اخبار العراق

لقمان الفيلي: لهذا السبب استقلت

لقمان الفيلي

أكد السفير العراقي لدى واشنطن المستقيل لقمان عبدالرحيم الفيلي أنه قرر الاستقالة من منصبه بعد أن تأكدت قناعته بأن “كيان الدولة العراقية يضعف وهيبتها تنزف كل يوم”.

وقال الفيلي في صفحته على فيسبوك “(…) قررت أن أنهي ارتباطي الرسمي بجهاز الدولة العراقية حين وصلت الى قناعة بعد مراجعة عميقة وطويلة ان كيان الدولة يضعف كل يوم وان هيبتها تنزف بسرعة مع حاجتنا، كدولة، الى وقفة ومراجعة حقيقية لواقعنا الحزين، والحاجة أيضا الى معالجات آنية وضرورية بإفساح المجال للطاقات التي يمكنها أن تعالج جزء من هذه الحاجة”.

وأضاف “أصبحنا كدبلوماسيين كالجنود العزّل في ساحات القتال من دون تموين كافي او تواصل مؤثر، ولا نملك الا القليل من ما تتطلبه المهمة الصعبة في المعتركات الدبلوماسية من اهداف استراتيجية واضحة او توجهات ودعم مدروسة من أركان الدولة وأجهزتها”.

وأكد أنه “ومن خلال تعاملي المباشر مع الحكام، في العراق وخارجها، ادركت ان الجلوس على كرسي الحكم لا يعني دوما ان الحاكم يملك مقومات الحكم، وان المنصب ابتلاء ومحنة أكثر منه ترقية ونعمة، خصوصا في هذه الفترة العصيبة والمعقدة، ومن جانب اخر فالوظيفة بشكل عام لا تستحق التمسك بها الا بقدر ما تعلق الامر بخدمة المجتمع او تغيير حال المجتمع نحو الأفضل”.

وبين “وجدتُ من خلال تجربتي المتواضعة هذه ومعايشتي للشعوب والمجتمعات المختلفة أن شعبنا العراقي، رغم غنى البلاد في الثروات البشرية والطبيعية، مغلوب على أمره، فهو ضحية للدكتاتوريات المتلاحقة والعنف والأنانية السياسية”.

وأشار الى ان “العراق بحاجة الى الكثير من الرجالات ليرسوا به الى بر الأمان، رجالات تمتلك الرؤى وتعيش الايثار من اجل العراق بعيدا عن المنطلقات الفئوية الضيقة والطائفية والقومية والمذهبية والحزبية”.

وقال “ادركتُ أن العراق الان دولة لا تمتلك الكثير من مقومات القوة في العديد من المجالات، وتحتاج الى جهود جبارة من كوادر مؤمنة ومخلصة تمتلك المهنية والكفاءة والإخلاص وتسعى وتركز لبناء وطن لأولادهم وأحفادهم قبل كل شيئ مع معرفة كاملة لمستلزمات إعمارها من مختلف النواحي العمرانية والعقلية والنفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.

وأضاف الفيلي “كما تبين لي عن كثب ان المنظومة الادارية العراقية تكاد تكون كجسد بلا روح، وان جهاز الحكومة خامل ويحتاج بسرعة عاجلة الى جرعات من الطاقة والروئ السليمة، علماً ان المعالجات المطلوبة لمواجهة حجم التحدي الذي يواجهنا في العراق لا يدركه إلّا قلة، وان المسار الحالي للبلاد يسير نحو حلول ترقيعية لا أكثر”.

وتابع “أتضح لي ان معنى الدبلوماسية ومعطياتها تحتاج الى شرح وتوعية في شارعنا العراقي لكي نتمكن كدبلوماسيين، من ان نقدم وننتج في ساحات المضيف المختلفة، لا ان نتردد ونحن في دولة المضيف ألف مرة قبل ان نخطو الى الامام خشيةً من ردود الافعال داخل الساحة السياسية والجماهيرية العراقية”.

وأشار السفير العراقي السابق الى أن “التخطيط الاستراتيجي كفعل يحتاج ان يقوى من جديد في برنامج وكيان الدولة العراقية ككلّ، اذ مثلا اننا لم نستفد كثيرا من المساعدات التي كانت ولا زالت تقدمها لنا البلاد الصديقة، وللأسف فاننا، كمجتمع وحكومة، نحتاج ان نحسن ادارة علاقاتنا مع الآخرين لكي نضع خارطة طريق مدروسة وواضحة لتخرجنا من عنق زجاجة الطائفية والعرقية والحزبية والقومية التي وُضِعنا فيها، او وضَعنا أنفسنا فيها”.

وقال الفيلي “بالرغم من انني قد انهيت عملي الرسمي وشرف تمثيل بلادي كسفير للدولة العراقية، الا ان ذلك لا يعني إنني سأنقطع عن الاستمرار في خدمة العراق تحت مظلات اخرى، فالحاجة لبناء العراق يزداد كل يوم والامل لتحسين الحال يجب ان يستمر، فشغف خدمة العراق لم ينته ابداً لانه شرف لا يعلوه شرف، والقسم الذي رددته مع نفسي لخدمة بلدي ومجتمعي باقٍ ما بقيت”.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights