كونغ سونغ زهونغبينغ ان الصين استخدمت اسلحة التكنولوجيا العالية التي شاهدتها خلال الحرب، كالصواريخ الموجهة بدقة، وانظمة الدفاع الصاروخي والطائرات التي لا ترصدها الرادارات، ككتاب ارشادي من اجل القيام بعمليات التطوير التي تسعى اليها. كما تم الاهتمام بمبادئ العمليات المشتركة بين مختلف القوات بالاضافة الى شؤون التنظيم والتكنولوجيا اللازمة للقيام بذلك.

 

واشار الجنرال المتقاعد جين ينان الى ان الصين قامت بترجمة الكثير من انماط عمل القوات الاميركية وتقاريرها العسكرية، وبدأت ببناء جيش من خلال استنساخ نماذجه ومعاييره.

 

وتحت قيادة الرئيس جيانغ زيمين، فان الجيش خفض عديد قواته بنحو 700 الف جندي خلال التسعينات وما بعدها. وفي العام 2015، فان الرئيس الصيني جياو جيبينغ، قام بتخفيض اضافي طال 300 الف جندي، واجرى عملية تعديلات واسعة وجذرية في هيكلية القيادة العسكرية.

 

وارتفعت الميزانية العسكرية بشكل سريع في العام 1999 بالترافق مع تنامي الاقتصادي الصيني. وبحلول العام 2019، كان الانفاق العسكري الصيني يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم، اذ وصل الى 176 مليار دولار، مقارنة بانفاق الولايات المتحدة التي انفقت 732 مليار دولار. اما في ميزانية العام 2020، فان الصين خصصت 178.6 مليار دولار.

 

والان، لدى الصين اكبر ثاني اسطول بحري عسكري حيث لديها 350 شفينة وغواصة، بينما لدى الولايات المتحدة 293 سفينة. بالاضافة الى ذلك، فان غالبية السفن الصينية شيدت بعد العام 2010، ولهذا فانها تتمتع بآخر التقنيات والقدرات التكنولوجية المتطورة.

 

كما تحتل الصين المرتبة الثالثة عالميا بسلاحها الجوي اذ لديها اكثر من 2500 طائرة ونحو 2000 طائرة مقاتلة، غالبيتها من الجيلين الثالث والرابع بالمقارنة مع الطيران الغربي. وتعتبر الصين الدولة الثانية في العام التي تمكنت من تطوير الجي الخامس من المقاتلات الشبح “جي-20”.

 

وللمقارنة، فانه في العام 1991 كانت أحدث انواع الطائرات في سلاح الجو الصيني هي “جي-7” التي جرى تطويرها منذ الخمسينات من القرن العشرين من طائرات “ميغ-21”.

 

وعلق الخبير ني ليكسيونغ “قد لا تكون المعدات العسكرية الصينية بنفس جودة المعدات الاميركية في بعض المزايا، لكن على الاقل فانها من نفس جيل التصنيع. لم يعد هناك الفجوة التي كانت في العام 1991”.

 

وحول الحسم السريع والمدمر الذي حققته القوات الاميركية ضد العراق في ذلك العام وفي غضون 42 يوما فقط، يقول ني ليسكيونغ “لو اننا نحن من كان يتعرض للهجوم الاميركي في ذلك الوقت، فان النتيجة لم تكن لتكون افضل” مما جرى مع العراق.

 

اما انطوني وونغ تونغ فأشار الى ان الجيش الصيني لم يكن يتخيل بتاتا ان قوات التحالف ستتمكن من تحقيق الانتصار من خلال القوة الجوية وحدها. واضاف “كانت قنبلة نووية نفسية صادمة على الجيش الصيني الذي كان لا يزال يتبنى تكتيكات سوفياتية التفكير من مرحلتي الستينات والسبعينات”.

 

وختم استاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين الصينية وانغ ييوي بالقول ان حرب الخليج ذكرت الصينيين بحكم الغابة :”كن  متخلفا وسيتم ضربك”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights