يفحص بولان المورفين المهدئ الموجود في خشخاش الأفيون ؛ الكافيين المنشط الموجود في الشاي والقهوة.
والميسكالين المهلوس الموجود في أنواع معينة من الصبار. الثلاثة عبارة عن قلويدات Alkaloidsمرة الطعم ،
طورتها النباتات كشكل من أشكال الدفاع . ولكن ، كما يوضح بولان ، أصبحت أجزاء مهمة من الثقافة الإنسانية.
في الجزء الأول من الكتاب , يدور السرد حول الأفيون ، بشكل أساسي من خلال نظرة بولان ,وهو يستند إلى
مقال كتبه في عام 1997 ، عندما كانت حرب الولايات المتحدة على المخدرات في ذروتها. يصف بولان كيف حاول
زراعة خشخاش الأفيون بعد أن عثر على كتاب Opium for the Masses للكاتب Jim Hogshire ، والذي أخبر
الناس بكيفية استخلاص الأفيون من الخشخاش في المنزل.
ما يلي هو رحلة مضطربة إلى عالم القانون والقذارة للأفيون ، وإن كان غامضًا ، في ذلك الوقت ٍ. يرى بولان
أن شراء بذور الخشخاش وزراعة النباتات مسموح به ، ولكن بعد ذلك تصبح القواعد أكثر غموضًا. لقد نجح في
زراعة (وأخذ عينات) نسخته محلية الصنع من العقار.
من بين ثلاثي بولان (الأفيون والكافيين والمسكالين )، يُعتبر الكافيين المادة الأكثر استخدامًا ، حيث يستهلكها حوالي 80 في المائة من سكان العالم. أصبح الكثيرون مدمنين على قدرتها على إبقائنا يقظين – بما في ذلك بولان.
لاستكشاف آثار الكافيين على العقل والجسم ، قرر التوقف عن شربه مؤقتًا ، بينما كان يستكشف التاريخ الغني والصادم للقهوة والشاي. لقد أدت تأثيراتها النشطة إلى إحداث تقدم في التعلم والفكر ، بينما أدى الطلب الكبير من المستهلكين إلى زيادة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي ، على سبيل المثال ، مع قيام مزارعي البن في البرازيل بإحضار العبيد من إفريقيا إلى مزارعهم.
الكافيين هو ما يسميه بولان “إحدى أذكى استراتيجيات التطور التي صادفها النبات على الإطلاق”. وبفضل الاعتماد العالمي على القهوة والشاي ، “ساعدت هاتان النبتتان أيضًا في بناء نوع الحضارة , على وجه التحديد ,التي يمكن أن تزدهرا فيها بشكل أفضل” ، كما كتب.
القسم الأخير في الكتاب عن الميسكالين ، وهو مخدر يغير الوعي موجود في بذور الصبار بما في ذلك البيوت وصبار سان بيدرو. يركز إلى حد كبير على الأهمية الدينية والروحية والثقافية للعقارعند السكان الأصليين في الأمريكتين.
تم استخدام المسكالين من قبل هذه المجموعات لأكثر من 6000 عام ، مما يجعله أقدم مخدر معروف ، ويتم سرد آثاره من خلال تجارب بولان معه ، وكذلك استخدامه في الاحتفالات التقليدية.
وبهذا المعنى ، فإن كتابThis is your Mind on Plants كما يروي عنوانه من خلال الحكايات والتجارب الذاتية لبولان والآخرين أكثر من تقديمه حقائق ثابتة . يشير الكتاب إلى التأثير بعيد المدى (وأحيانًا الهيمنة) للعقاقير النباتية على تاريخ البشرية وثقافتها وتفكيرها ، ويبدو أن بولان أصبح مدافعًا عن الاستخدام الشخصي للأدوية المشتقة من النباتات . كما يكتب: “لقد أدركت أنه عندما ندخل هذه النباتات إلى أجسادنا ونتركها تغير آراءَنا ، فإننا نتعامل مع الطبيعة بأعمق الطرق الممكنة.”
“نباتات القهوة والشاي ساعدت في بناء نوع الحضارة التي تزدهر هي فيها بشكل أفضل”
في النهاية ، بينما يُجري بحثاً شاملاً في كتابه ، فقد لا يرضي أولئك الذين يبحثون عن التفاصيل العلمية الدقيقة لما تفعله هذه النباتات بالضبط بأذهاننا.
