مقالات

ماذا تريد الولايات المتحدة والجمهورية من العراق,؟

غالب الدعمي

شبكة عراق الخير :

د.غالب الدعمي
بات واضحا أن كلا من الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية, لهما أهداف محددة ويسعيان لتحقيقهما بقوة على أرض العراق، و تتلخص أهداف الولايات المتحدة بدعم طبقة سياسية لا تمثل خطراً على مشاريعها في العراق والمنطقة، وعندها عدة سيناريوهات لتنفيذها، وقد بدأت بتنفيذ فصولها بترويض المناطق الغربية باعتمادها على دعم الشيعة والأكراد بشكل منقطع النظير، وأخضعتهم لتهم جاهزة، فتارة أرهابيون وتارة أخرى دواعش، وعملاء لهذه الدولة أو تلك، وجعلت من بعضهم يكره نفسه، ويخشى من ذكر انتمائه المناطقي والعشائري التي باتت مسوغاً لتهم متعددة للزج بالسجون، وقد نجحت الولايات المتحدة في ترويض السنة نجاحاً باهراً، والآن جاء الدور لترويض الشيعة، وجعلهم لا يعارضون المشروع الأمريكي ويكونون جزء من أي رؤية تطرحها الولايات المتحدة، وبأختصار فأن المقبل على العراق يتمثل في دعم تأسيس جبهة كردية سنية بالتعاون من الليبراليين الشيعة، التي مهدت لها الولايات المتحدة منذ سنوات لتحقيق أغلبية مريحة لتشكيل أية حكومة مقبلة، وهناك عناصر يفترض أن تتوافر حتى تصل إلى غايتها، التي تحقق منها العنصر الأول بحصول توافق كردي سني في إدارة العراق، فضلا ًعن تحقق العنصر الثاني ببزوغ طبقة شيعية شابة مؤثرة بالمجتمع تعارض الوجود الايراني، وترفض الأحزاب السياسية القريبة من الجمهورية الإسلامية، وبانتظار اكتمال تحقيق العنصر الثالث الذي بات قريبا من الواقع، بظهور طبقة سياسية لا تدين بالولاء لإيران، وتعامل الفصائل أسوة بمعاملة القاعدة وداعش، ويرافق هذا إدارة ذكية لملف الرأي العام الذي تحقق منه لغاية اليوم نتائج مهمة أسهمت بهز البيت الشيعي واعادة بعض الثقة المفقودة للبيت السني الذي يتحين الفرص للايقاع بالخصم.
أما أهداف إيران يمكن إدراكها بسهولة عن طريق الإطلاع على كتاب الإمام الخميني رحمه الله ( الحكومة الإسلامية) الذي يشير بوضوع في أحد فصوله بحتمية تدمير الدول التي لاتؤمن بولاية الفقيه، ويتركز هدفها الأول في هذه الظروف بأخراج القوات الأمريكية من العراق، وبعدها مباشرة يتم تنفيذ فصول أهدافها الذي يبدأ بالسيطرة على مقاليد الحكومة العراقية، وبسط نفوذها على المناطق الغربية بمساعدة أصدقائها هناك، وإنشاء جمهورية إسلامية صُغرى، تشمل إيران، وسوريا، ولبنان كمرحلة أولى، وتعتمد على الموارد البشرية والاقتصادية الهائلة لهذه الدول وموقعها الجغرافي لديمومة وجودها بتنفيذ هذا الحلم الذي يتفق تماما مع المبدأ الذي تدعمه( ايران الثورة) وتعارضه( ايران الدولة)، وتنتقل بعدها الى ضم الاردن ودول الخليج وفلسطين لإنشاء الجمهورية الإسلامية الكبرى ايذانا بدخول العصر الاسلامي الحديث، وتستمر الفتوحات لتشمل افريقيا ودول أخرى.
واني اجزم ان أجهاض أية فكرة من الفكرتين المتصارعتين على أرض العراق يعني نمو الفكرة الاخرى وتمددها، وعلى وفق هذا المنظور فأن الذي يفكر بالسيادة عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي ليتأكد أنه مازال يفكر بطريقة صحيحة لأن هذه الطبقة قد وقعت على بيع سيادة العراق في مؤتمر لندن وصلاح الدين.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights