تحقيقات وتقارير

تصحر 40 بالمئة من مساحة الارض وسكان العالم في خطر حسب تقريرأممي

شبكة عراق الخير :

التصحر هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 400 مليار دولار سنوياً في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها. وقد كافحت الشريعة الاسلامية التصحر ومثال على ذلك حديث متواتر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحيا أرضاً ميتة فهي له». رواه أبو داود والدارقطني والبزار وغيرهم.

يخلق التصحر جواً ملائماً لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة (World Wide Fund for Nature) فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970م و1995م.

حيث تثير الرياح الأتربة في الصحراء والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، وتصل الأتربة من صحاري أفريقيا إلى أوروبا من خلال رياح الباسات حتى أنها تصل إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم إستنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات المرض والوفاة. تغطي الصحاري ما يقرب من خمس المساحة الكلية للكرة الأرضية، وهذه الصحاري باتساع مساحتها وزحفها والتهامها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، تشكل تهديداً للبيئة البرية. وتدل الإحصائيات على أن العالم يفقد سنوياً ما يزيد على ستة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتصل المساحات المتصحرة في العالم إلى ما يقرب من خمسين مليون كيلو متر مربع، ويصل عدد الأفراد الذين يتضررون من الجفاف والتصحر إلى ما يقارب من 150 مليون

يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعاني منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف على أنه تناقص في قدرة

الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية

الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في

العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28%

من جملة المناطق المتصحرة في العالم. يؤثر التصحر على نسبة الإنتاج النباتي لبعض المزروعات وهذا ينعكس

على انتشار الجفاف في العديد من المناطق خصوصا في الوطن العربي.

قال تقرير للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن عقودًا من إزالة الغابات والتعدين والتلوث الصناعي أثرت على كوكب

الأرض، مما أدى إلى تدهور ما يصل إلى 40 في المائة من أراضيه وعرض الاقتصادات للخطر، مشيراً إلى أن ثلاث

دول بينها العراق يتصدى للعواصف الترابية.

وأضاف التقرير أن الزراعة تشغل الآن ما يقرب من نصف مساحة اليابسة في العالم، حيث تمت إزالة مساحات

شاسعة من الغابات لاستخدامها في مراعي الماشية وحقول المحاصيل.

وقالت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) في توقعاتها العالمية للأراضي، إذا استمرت الاتجاهات

فإن 11٪ أخرى من سطح الأرض في العالم – حوالي حجم أمريكا الجنوبية – يمكن أن تتدهور بحلول عام 2050.

ويطالب العالم بمزيد من الغذاء لإطعام عدد متزايد من السكان، في حين تشمل جهود مكافحة تغير المناخ ترك

الغابات سليمة وتوسيع المشاريع القائمة على الأرض مثل صفائف الألواح الشمسية ومزارع الرياح.

وقال بارون أور، كبير العلماء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: “هذه مطالب متضاربة”. “لم يتبق الكثير

(من الأراضي) للعمل بها”.

وحوّل البشر أكثر من 70٪ من مساحة الأرض الخالية من الجليد في سعيهم للحصول على الغذاء والموارد

الطبيعية، بما في ذلك كل شيء من الرمال إلى الوقود الأحفوري.

وقد أدى استخراج الموارد هذا إلى تلوث المياه، وتآكل التربة، وزعزعة استقرار المنحدرات الجبلية، وتناقص غلة المحاصيل.

وفي مؤتمرها الخامس عشر، الذي سيعقد الشهر المقبل في أبيدجان ، ستحذر اتفاقية مكافحة التصحر صانعي

السياسات من أن تدهور الأراضي يعرض بعض الشركات والصناعات للخطر.

ويعتمد ما يقرب من نصف الاقتصاد العالمي، أو نحو 44 تريليون دولار في السنة، على زراعة الأرض أو استخراج

الموارد.

ويقول التقرير إن الدول تعهدت باستعادة 10 ملايين كيلومتر مربع بحلول عام 2030 ، أو ما يقرب من حجم الصين ،

لكنها لا تستطيع تعبئة 1.6 تريليون دولار أو نحو ذلك المطلوبة لهذه المهمة.

وتقول إن إعادة توجيه 700 مليار دولار الممنوحة للإعانات السنوية للزراعة والوقود الأحفوري في جميع أنحاء

العالم لاستعادة الأراضي يمكن أن تساعد.

وبينما تمكنت بعض الدول من إحراز تقدم، تعيد الأرجنتين بناء أراضيها الرطبة في إيبيرا، وتعمل البرازيل والمكسيك

والولايات المتحدة على مساعدة المجتمعات على التكيف مع الجفاف، فيما يتصدى العراق والصين والكويت

للعواصف الترابية.

لكن المشاريع الأخرى واجهت صعوبات. يقول التقرير، إن السور الأخضر العظيم في إفريقيا، الذي تم إطلاقه في

عام 2007 لاستعادة شريط بطول 8000 كيلومتر من الأرض عبر عرض القارة بحلول عام 2030 ، قد استعاد حتى

الآن 4٪ فقط من المنطقة المستهدفة.

iraqkhair

موقع مستقل يهتم بالشأن العراقي والعربي في جميع المجالات الاخبارية والاقتصادية والتقنية والعلمية والرياضية ويقدم للمتابع العربي وجبة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights