مقالات

موسى بن جعفر “الكاظم”: ولادته ..نسبه ..حياته ماقيل فيه واستشهاده

موسى بن جعفر “الكاظم” هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر  بن مالك بن النضر جد قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن  إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

  • أمه هي: (أم ولد) اسمها حميدة، أندلسية الأصل ويُقال بربرية، ويُقال رومية، وتُلقّب
موسى بن جعفر الكاظم ولادته نسبه حياته ماقيل فيه واستشهاده
موسى بن جعفر “الكاظم”: ولادته ..نسبه ..حياته ماقيل فيه واستشهاده
  • لؤلؤة موسى بن جعفر، (127 أو 128 – 183هـ) الملقب بـالكاظم هو سابع أئمّة الشيعة الإثني
  • عشرية.تصدّى لمنصب الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الصادقعليه السلام سنة 148 هـ، واستمرت إمامته 35سنة
  • إلى أن استشهد مسموماً في 25 رجب سنة 183 هـ في بغداد.اقترنت إمامة الإمام الكاظم (ع) مع اقتدار
  • وبطش الدولة العباسية، فكان الإمامي عمل بالتقية تجاههم، ويوصي أصحابه بالالتزام بها، ومن هذا المنطلق
  • لم يذكر للإمام موقف معارض للدولة علانية، ولا موقف مساند للثورات العلويّة آنذاك كثورة فخّ، إلّا أنّه كان
  • يسعى منخلال مناظراته مع العباسيين وغيرهم إزالة الشرعيّة عن حكومتهم، وله مناظرات علميّة
  • مععلماء اليهود والنصارى أتت إجابةً لأسئلتهم. وتمّ جمع ما يزيد عن 3000 من أحاديث الإمام الكاظم(ع) في
  • كتاب مُسند الامام الكاظم، وقد رَوى قسماً منها أصحاب الإجماع.بادر الإمام (ع) في توسيع مؤسسة الوكالة،
  • فعيّن أشخاصاً في مختلف المناطق كَوُكَلاء عنه وذلك من أجل تسهيل تواصل الشيعة بإمامهم، واقترنت فترة
  • إمامته بتشعّب الفرق الشيعية، حيث نشأت في بداية إمامته الفرقة الإسماعيلية والفطحية والناووسية، كما
  • ظهرت الفرقة الواقفية بعد شهادته.

اقرأ ايضا الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

أشادت مصادر الشيعة وأهل السنة بعلمه وعبادته وبجوده وحلمه، ولُقّب بالكاظم لشدة كظمه

الغيض، كما عُرف بالعبد الصالح، واشتهر بباب الحوائج أيضاً، ويحظى الإمام باحترام علماء السنّة

باعتبار أنّه عالم وفقيه، ويقصد ضريحه السنّة والشيعة في الكاظمية ببغداد والذي يعرف بالعتبة

الكاظمية.

ورد أن لأبي الحسن الكاظمعليه السلام

 سبعة وثلاثون ولداً بين ذكر وأنثى أشهرهم: الإمام الرضاعليه السلام، وأحمد

بن موسى، ومن أشهر بناته فاطمة المعصومةعليها السلام

حياته السياسية

كانت العلاقة التي تربط العلويين بالخلافة متأزمة دائما فقد ورث الامام موسى الكاظم تاريخا داميا

من تعامل السلطة مع ابائه واجداده، فكونهم ائمة للشيعة ورؤساء لتلك الجماعة التي تمثل

اشرس فئات المعارضة للحكم العباسي والأموي جر عليهم الكثير من التضييق والاضطهاد الذي

وصل في كثير من الاحيان إلى التصفية الجسدية.

أُعتقل موسى الكاظم في زمن حكم الخليفة المهدي الذي امر عامله على المدينة باعتقال

موسى الكاظم وارساله لبغداد، لكن سرعان ما اطلق سراح الكاظم واعيد إلى المدينة. وتقول

الروايات ان المهدي راى حلما افزعه فقام باطلاق سراح الكاظم على الفور.

ومع تربع الخليفة موسى الهادي على سدة الحكم، زاد التشنج مع العلويين ليتوج ذلك في موقعة

فخ التي ذهب ضحيتها ثلة من اعيان العلويين، الامر الذي زاد من التضييق على موسى الكاظم

الذي كان يراه الخليفة المسؤول والمحرض للحسين بن علي بن الحسن المثلث وأصحابه

المقتولين في فخ، إذ قيل إن الخليفةَ الهادي قال : والله ما خرج حسين إلا عن أمره، ولا اتبع الا

محبته، لانه كان صاحب الوصية في اهل هذا البيت، قتلني الله ان ابقيت عليه.لكن اجل الخليفة

الهادي لم يسمح له بتنفيذ تهديده حيث توفي بعد مدة قليلة من وقعة فخ.

استلم الحكم بعد وفاة الهادي أحد اقوى الخلفاء العباسيين هارون الرشيد الذي لم يختلف كثيرا

عن ابائه في الحرص على التضييق على الشيعة وعلى راسهم الامام موسى الكاظم. حيث يرى

الشيعة ان الائمة الاثنا عشر هم الخلفاء الحقيقيين وان لا شرعية لاي حاكم في وجودهم. وقد

لعب الوشاة دورا هاما في تاجيج الوضع حيث دخل علي بن إسماعيل على هارون الرشيد وقال:

“ما ظنت ان في الارض خليفتين حتى رايت عمي موسى بن جعفر يُسلم عليه بالخلافة” وزاد

على ذلك فابلغ الخليفة بان الاموال تُحمل اليه من المشرق والمغرب وبان له بيوتاً من المال.

ولم يكن لهارون الرشيد ان يتهاون مع مايمكن ان يهدد كرسيه وحكم آل عباس فامر باعتقال

موسى الكاظم، فاعتقل وهو يصلي في المسجد النبوي وكان اعتقاله في 20 من شوال 179هـ.

وكانت السلطات حريصة على عدم وقوع اضطرابات فارسلت موكبان وهميان احدهما للبصرة

والاخر للكوفة ليوهموا الناس عن مسير موسى الكاظم ووجهة اعتقاله، وأمر هارون الرشيد

بتسيير موسى الكاظم ليلا وبشكل سري إلى البصرة.

أودع الكاظم في سجن البصرة تحت اشراف رئيس سجنها عيسى بن أبي جعفر، ويبدو ان

شخصية الكاظم الكارزمية قد اثرت على عيسى ومن معه بالسجن، فكان لهذا اثر في قدرة

العلماء الوصول اليه بشكل سري ورواية الحديث عنه. وقد تكون السلطات في بغداد وجلت من

انباء تاثير الكاظم على من حوله فطلب الخليفة من عيسى بن أبي جعفر ان يغتال الكاظم، فرد

عيسى برسالة يقول فيها بانه اختبر الكاظم ولم يجد منه سوءا ويطلب اعفاءه من تنفيذ هذه

المهمة.فامر الرشيد بحمل الكاظم إلى بغداد بعد ان قضى عاماً بحبس البصرة.

لما وصل الكاظم إلى بغداد لم يحبس في السجن مع عامة الناس وانما حبس في بيت الفضل بن

الربيع وقد يكون السبب من ذلك الخشية من تاثير الكاظم على الناس. وبعد فترة غير معروفة امر

الرشيد باطلاق سراح الكاظم وتقول المصادر ان اطلاق السراح هذا كان بسبب رؤيا راها الرشيد

في منامه. لكن الكاظم لم يُغادر بغداد ويذهب العديد من المؤرخين بانه كان تحت الإقامة الجبرية

فيها. وخلال هذه الفترة كان يلتقي بصورة متواصلة مع الرشيد ويخوضون المناقشات الدينية.

أعاد هارون الرشيد اعتقال الكاظم مرة اخرى وحبس عند الفضل بن الربيع مجدداً، لكن الفضل

عمد إلى الترفيه عن الكاظم وعدم اذيته. كما اوعز هارون الرشيد إلى الفضل باغتيال الكاظم الا

ان الفضل امتنع وماطل في ذلك. وقد وصلت اخبار الترفيه الذي فيه الكاظم إلى هارون الرشيد

الذي كان في الرقة آنذاك. فامر بمعاقبة الفضل وإرسال الكاظم إلى السندي بن شاهك. وبالفعل

تم اعتقال الفضل وتجريده وجلده مائه سوط أمام الناس حتى كاد يفقد عقله. أزواجه وأولاده‏

لم تسجل المصادر شيئاً عن عدد أزواجه، ولكن الغالب عليهن كونهن أمّهات أولاد – إماءً – كان يشتريهنّ، ثمّ يعتقهنّ، ويتزوجهنّ. أولاهن السيدة نجمة التي أنجبت له الإمام الرضا عليه السلام.

وقد اختلفت كلمة المؤرخين في عدد أولاده، فمنهم كـالشيخ المفيد أوصلهم إلى سبعة وثلاثين

موزعين على ثمانية عشر ولداً ذكراً وتسع عشرة أنثى،  هم:

1. علي الرضاعليه السلام

2. إبراهيم

3. عباس

4. قاسم المدفون في مدينة الحلة وسط العراق، لأمّهات أولاد.

5. إسماعيل

6. جعفر

7. حسين المدفون في شيراز

8. هارون المدفون في مدينة ساوة، أمهم أمّ ولد.

9. أحمد المدفون في شيراز

10. محمد المدفون في شيراز

11.حمزة المدفون في الري، أمّهم أمّ ولد.

12. عبد الله المدفون في مدينة اوجان

13. إسحاق المدفون في ساوة

14.عبيد الله

15. زيد

16. الحسن

17. الفضل المدفون في مدينة آوة

18.سليمان المدفون في آوه، أمهم أمّ ولد.

19. فاطمة الكبرى الملقّبة بالمعصومة

20. فاطمة الصغرى

21. رقية

22. حكيمة

23. أم أبيها

24. رقية الصغرى

25. كلثم

26.أمّ جعفر

27. لبابة

28. زينب

29.خديجة

30. علية

31. آمنة

32. حسنة

33. بريهة

34. عائشة

35. أمّ سلمة

36.ميمونة

37.أم كلثوم، أمهاتن أمهات أولاد.

وكان أفضل وأعلم ولد أبي الحسن موسىعليه السلام هو الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضاعليه السلام

قيل فيه

  • قال ابن الجوزي: «موسى بن جعفر كان يدعى العبد الصالح، وكان حليماً وكريماً، إذا بلغه
  • عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال».
  • وقال أبو حاتم: «موسى بن جعفر ثقة، صدوق، إمام من أئمة المسلمين.»
  • قال الذهبي: «كان موسى من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء، وله مشهد معروف ببغداد.»
  • وقال الزركلي: «موسى بن جعفر الصادق ابن الباقر، أبو الحسن، سابع الأئمة الإثني عشر
  • عند الإمامية، كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.»
  • قال الطبرسي: «قد اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً،
  • وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم.»
  • وقال الشبلنجي الشافعي: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد،
  • الحجة، الحبر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المُسمَّى لفرط حلمه وتجاوزه عن
  • المعتدين كاظماً. وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله، وذلك لنجح قضاء
  • حوائج المتوسلين به، ومناقبه (رضي الله عنه) كثيرة شهيرة.»

اقرأ المزيد : راهب ال البيت الامام موسى بن جعفر “ع”

وفاته صندوق ضريح موسى الكاظم, صنع في 624 هجرية, محفوظ في المتحف العراقي

نُقل الكاظم إلى سجن السندي بن شاهك حسب اوامر الرشيد وقد جهد السندي في ارهاق

الكاظم والتنكيل به والتضييق عليه بكل الوسائل ابتغاء لمرضاة الخليفة. وذهب المؤرخون إلى ان

الكاظم قد سجن في بيت السندي. وعلى الرغم من التضييق في السجن فان الكاظم استطاع

استمالة خادم السندي وغيره الذين كانوا يساعدون الكاظم على الاتصال بالعلماء واجابة

مسائلهم الدينية. ولم يدم هذا الوضع طويلاً حتى توفي الكاظم في سجنه وكان ذلك عام 183هـ،

ويذهب الرواة على ان الكاظم لم يمت حتف انفه وانما جرى تسميمه والمشهور ان هارون الرشيد

عمد إلى وضع السم في الرطب وامر السندي ان يجبر الكاظم على اكله.

عمدت السلطات على تبرئة نفسها من اي مسؤولية محتملة، فعمد السندي إلى جمع 80 شخصا

من السجن قبل وفاة الكاظم وطلب منهم ان يطلعوا على حال الكاظم وان يسالوه ما إذا كان احدا

قد اذاه فالتفت الكاظم للشهود وقال: أشهدوا علي اني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، أشهدوا اني

صحيح الظاهر، لكني مسموم وساحمر في هذا اليوم حمرةً شديدة، وأبيض بعد غد، وأمضي إلى

رحمة الله ورضوانه فاصيب السندي بالصدمة.

واجرت الشرطة التحقيق في وفاة الكاظم فجلبت 25 ممن يعرفون الكاظم شخصياً فقام السندي

بالكشف عن ملابسه وسؤالهم “أترون فيه ماتنكرونه؟” فاجابوا بلا وتم تسجيل شهاداتهم. ثم جلب

غيرهم ممن شهد على عدم وجود اثر جرح في جسد الكاظم. ثم جمع هارون الرشيد شيوخ

الطالبيين والعلويين وموسى الكاظم مسجى فقال لهم: هذا موسى بن جعفر قد مات حتف انفه،

وماكان بيني وبينه ماستغفر الله منه فانظروا اليه. فنظروا إلى جثمانه من دون ان يجدوا فيه اثر

جرح أو خنق.

موسى بن جعفر "الكاظم": ولادته ..نسبه ..حياته ماقيل فيه واستشهاده
موسى بن جعفر “الكاظم”: ولادته ..نسبه ..حياته ماقيل فيه واستشهاده

الحضرة الكاظمية حيث دفن الامام الكاظم في بغداد

ووضع بعد ذلك على جسر الرصافة في بغداد تنظر له المارة. ويرى الشيعة ان القصد من

ذلك هو اذلال إمامهم والتشهير به والحط من كرامته. وقد اثارا هذا قريحة الشعراء فقال

الشيخ محمد الملا:

«من مبلغ الإسلام أن زعـيمه قد مات في سجن الرشيد سميما

فالغيُ بات بموته طرب الحشا وغـدا لمأتمه الرشاد مـقيما

مُلقى على جســر الرصافة نعشه فيه الملائك أحدقوا تعظيما»

ثم حمل الجنود نعشه وصاروا يصيحون: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه لايموت،

فانظروا له ميتا. وحُمل الجثمان وسط الجماهير المجتمعة ليوارى الثرى في المقبرة المعروفة

بمقبرة قريش مرقده وثواب زيارته

يوم تشييع الإمام موسى عليه السلام يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت

الجماهير من جميع الشرائح إلى تشييع ريحانة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر

جمهور المسلمين على اختلاف طبقاتهم يتقرّبون إلى الله جل جلاله بحمل جثمان سبط النبي صلی الله عليه وآله وسلم،

وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن إلى المقر الأخير، وقد أحاطت الجماهير الحزينة

بالجثمان المقدس وهي تتسابق على حمله للتبرك به، فحفر له قبر في مقابر قريش، وأنزله

سليمان بن أبي جعفر في مقره الأخير، وبعد فراغه من مراسيم الدفن، أقبل إليه الناس تعزّيه

وتواسيه بالمصاب الأليم. ومن ذلك الحين حتى يومنا هذا واصلت الشيعة وغيرهم من المسلمين

التوافد على زيارته والتبرك بمرقده الشريفة لما انتهى لهم من عظيم مكانته، وحثّ الأئمة

اقرأ المزيد:  “صاحب الديلم” يحيى بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى

المعصومين (ع) على زيارته، كالمروي عن الإمام الرضا عليه السلام: «من زار قبرَ أبي ببغداد كمن زار

قبرَ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم وقبرَ أمير المؤمنين عليه السلام إلاّ أنّ لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما

فضلَهما». وفي رواية أخرى: «زيارة قبر أبي‌الحسن عليه السلام كزيارة قبر الحسين عليه السلام».

كلام الخطيب البغدادي

روى الخطيب البغدادي عن الحسن بن إبراهيم أبي علي الخلال يقول: «ما همَّني أمرٌ فقصَدتُ

قبرَ موسى بنِ جعفرٍ، فتوسّلتُ به إلّا سهّل اللهُ تعالى لي ما اُحبّ».

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights