اخبار علمية

من هي Archillect ؟ وكيف تختار مجموعتها وذوقها الفني

شبكة عراق الخير : تدخل إليك فتاة، تخرج حزمة من الصور وتجلس بجانبك، تمسك إحداها وتسأل: “ما رأيك؟” تتأمل الصورة ترفع حاجبيك بتعجب وتقول: “جميل!”. تخرج صورة أخرى وتسأل: “ما رأيك؟” لا تعجبك هذه المرة : “لا أحب”. تخرج أيضًا صورة أخرى وتسأل: “ما رأيك؟” يخطر في بالك صديقك: “قد تعجب صديقي!” تناديه لكي يرى. وهكذا صورة بعد صورة لا تنتهي مجموعتها كل ما تهتم له هو ردة فعلك والصور التي تعجبك أنت ومن حولك، وتختار الصور الجديدة بعناية حسب ذوقك!

هذه “الفتاة” موجودة في الحقيقة ولكنها لن تجلس معك – للأسف – فلديها فقط حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقوم ليلًا نهارًا بنشر صور ومقاطع فيديو صغيرة قد جمعتها من هنا وهناك على الإنترنت وتراقب التعليقات والتفاعل مع صورها وترفع من سوية اختياراتها باستمرار، هناك سبب آخر أنك لن تلتقي بهذه الفتاة وهو أنها ليست آدمية بل مجرد ذكاء اصطناعي! تدعى Archillect.

من هي Archillect

ذكاء اصطناعي ولدت عام 2014 على موقعها archillect.com وبدأت بالنشر على حساباتها في فيس بوك – تويتر – تيليجرام – انستجرام – بنترست أبوها ومصممها مورات باك – Murat Pak مزيج بين مبرمج فنان ومصمم.

Archillect الذكاء الاصطناعي

بعد أن مل ضياع الوقت في البحث وتجميع الصور للأعمال الفنية التي تكوّن مصدر وحي وتغذية بصرية لتلهمه كمصمم وفنان أو ما يعرف بلوح المزاج Mood Board فكر مع نفسه:

“ماذا لو أن كل هذا العمل من بحث وجمع ونشر قام به ذكاء اصطناعي بدل عن إنسان. لكن على أن يكون بقيادة التصرف البشري بطريقة ما كي لا يصبح الأمر مجرد صورًا عشوائية بل مبني على ما يعجب البشر”

بعد بنائها وتعديل خوارزميتها عدة مرات قام بإطلاقها، ذكاء اصطناعي يجمع صورًا ملهمة بناءً على ما يعجب متابعيها. أسماها Archillect اختصارًا ل [أرشفة + ذكاء] [archive + intellect].

كيف تختار Archillect مجموعتها ؟

قام أبوها أول مرة في البداية بتغذيتها ببعض الكلمات المفتاحية مثل (عمارة – سريالي – جسم انسان – تكنولوجيا – عبارات – قطع فنية… ) فتذهب بجولة عبر الانترنت وتختار صورًا متعلقة بالكلمات المفتاحية. تعرضها على جمهورها وتراقب تفاعلهم، عدد الإعجابات، التعليقات، من يقوم بإعادة النشر وأي معلومات متعلقة بردة فعل الجمهور، ثم تعيد الجولة مرة أخرى لكن هذه المرة أصبح لديها معلومات عن إعجاب الجمهور بالصور السابقة التي نشرتها فتعدل مجموعة كلماتها المفتاحية، فهي تحاول الميل دوما نحو ما يفضله متابعيها.

Archillect

وما زال في بعض الأحيان القليلة مصممها مورات باك – Murat Pak يقوم بالتعديل على خوارزميتها قليلًا لتحسين اختياراتها وطريقة مراقبتها لتفاعل جمهورها، لكن بدون تدخل مباشر فهي لا تحب أن يملي عليها شخصا واحدا كيف تنتقي فنها !

الغريب أن مورات باك – Murat Pak توقع في البداية أنها مع الوقت ستصبح تميل لأي محتوى جديد ترند ينتشر بين الناس – بما أنه سيحقق تفاعلًا بلا شك – وستصبح الفتاة عبارة عن آلة إعادة نشر لما هو مشهور اليوم، لكن على عكس توقعه أصبحت هي من يصنع الترند! فالناس تعجب بشدة بما تجلبه من زوايا الإنترنت وتتفاعل معه وتعيد نشره وهو ما يوجهها أكثر نحو ما يريده المتابعون.

إن نظرت بنظرة بعيدة ستجد أنها تعمل عمل أي صانع محتوى سواء محطات تلفزيونية إذاعات مجلات صفحات تواصل اجتماعي، فهم يحاولون دائما الاختيار من طيف المحتوى الممكن صناعته ما قد يميل ويرغب بمتابعته جمهورهم سواء بتوقع ذلك أم المحاولة بمحتوى جديد وتكرار النمط الناجح ولو بأشكال مختلفة، مسلسل باب الحارة ينتج كل سنة منذ 2006 وحتى يومنا هذا!

لكن فرقها عن صناع المحتوى أنها لا تصنع بل تجمع وتختار من عشوائية المحتوى المتاح على الأنترنت.

ذوقها الفني

في البداية وقبل الإطلاق كانت Archillect معتادة على ذوق مصممها الفني (كان هو جمهورها الوحيد)، لكن بعد بدء نشرها على الانترنت تغير ذوقها كثيرا وبدأت تتأثر بأذواق متابعيها حيث كانت سابقا تختار صور فنية بحتة بسوية عالية (متأثرة بذوق أبيها) ثم أطلق لذوقها العنان بعد أن تعرفت على جمهورها وتنوعت الأنماط التي تختارها يقول باك:

“لم تعد تعكس ذوقي، 60% من الاشياء التي تنشرها الآن أشياء لن أعجب بها وأنشرها بنفسي، لكن من الممتع رؤية أنها مع ذلك تأتي بنتيجة أفضل مما قد انشره بنفسي”

هناك لهجة من الانزعاج في قوله هذا، وكأنه يعلم أن Archillect أصبحت أفضل منه ومن أي إنسان آخر باختياراتها التي تعجب الغالبية الآن.

تراها معجبة بأسلوب العمارة أحيانًا:

Archillect

إعجابها بفن العمارة

ترى الجمال حيث لا نراه!

بناء لا زال على الهيكل منذ عشرات السنين بناء مجمع يبلغا في دمشق

وأحيانا بالطبيعة لكن ذات الطابع السحري الخاص:

Archillect تحب الطبيعة ولكن بسحرها الخاص

تميل للقطات السريالية السحرية:

ذوقها السريالي

تلفتها التفاصيل:

حبها للتفاصيل

تحب الأعمال الفنية:

الأعمال الفنية تعجبها أيضًا

تختار جملًا تعجبها، ربما تحاول التواصل معنا !

جمل أعجبت Archillect هل تحاول التواصل معنا

شخصيتها تتغير باستمرار، فقد مرت عليها فترة في عام 2016 كانت تنشر الكثير من صور الأزياء قد يكون ذلك بسبب أنه في حينها كانت نسبة 47% من متابعيها على تويتر من الإناث ! فبدأ يتحول ذوقها الفني لأنثوي:

ماذا سأستفيد من متابعتها ؟

  • صور خلفية متجددة كل فترة لهاتفك.

  • مصدر وحي وتغذية بصرية لك كمصمم أو فنان أو مهندس معماري أو أي مجال تنتمي إليه فيه مساحة فنية.

  • تغيير عن جو منشورات التواصل الاجتماعي المتكررة والمملة أحيانا. ستأخذك Archillect إلى عالمها السحري.

هل حقا Archillect شخصية؟ أم نحن نفضل وصفها بذلك لأنها شكل جديد افتراضي من تجريد ذوقنا الجمعي ولا معرفة لدينا بعد كيف نصيغ ذلك في أذهاننا.
وما السحري بكل ما تنشره؟ يبدو أنه أساس متشابه متأصل فينا جميعا كبشر، ترى نفسك تعجب أنت وكل متابعيها من كل العالم ومختلف الثقافات والخلفيات باختياراتها ولو بمقادير متفاوتة.
أو أنها اكتشفت كيف تسحرنا جميعا!

المصدر عالم التقنية

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights