تحقيقات وتقارير

هل ستكون عدوى:كيف خسر هذا الرجل أكبر ثروات العالم في أيام؟

شبكة عراق الخير:

من مكانه المرتفع فوق ميدتاون مانهاتن في الولايات المتحدة، كان المستثمر الأمريكي بيل هوانج يبني بهدوء

إحدى أعظم ثروات العالم، دون أن يلاحظه أحد حتى في وول ستريت.

والآن أصبح هوانج وشركته الاستثمارية الخاصة ”أرشيجوس كابيتال“ في قلب واحدة من أكبر الزوابع المالية،

بعد تبخّر استثمارات بقيمة مليارات الدولارات، تنطوي على رهانات سوق سرية تم الاستفادة منها بشكل

خطير، وتم التخلص منها في لمح البصر.

ويرجع أحدث صعود لهوانج من الأسهم، التي أغرقتها البنوك الأمريكية في الأيام الأخيرة، والتي ارتفعت

جميعها هذا العام.

وتقدر قيمة جزء من محفظة هوانج، التي تم تداولها في منذ يوم الجمعة الماضي، من قبل مجموعة

”غولدمان ساكس“ و“مورغان ستانلي“ و“ويلز فارجو“ وشركاه بحوالي 40 مليار دولار الأسبوع الماضي.

2021 03 2 55

ووفقًا لوكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية، يعتقد مصرفيون أن صافي رأس مال شركة ”أرشيجوس كابيتال“ التي

تشمل ثروة هوانج بشكل أساسي، وصل إلى ما يزيد عن 10 مليارات دولار.

ومع استمرار ظهور عمليات التصرف والبيع، تستمر تقديرات إجمالي قيمة شركته في الارتفاع من عشرات المليارات إلى 50 مليار دولار، وحتى أكثر من 100 مليار دولار، لكن كل هذه الثروات تبخرت في مجرد أيام.

وقال مايك نوفوغراتز، وهو مستثمر وشريك سابق في ”غولدمان ساكس“: ”لم أرَ شيئًا كهذا من قبل بهدوئه وبمدى سرعة اختفائه.. أعتقد أن هذه هي واحدة من أكبر الخسائر في الثروة الشخصية في التاريخ“.

بدورها قالت كارين كيسلر، المتحدثة باسم الشركة، في بيان: ”هذا وقت صعب بالنسبة لمكتب العائلة في الشركة وشركائنا وموظفينا.. وتتم الآن مناقشة جميع الخطط، حيث سيحدد السيد هوانج والفريق أفضل مسار للمضي قدمًا“.

ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن أحد أسباب ما حدث، هو أن هوانج أنشأ الشركة كمكتب عائلي بإشراف محدود، ثم وظف المشتقات المالية لتكديس حصص كبيرة في الشركات، دون الحاجة إلى الكشف عنها.

وأشارت إلى أن هناك سببا ثانيا، وهو أن البنوك العالمية احتضنته كعميل مربح، على الرغم من سجل التداول الداخلي غير الشرعي، ومحاولة التلاعب بالسوق التي أخرجته من أعمال صناديق التحوط قبل عقد من الزمن.

وأوضح التقرير، أن المكاتب العائلية التي تدير ثروة واحدة حصريا تعفى عموما من التسجيل كمستشارين استثماريين لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ولذلك ليس عليهم الإفصاح عن مالكيهم أو مديريهم التنفيذيين أو مقدار الثروات التي يديرونها، وهي قوانين مصممة لحماية الغرباء الذين يستثمرون في صندوق.

2021 03 3 36

وقال تايلر جيلاش، وهو مساعد سابق في هيئة الأوراق المالية والبورصات، ويدير الآن ”مجموعة الأسواق الصحية: ”هذا يثير تساؤلات حول تنظيم المكاتب العائلية مرة أخرى.. والسؤال هو إذا كان الأمر يتعلق بالأصدقاء والعائلة فقط، فلماذا نهتم؟… الإجابة هي أنه يمكن أن يكون لها تأثير كبير على السوق، والنظام التنظيمي للجنة الأوراق المالية والبورصات“.

أقامت شركة ”أرشيجوس كابيتال“ شراكات تجارية مع عدة شركات، من بينها ”نومورا هولدنجز“ و“مورجان ستانلي“ و ”دويتشه بنك“ و“كريدي سويس“.

ولفترة من الوقت بعد قضية هيئة الأوراق المالية والبورصات، رفض ”غولدمان“ التعامل مع الشركة بسبب المخالفات، لكنه رضخ بعد ذلك، لأن المنافسين حققوا أرباحا كبيرة منها.

ولفت التقرير إلى أن هوانج هو أحد أمناء مدرسة ”فولر اللاهوتية، والمؤسس المشارك لمؤسسة ”النعمة والرحمة“، التي تتمثل مهمتها في خدمة الفقراء والمضطهدين، والتي بلغت أصولها حوالي 500 مليون دولار في نهاية عام 2018.

وفي مقابلة نادرة مع مسؤول تنفيذي في معهد ”فولر“ عام 2018 ، تحدث هوانج عن تسميته كمستثمر ودينه المسيحي: ”لا يتعلق الأمر بالمال فحسب.. الأمر يتعلق بالمدى الطويل، ومن المؤكد أن لدى الخالق وجهة نظر بعيدة المدى“.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights