صحافتنا المطبوعة مهددة بالإنقراض

صحافتنا المطبوعة أجلس اليوم حزيناً بين آلاف الصحف العراقية المختلفة التي تحمل مقالاتي على مدى ستة عشر عاماً والتي فقدت بريقها وحضورها اليوم عند القاريء العراقي بعد أن كان ينتظرها بكل لهفة ويتلقفها من المكتبات وأكشاك بيع الصحف منذ الصباح الباكر فيتلذذ بقرائتها ويتحسس صفحاتها ويطالع أبوابها بكل نشوة وسعادة..! صحافتنا المطبوعة

اقرا ايضا الرسامة العراقية شروق الوائلي في ضيافة عندي وطن

اليوم وبعد كثرة وسائل نقل المعلومة ألكترونياً من فيس بوك ووسائل تواصل إجتماعي وغيرها توقفت أكثر الصحف عن الصدور وبعضها أغلقت أبوابها وتوقفت مطابعها والبعض القليل منها أستمر بإصدار الأعداد ألكترونياّ ..وأقل من كل ذلك بقيت عدة صحف صحافتنا المطبوعة تصدر ولكن بإعداد محدودة جداً وقد تبقى تلك الأعداد القليلة معروضة على مصاطب أكشاك الصحف والمكتبات لإيام طويلة دون أن يعبأ

صحافتنا المطبوعة مهددة

بها أحد..وهي التي كانت ذات يوم يتدافع عليها القراء بالمناكب ليحصلوا على نسخة واحدة منها !!
في تلك الأيام المتوهجة بالقراءة والمطالعة للصحف والجرائد كان وقتي صفراً وأنا مشغول طوال النهار وحتى آخر ساعات الليل أكتب المقالات وأرتبها وأهيئها ثم أرسلها على الأيميل لعدة صحف لاتقبل التأخير في أستلام مواد النشر قبل الساعة 12ظهراً ..وفي الصباح نجد ماأرسناه من مقالات منشوراً في صفحات الجرائد ..فنقتنيها بسرعة ونذهب الى المقاهي القريبة نجلس في زاوية منها نحتسي الشاي ونقرأ ماكتبناه بالأمس ونحن نشعر بالسعادة والغبطة والحيوية ..
وأتذكر أن في بعض الأيام كنت أرسل 4- 5 مقالات بين عمود وتقرير وتحقيق الى عدة صحف كنت أتعامل معها ..وأجد كل ذلك منشوراً في اليوم التالي دون تأخير ..وهذا يدل على كثرة القراء والمتابعين لتلك الصحف بحيث ينفذ بعضها من المكتبات بعد ساعة من ورودها من بغداد ..

اقرا المزيد :تغيير اللقب في الاحوال المدنية العراقية

صحافتنا المطبوعة كما وإن ذلك الدفق الهائل من الحراك الصحفي المطبوع كان يعطيني دافعاً كبيراً بالمواصلة والنشاط في حقل الكتابة الصحفية حتى وإن كان ذلك على حساب وقتي وراحتي ..!
اليوم لم يبق لدينا من ذلك الضجيج الجميل سوى الحسرة والآهة ..

فهل ترجع تلك الأيام الحافلة بالصحف والجرائد ..أم أن صحافتنا المطبوعة ذهبت إلى غير رجعة .!؟

بقلم الكاتب والإعلامي عبدالهادي البابي