مقالات

ظاهرة المخدرات في العراق – متى إنتشرت وكيفية السيطرة عليها

شبكة عراق الخير :

تمثل ظاهرة انتشار المخدرات في العراق كارثة كبرى في الشارع العراقي على المتعاطين وأكثرهم الشباب، والتي تفاقمت في

البلاد بشكل كارثي خصوصآ بعد الإنفلات الأمني في العراق بعد عام 2003، ويشير متخصصون إلى أن مشكلة تعاطي المخدرات

في العراق أصبحت سوق تجارة كبير يدار من قبل بعض العناصر في الميليشيات المسلحة وأنظمة كبيرة خارجية ومختلفة لاسيما أن تعاطي المواد المخدرة

والتجارة فيها كان شبه معدومآ او قليل قبل الغزو الأمريكي بالعراق، لوجود قوانين صارمة تصل إلى حد السجن المشدد والإعدام من قبل

الحكومات العراقية السابقة.

تزايد نسبة الادمانعلى المخدرات عمل على تحويل العراق إلى سوق للمخدرات تحت أنظار الأجهزة الأمنية والحكومية

المختلفة، التي عجزت عن السيطرة على تلك الكارثة التي اجتاحت مناطق ومحافظات عراقية عدة ، وإزدادت نسبة

تهريب تلك المواد القاتلة خلال عامي 2019 و2020 حسب الإحصائيات الأخيرة، وتمكنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات من

القبض على بعض عصابات المخدرات والمتهمين في تجارة وتعاطي هذه المواد السامة.

ظاهرة المخدرات في العراق بعد 2003

كانت الأراضي العراقية قبل عام 2003 مجرد ممرآ للمخدرات إلى خارج البلاد من الدول المصدرة، وليس مكان للإتجار والتعاطي،

ولكن بعد الغزو الأمريكي للبلاد تغير الحال كثيرآ نتيجة للصراعات الداخلية والإنفلات الأمني، فضلآ عن أن الجهود المبذولة من

القوات المعنية في مكافحة تلك الجرائم أقل بكثير من الخطر الموجود، ويقتصر فقط على اعتقال صغار تجار المخدرات، وعدم

القبض أو ملاحقة المتورطين في تهريب المخدرات داخل العراق لأنهم مرتبطين بجهات كبيرة ومسلحة، كما

أن غزو تجارة المخدرات في بغداد و ومختلف المحافظات، يأتي في الأصل من الخارج عبر الحدود مع العراق،

ويقول مازن القريشي مدير دائرة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، أنه خلال العام الماضي في الفترة مابين

1/1/2020 إلى 30/11/2020 تم إلقاء القبض على أكثر من 6000 بتهمة تعاطي وتجارة المخدرات جاء من بينهما نساء، كما كشف

القريشي في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية ان المخدرات آفة أثرت على شريحة كبيرة من الشباب في المجتمع العراقي،

مضيفاً أن العراق كان في السابق ممراً وليس مستقراً، لكن الآن أصبح ممراً ومستقراً لتهريب وتجارة المخدرات.

كما أكد أن مادة “الكريستال” هي أكثر المواد المخدرة دخولآ للعراق وتأتي في الأغلب من إيران، ولكنها تزرع في الأساس

بأفغانستان، والمادة المخدرة الثانية هي الحشيش، وفي المرتبة الثالثة تأتي حبات المؤثرات العقلية بأكثر من مليون ونصف حبة، مشيرآ إلى أن المحافظات لأكثر تجارة للمخدرات هي مدينة البصرة وتاتي من بعدها ميسان، وفي إقليم كردستان تدخل عن

طريق سوريا وإيران.

يقول القريشي موضحآ الإجراءات القانونية التي تؤخذ بحق المتهمين،ان معظم الذين إعتقلتهم قوات الشرطة كانوا من تجار

المخدرات ويكون الحكم عليهم أكثر من 10 سنوات أو مؤبد، وتصل إلى الإعدام، والبعض من 3 إلى 8 سنوات، أما المتعاطين فقط

لمدة سنة إلى ثلاث سنوات بحسب قانون عقوبات القضاء العراقي في قضايا تجارة وتعاطي المخدرات، وتقضي المحكمة بدلآ من

السحن للمتعاطين بإيداعهم في مؤسسات علاج الإدمان، وأوصت مفوضية حقوق الإنسان بإلغاء العقوبات على المتعاطين

لتشجيعهم على تسليم أنفسهم إلى مراكز التأهيل.

أسباب تفشي المخدرات في العراق

رغم جهود القوات الأمنية المختصة في مكافحة انتشار المخدرات في العراق، إلا أنها أصبحت منتشرة بشكل واسع، إذ أن عدد

المدمنين في بغداد والموصل ومختلف مدن العراق يزداد بشدة يوميآ، ويرجع هذا إلى عدة اسباب مختلفة منها البطالة والمشاكل

الأسرية والإقتصادية والسياسية في البلاد.

تقول إيناس كريم رئيسة منظمة “عراق خالي من المخدرات” أن خطورة انتشار المخدرات في جمهورية العراق لا تقل عن تأثير

وخطورة غزو الجيوش والإرهاب على الدول، وأشارت إلى أن هناك مقاهي أصبحت أماكن لترويج المخدرات، حيث تضع لزبائنها تلك

المواد في الأراكيل دون علمآ منهم، لأجل جذبهم لتناول المخدرات وإدمانها، مضيفة أن “مديرية مكافحة المخدرات” تقوم بمداهمة

تلك المقاهي كل فترة، بالرغم من تزايدها المستمر.

اسباب إقتصادية

أدى التدهور الإقتصادي بالعراق في السنوات الأخيرة إلى وجود نسب بطالة كبيرة بين الشباب، بسبب قلة توفر فرص العمل في

القطاع الخاص وتكدس الوظائف في القطاع العام، وذلك نتج عنه إتجاه الشباب إلى الكسب غير الشرعي والتجارة في المخدرات

بالعراق.

اسباب أمنية

يعتبر الإنفلات الأمني في الشارع العراقي من أبرز الأسباب في إرتفاع نسبة الإدمان والتعاطي، خاصة مع غياب الرقابة الأمنية

على الحدود العراقية مع ايران وبعض الدول الاخري التابعة لصناعة المخدرات وتصديرها، وإستغلت مافيات وعصابات تجارة

المخدرات هذا الوضع الأمني الكارثي، وجعلت من العراق جسرآ لنقل المخدرات خارج لأوروبا وأسيا.

كشفت المنظمة الدولية لمراقبة وتهريب المخدرات التابعة للأمم المتحدة، أن العراق تحولت إلى “ترانزيت” لنقل المخدرات

والهيروين من أفغانستان وايران إلى اوروبا وأسيا، من قبل المنظمات التي ينتمي بعض افرادها للميليشيات المسلحة وبعض الجهات السياسية

الأخرى، مستغلين الأنعدام الأمني في العراق.

اسباب اخري
الظروف السياسية الصعبة في العراق بعد الاحتلال الأمريكي 2003، فضلآ عن تدهور الأحوال الاقتصادية والإجتماعية، وسوء

حالتهم النفسية والمادية.

العنف الأسري وعدم إحتواء الأهل لأبناءهم في تلك الظروف الصعبة، بالإضافة إلى غياب برامج التوعية والتثقيف، وقلة دور الإعلام

في توعية الشعب.

وجود العراق بجانب ايران وافغانستان الدولتان المصدرتان للمواد الغير شرعية من مخدرات وهيروين وحبوب المؤثرات العقلية، تصل

إلى بغداد و البصرة ومختلف محافظات العراق.

كيفية السيطرة على مشكلة المخدرات في العراق

1.تلعب الأسرة دورآ هامآ في الحماية من الإدمان والتعاطي، لما لها تأثير قوي في حياة الأفراد، ويجب على الأب والأم مراقبة

أبناءهم ومتابعتهم بإستمرار، وتحذيرهم الدائم من رفاق السوء، كما عليهم ابعاد الأبناء عن المشكلات الأسرية لعدم تأثرهم بذلك

والإتجاه للمخدرات.

2. للإعلام دور كبير اليوم في ترهيب المواطنين من الادمان والمخدرات، وبيان خطورتها على الانسان من خلال حملات التوعية

المختلفة، وأصبح اليوم وجود عدة وسائل للتوعية عبر التلفاز والإنترنت ووسائل التواصل الأخرى.

3. سن قوانين صارمة لتجار المخدر والحشيش والإعلان عن العقوبات الموقعة على المجرمين الذي يتم القبض عليهم

ومحاكمتهم، ليكونوا عبرة لغيرهم.

4. مضاعفة الجهود الأمنية المبذولة لمكافحة تلك الجرائم، ومراقبة الحدود البحرية والبرية في العراق بشكل دائم، لضبط العناصر

الإجرامية والعصابات الخطيرة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights