شبكة عراق الخير : د. غالب الدعمي
كنت طفلا صغيرا حين حضر الينا رجل دين يسمونه(روزخون) وارتقى المنبر وبدأ يتكلم عن الشمر وقال واصفا اياه بأن إبهامه بطول هذه النخلة وأشار إلى نخلة كبيرة جدا كما رأيتها في وقتها فأخذني خيالي إلى تخيل حجم اليد التي تكون إبهامها بقدر هذه النخلة الكبيرة، وحجم كتفه ورأسه وساقه، وذهبت اتخيل حجم اسنانه وأصابع قدميه وبقيت، هذه الفكرة تراودني والخوف يسيطر عليً من المدعو الشمر حتى سمعت ابي في يوم من الأيام يتحدث عن عوج بن عنق وبطولاته التاريخية وحجمه الخرافي فعضده كان جسراّ يعبر عليه أهل طويريج من صوبهم الكبير إلى صوبهم الصغير، وان المسافة بين أذنه وكتفه مسيرة ثلاثة أيام، وأنه في أحد الأيام كان نائما ومرت احدى القوافل بجنبه، فسألهم هل رأيتم ساقي، فقالوا له: أنها بخير فقد رأيناها قبل اسبوع، فقلت لأبي: هل تقصد الشمر، الذي تكلم عنه السيد ،فقال لي : هذه روزخونيات التي قالها السيد ولم أفهم ما كان يعنيه ابي؟ في حينها، لكن لاحقا فهمت ذلك حين أصبحت صحفيا وأدركت انها تعني (حجي جرايد)، فقد تجنى ذلك السيد على الشمر وسيضعه الله بالنار أو يبليه بالكورونا، فلم يكن إبهام الشمر بحجم نخلتنا ، ولم تكن المسافة بين أذن عوج بن عنق وكتفه مسيرة اسبوع ، ولم يكن كلام الروزخون صحيحا، كما ايقنت ان مسألة الشرف عند السياسيين كلمة غير موجودة أصلا ، وهي مجرد روزخونيات وحجي جرايد وضحك على الذقون وان مصطفى الكاظمي قد تآمر مع الشيطان الأكبر واغتال الحاج المهندس وسليماني وان الزرفي كان يقود طائرات (السوبر اتندر) التي قصفت طهران وهو الذي وجه السلاح الكيميائي لضرب حلجة، وهو من قاد عمليات الأنفال وقتل متظاهري الحويجة وهو الأب الروحي لداعش، ثم تظهر نظرية أخرى تقول: أن الامام مصطفى الكاظمي قد جاء ذكره في زبور داود وكتاب موسى وعند السلف الصالح، فقد اجتمع عليه اياد علاوي وهادي العامري اللذان لم يجتمعا على باطلل او حق قط في سالف الأيام، فقد رحبت به مجموعة الحلبوسي التجارية ، وهللت له جمهورية كردستان الديمقراطية وهنأتنا به جمهورية إيران ، ووافقت عليه الولايات المتحدة،فكان قاب قوسين أو ادنى، فالكل يدعي الوصل للكاظمي وهو لايقر لهم بذاكا .
لا أعرف كيف سيحافظ الكاظمي على قلب هادي العامري المتهم من الخصوم بأنه ايراني الهوى ، وبين اياد علاوي السعودي الهوى،وكيف يجمع بين أنصار الخنجر وجماعة الدوشكة، وكيف يرضي شعبا فقيرا اذله السلاطين ووعاظهم، والمهم من هذه كله اشكي حالي اليه واقول له: اللهم اشهد اني يتيم الأبوين، وعليك العباس مو ترسل علي طائرة الدرون فقد اشتريت سيارة سمند إيرانية وإطاراتها صينية، ومقودها هندي، وكشناتها (دك النجف) وشغلها(طك عطية).
جميع المقالات تمثل وجهة نظر كاتبها
