تحقيقات وتقارير

صيام رمضان والعمليات الجراحية والامراض الطارئة

صيام رمضان والعمليات الجراحية : العديد من المرضى ينتابهم القلق أثناء شهر الصوم وخاصة أولئك الذين ينتظرون إجراء العملية الجراحية لهم وفي الوقت ذاته يحرصون على صيام هذا الشهر الفضيل .

ومن المعروف انه اذا قام المريض بإجراء العملية الجراحية فهذا لن يمكنه من الصيام لعدد من الأيام في شهر رمضان خاصة أنه يحتاج إلى السوائل والعلاج بعد إجراء العملية، ولذا يجب أولا فحص المريض ومعرفة مدى ونوعية الشكوى، وهل فشلت محاولات علاجه بالأدوية والمسكنات، وهل هناك ضرورة تتطلب إجراء عملية جراحية فورا، مثل حالات الحوادث أو الأورام حتى لا ينتشر في بقية الجسم أو أنوع الكسور أو مريض حصوات المثانة أو عمليات النزيف الحاد وغيرها من الأمراض التي لا يمكن تأجيلها لبعد الصيام.

اقرا المزيد: نصائح لتفادي عسر الهضم في شهر رمضان

ويمكن للمريض الصيام عقب تحسن حالته مع صيام الأيام التي أفطر فيها خلال شهر رمضان عقب الانتهاء من الشهر الكريم. فمرضى الحالات الحرجة لهم رخصة الإفطار لأن تأجيل العمليات في مثل هذه الحالات يعرضهم للمضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة أو العجز.

صيام رمضان والعمليات الجراحية والامراض الطارئة

يقول الدكتور يسري الشاذلي رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى الملك فيصل بن عبدالعزيز بمكة المكرمة, تنقسم العمليات الجراحية بصورة عامة إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول : عمليات طارئة وهي العمليات التي تعالج أمراضا طارئة علاجها الوحيد هو أجراء العملية الجراحية عاجلاً وتأخيرها يترتب عليه خطورة كبيرة قد تؤدي بحياة المريض وأمثال ذلك الحوادث المرورية التي ينجم عنها نزيف أو كسور او غير ذلك وكذلك القرحة في المعدة والزائدة الدودية إذا كانت ملتهبة أو التي انفجرت والامتداد في القنوات المرارية.

النوع الثاني : عمليات عاجلة وهي العمليات التي تعالج امراضاً ليست طارئة ولكنها عاجلة بمعنى أن المريض لو

أنتظرفترة معينة فلاضرر عليه ” غالباً” من هذا التأخير.

اقرا ايضا.. الامراض بالانجليزي مع الصور والترجمة

النوع الثالث : عمليات أختيارية وهي العمليات التي تعالج أمراضاً بسيطة لاتضر المريض ” غالباً” أن تركت بدون علاج وهي تنقسم إلى قسمين:

أ عمليات تعالج أمراض يخشى ان تسبب مضاعفات.

ب عمليات تعالج أمراضاً لايخشى أن تسبب مضاعفات.

كيفية تعامل المريض مع مرضه المحتاج إلى عملية جراحية أثناء شهر الصوم..هل يضره الصوم أم هل من الممكن

أن يصوم:

  • أولاً : الصوم لايضر بالمريض المحتاج إلى عملية جراحية بل أن المريض يصوم عادة ثمان ساعات على الأقل قبل اجراء العملية.
  • ثانياً : إن المريض الذي ينوم لإجراء العملية يعطي مغذيات وريدية لتحضيره لإجراء العملية.
  • ثالثاً : أن العمليات تحتاج في غالب الأحيان إلى تخدير كامل وهذا يعني دخول هذه الغازات إلى الجوف بمعنى أن المريض الذي يدخل المستشفى لإجراء العملية الجراحية المحتاجة لتخدير كامل لابد له أن يفطر في رمضان لأن المحاليل المغذية تعتبر من المفطرات.
  • رابعاً : إن المريض بعد العملية عادة يحتاج لعدة أيام للتنويم في المستشفى يكون جسمه بحاجة للغذاء مما يعني أن المريض الذي يجري عملية قد يحتاج لأن يفطر يوماً أو أكثر.
  • خامساً : نوع العملية يحددها الطبيب المعالج ” الجراح ” للحالة فإن رأي أن الحالة طارئة فلابد من إجراء العملية فورا وبدون تأخير ومن أمثلة ذلك انفجار الزائدة الدودية الملتهبة ، انفجار الحمل الكاذب ، ثقب في قرحة الانثى عشر، إصابات الأسلحة النارية أو الحادة وإصابات الحوادث المرورية التي ينجم عنها نزيف أو كسور أو تهتك وأسباب أخرى يحددها الجراح فهذه الأمراض مثلاً تحتاج إلى عمليات فورية وبدون تأخير وفي هذه الحالة فان إصرار المريض على الصيام يضر بصحته بل قد يودي بحياته.

صيام رمضان والعمليات الجراحية والامراض الطارئة

أما النوع الثاني من العمليات وهي العمليات العاجلة التي يمكن تأجيلها فهي تتفاوت فهناك عمليات يمكن تأجيلها لساعات قليلة أو كثيرة وعمليات يمكن تأجيلها حتى لفترة تصل للشهر أو أكثر.

والعمليات التي يمكن تأجيلها لساعات هي مثل عمليات الخراجات في مختلف أنحاء الجسم فهذه يمكن تأجيلها حسب رأي الطبيب المعالج إذا حدد الطبيب أن بالإمكان تأجيله إلى مابعد الإفطار ورأى أن المريض بإمكانه التحمل ومثل عملية إزالة الزائدة الدودية في بداية التهابها في هذه الحالات فإن الصوم لايضر ومع ذلك ينصح المريض بأن يسأل الطبيب إن كان من الممكن أن يصوم ولا يعطى مغذيات حتى أذان المغرب.

ان العمليات التي يمكن تأخيرها إلى حين انقضاء شهر رمضان ولكن لابد من عملها مثل عمليات إزالة المرارة لوجود حصوات بها هذا إذا لم تكن ملتهبة أما إن كانت ملتهبة فلابد للمريض من أن يأخذ العلاجات اللازمة لذلك وفي هذه الحالة أيضا يجب عليه سؤال الطبيب عما إذا كان الصوم يضره أم لا ؟ وعمليات الدوالي ” دوالي الخصية ودوالي الأرجل ” ومثل عمليات استئصال الأورام الحميدة غير المتقدمة أو غير المسببة لمضاعفات فإن تأخيرها شهراً لايضر المريض غالباً وكذلك إجراء المناظير التشخيصية.

اقرا هنا: علاج التهابات الرحم بالاعشاب الطبيعية 2023

إما النوع الثالث من العمليات وهي اختيارية فلا يوجد هناك شك من إمكانية تأجيلها إلى بعد شهر رمضان مثل عمليات الفتاق الأربي أو السري وهذه وان كان يخشى من أنها قد تسبب مضاعفات إلا انه يمكن تأخيرها والصوم لايضر المريض.

ومثل عمليات التجميل أو أصلاح التشوهات الخلقية في الساقين مثلا أو إزالة أورام صغيرة من الجلد ككتلة لحمية في الثدي أو كيس دهني أو تكتل شحوم في الاذن أو في فروة الرأس أو الوجه.

لذلك اخي المريض ان كان مرضك يحتاج الي عملية لعلاجه فهذا لايعني الضرورة ان تترك الصيام ليوم او اكثر وكل ماعليك هو مناقشة الامر مع طبيبك المعالج وأن تسأله عما اذا كان الصوم يضر بصحتك ام لا؟

وكذلك اسأله عن امكانية تأخير العملية الى انقضاء اليوم الواحد من رمضان او انقضى الشهر كله فالطبيب المعالج هو الفيصل في هذا الأمر.

ويرى الدكتور والطبيب المصري عزت عبد الوهاب ، أستاذ جراحة عامة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي ، أن الصيام لا يضر بالمريض الذي يحتاج إلي العملية الجراحية بل قد يعمل علي تحسن حالته البدنية والنفسية ، ويقبل على العملية بعد رمضان مطمئن النفس راضيا بقضاء الله وقدره ، وكثير من العمليات يمكن تأجيلها ولكن بعد استشارة طبيب مسلم حتى يعطي النصيحة ما إذا كان يستطيع الصيام واستكمال الشهر أم يجب إجراء العملية في الحال.

أن عمليات الزرع وخاصة الكلى يمكن تأجيلها ، خاصة أن مريض الفشل الكلوي لا يستطيع الصيام ومباح له الإفطار فهو لن يتأثر بالعملية ، وإذا ما تم تأجيل العملية لبعد رمضان ، ولكن الذي سيتأثر هو المتبرع ، ففي حالة إجراء العملية سوف يتطلب منه الإفطار لتناول الأدوية والمحاليل ، وبذلك يفقد فرصة صيام الشهر العظيم .

هذا ومن الجدير بالذكر إنَّ المرضى الذين تؤجل عملياتهم إلى ما بعد شهر رمضان يجب أن يتبعوا الطبيب المعالج، مع تنظيم الأدوية حسب كل حالة، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن والاعتدال في تناول الإفطار والسحور، لذلك مع الإفطار يجب أن نبدأ بتناول التمر الرطب للتعويض عن انخفاض مستوى السكر في الدَّم، وصلاة العشاء مباشرة، لإتاحة الفرصة لامتصاص السكر وتنشيط المعدة والجهاز الهضمي لبدء عملية الهضم.

اقرا موضوع: ما الذي يسبب الامراض المعديه – مخاطر الامراض المعديه

ويجب استكمال الإفطار بشرب السوائل والعصائر، دون الإفراط في شرب الماء المثلج في أثناء وبعد الإفطار حتى لا يسبب انقباض الشعيرات الدموية في الجهاز الهضمي ويبطئ حركة الهضم ويخفف من العصارات الهضمية، بالإضافة إلى عدم شرب الكثير من الشاي والقهوة مع السكر، لأن الإفراط في تناول الشاي، وهو مدر للبول، يؤدي إلى فقدان الأملاح المعدنية في الجسم، بالإضافة إلى منع الأطعمة الدهنية والمقلية لأن هذه الأطعمة تسبب سوء التغذية وتمنع البهارات والمخللات لأنها تهيج بطانة المعدة، وبذلك تزيد من الحموضة، وتحدث تقرحات المعدة، وتزيد من ضغط الدَّم وتعيق الهضم، وتؤدي إلى كثرة تناول السوائل. . وقليل من السكريات ولا سيما فيتامين “د”.

 

ملاحظة:الموضوع انفا هو للمعلومات العامة فقط ولغرض المعالجة والتعليمات الصحية يجب مراجعة الطبيب المختص فقط.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights