بدأت ليلة الإسراء والمعراج بعد مغرب اليوم الأربعاء الموافق 26 من شهر رجب المعظم عام 1442 هجري
وتستمر حتى فجر
الخميس السابع والعشرين رجب، وتحتفل الأمة الإسلامية في مختلف أنحاء الأرض بذكرى هذه الليلة
المباركة، التي أسرى فيها
سيدنا محمد {صلى الله عليه وسلم} من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسحد الأقصى في
فلسطين، في معجزة
إلهية كرم بها الله {عزَّوجل} رسولنا الكريم بعد ما أشتد عليه أذى المشركين.
وأسرى بالرسول الكريم مُحمد {صلى الله عليه وسلم} بصحبة جبريل {عليه السلام} علي دابة تسمي
“البراق” أصغر من البغل
وأكبر من الحمار وسميت بذلك لشدة بياضها ولمعانها، كما أنها حملت الرسول في ليلة الإسراء والمعراج
بسرعة الضوء وهو الأمر
الذي لم يصدقه المشركين، وصلى رسول الله {عليه أفضل الصلاة والسلام} إمامآ بالأنبياء في بيت
المقدس، وعُرج بها إلى السماء السابعة وحتى سدرة المنتهى،وبعدها إلى البيت المعمور.
رحلة الإسراء
وبدأت ليلة الاسراء والمعراج بعد تعرض النبي مُحمد للأذى من مشركي الطائف أثناء دعوتهم للإسلام
وسالت الدماء من قدمه
الشريفة، فركن إلى شجرة ودعا ربه الدعاء الشهير، (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقِلة حيلتي،
وهواني على الناس، يا
أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو
ملكته أمري؟ إن لم يكن بك
عليَّ غضبًُ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح
عليه أمر الدنيا والآخرة، من
أن تنزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك، لك العتبي حتي ترضي، ولا حول والا قوة إلا بك).
فبعث الله عز وجل سيدنا جبريل مع ملك الجبال إلى النبي ﷺ ليخبره أنه لو يشاء يطبق الله عليهم الجبال،
ولكن يأبى الرسول الكريم برحمة منه ويقول: “لا – لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله”، فيكافأه
ربه بليلة الإسراء والمعراج تكريما له، وجاء في سورة الإسراء – يقول اللَّه سبحانه وتعالى{سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ}.
رحلة المعراج
بعدما سرى النبي محمد ﷺ إلى بيت المقدس ليلاً بفلسطين وصلى إمامآ بالأنبياء، عرج به إلى أعلى ليجاوز السماوات السبع. وصعد إلى سدرة المنتهى، وفي رحلة المعراج فُرض عليه الصلوات الخمس وكانت خمسون في البداية ولكن دعى النبي الكريم ربه إلى أن أصبحت خمس صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، تخفيفآ وإحسانآ من اللَّه {عز وجل} وبقيت الخمس صلوات بأجر الخمسين صلاة.
وكان جبريل عليه السلام يستأذن للنبي عند كل سماء فيؤذن له، حيث وجد في السماء الدنيا آدم {عليه السلام} فرحب به
وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، ثم لما أتى السماء الثانية وجد فيها عيسى ويحيى، ابني الخالة، فرحبا به، وقالا:
مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلىى الثالثة فوجد فيها يوسف عليه الصلاة والسلام، فرحب به، وقال: مرحبًا بالنبي
الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى الطبقة الرابعة فوجد فيها إدريس، فرحب به، وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح.
ثم عرج به إلى الخامسة فوجد فيها هارون عليه الصلاة والسلام، فرحب به، قال: مرحبًا بالرسول الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به
إلى السادسة فوجد فيها موسى عليه الصلاة والسلام، فرحب به، وقال: مرحبًا بالرسول الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى
الطبقة السابعة فوجد فيها إبراهيم أباه عليه الصلاة والسلام -هو من ذرية إبراهيم وقال: مرحبًا بالرسول الصالح، والابن الصالح.
وقال الله تعالى في سورة النجم، “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى*مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ
يحتفل العالم الإسلامي بمناسبة ذكرى ليلة الأسراء والمعراج التي لها مكانة عظيمة عند المسلمين، خاصةً وأنها تحمل الكثير
من المعجزات النبوية، ويأمل المسلمون في الظفر بنفحات تلك الليلة المباركة والتقرب لله بالدعاء والصلاة خاصةً في تلك الظروف
الصعبة من إنتشار جائحة كورونا، التي تطلب منا التقرب إلى الله عزوجل بالأعمال الصالحة
تعتبر ليلة الاسراء والمعراج من أكبر الأحداث في التاريخ الإسلامي، لما لها من فضائل و رسائل ربانية عظيمة، حيث أنها أثبتت صدق دعوة سيدنا محمد ونبوته، كما بينت أهمية ومكانة المسجد الأقصى مهد الأنبياء والرسل، والذي تعادل الصلاة فيه خمسمائة صلاة في غيره من المساجد، وقد كان القبلة الأولى للمسلمين قبل المسحد الحرام.
كشفت ليلة الاسراء والمعراج عن المكانة الكبيرة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ و التي لم تُعطي لأحدآ في العالمين غيره، وكانت ليلة الإسراء والمعراج تكريمآ للرسول ودعمآ نفسيآ ومعنويآ كبيرآ له بعد وفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبو طالب في عام الحزن، وجزاءآ على صبره وألمه بعد فراق أحبته
.
ليلة الإسراء والمعراج كانت إختبار للمسلمين، فمنهم من صدق كلام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وآمن به وأولهم كان الصحابي الجليل أبوبكر الصديق الذي أمن بكل ما جاء به رسول الله.
دعاء ليلة الإسراء والمعراج
هناك الكثير من الأدعية المحبب الدعاء بها في ليلة الاسراء والمعراج، فندعي الله تعالى بخشوع وتضرع «اللهم إني عبدك ابن
عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو
علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».
أدعية آخري في ليلة الإسراء والمعراج
أدعبة ليلة الإسراء والمعراج -اللهم لا تشمت أعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، أنت ثقتي ورجائي ، واجعل حسن ظني بك شفائي، اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقًا حلالًا يكفيني وأبعد عني شر من يؤذيني.
أدعية ليلة الإسراء والمعراج- اسألك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد
الابتلاء ألا تبق لي همًا ولا حزنًا ولا ضيقًا ولا سقمًا إلا فرجته، وإن أصبحت بحزن فأمسيني بفرح وإن نمت على ضيق فأيقظني
على فرج، وإن كنت بحاجه فلا تكلني إلى أحدٍ سواك.
أدعية ليلة الإسراء والمعراج- اللهم أنك لا تحمل نفسًا فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به وباعد بيني وبين
مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب.
دعاء ليلة الإسراء والمعراج- يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم، اللهم لك الحمد
كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..اللهم يا حي يا قيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم انك حميد مجيد.
حكم الاحتفال في ليلة الإسراء والمعراج
تقول دار الإفتاء المصرية أن الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج والتي تبدأ بعد مغرب ليلة السابع والعشرين
من شهر رجب المبارك أمر مستحب ولا بدعة فيه، حيث انها ليلة مباركة ولها مكانة عظيمة لدى المسلمين
